• 12:40 مساءاً




روايات عبير القديمة المكتوبة زواج بالقوة

إضافة رد
أدوات الموضوع
عضو فـعّـال
تاريخ التسجيل: May 2015
المشاركات: 1,465
معدل تقييم المستوى: 10
Dr.Oz is on a distinguished road
08 - 05 - 2015, 10:37 PM
  #1
Dr.Oz غير متواجد حالياً  
افتراضي روايات عبير القديمة المكتوبة زواج بالقوة




( زواج بالقــوة )


( 560 )
عبير دار ميوزيك

للكاتبة فلورنس كامبل




روايات عبير القديمة المكتوبة زواج بالقوة



الملخص


أطلقت "آنى" زفرة طويلة وقالت لـ "جونى" :
- ولكن "شيز" لا يتذكرنى . ولا يتذكر ما حدث بيننا . . إنه يريد إلغاء الزواج .
- وأنت لا تريدين ذلك . أليس كذلك ؟
قالت وقد زاد نشيجها وارتفع عويلها :
- أنا أحبه . . أعتقد أن هذا واضح . . أليس كذلك ؟
- بلى هذا واضح يا "أنى" . . فى كل مرة تنطقين فيها اسمه يظن المرء أنك تتلين صلاة . هيا . . احكى لى ما الذى حدث؟
انطلقت "أنى" فى سرد حكايتها الحزينة أمام نظرات "جونى" المذهولة وانهت الحكاية قائلة :
- أنا كارثة حقيقية . . هذا ما يقوله .



الفصل الأول
مزق السكون صوت طلقة مسدس وأطارت إلى السماء الخالية سربا من النسور . وأمام هذا الضجيج المفاجئ تجمدت "آنى ويلز" . أحاطت دوامة من الغبار حذاءها الرياضى المستهلك عندما استدارت لتفحص الطريق الحجرى الذى قطعته . أرادت أن تعرف من أين أت هذه الضجة ، وتساءلت كم عدد الرجل الذين باستطاعتهم استخدام المسدس كسلاح ؟ لايوجد سوى واحد فقط وهى تعرفه . أخذ العرق الذى سال من جبينها يحرق عينيها . استيقظت كل حواسها وآلمتها .
كان من الأفضل أن تفحص الأفق . . لم تر سوى الأراضى الصخرية لـ "وايومنج" على امتداد البصر والسماء بلون أزرق ومسحوق الذهب الذى ارتفع من طيران النسور . أصاخت السمع ولم تسمع سوى صوت تكتكة السوط الذى تردد صداه فى الصخور.
انتظرت "آنى" وهى تغامر فقط بالتنفس حتى تستعيد الطبيعة هدوءها . لقد قطعت بالفعل عدة كيلومترات منذ أن أنزلتها الحافلة فى بلدة "بينتر بونى " وهى أقرب بلدة من وسط الجبال التى كانت متجهة إليها . وهبت نسمة حارة واعدة بالأمل . إنها تحسه بوضوح مثل الحيوان الذى يحس بتغير الجو . سمعت عن بعد فى مكان ما كلبا ينبح وصهيل جواد خفيفا . بدأ قلبها ينبض بلا انتظام .
وقف رجل عند حافة النهر الجاف . كان ظهره إليها وقد ظهرت كتفاه العريضتان ضد الأفق الأزرق والأبيض ، وكان شعره طويلا وأسود مجعدا ، وكان معطفه الخفيف الطويل الذى يكاد يلمس الأرض يشبه ذلك الذى كان يرتديه قطاع الطرق ليخفوا أسلحتهم ، ولكن الرجل استبدل السلاح النارى بسوط طويل مجدول .
كانت "آنى" تعرفه ، لقد سبق أن رأته وسط حمى العمل بسوطه الذى يستخدمه مع الماشية سمعت صوت صفير حاد أدار انتباهها نحو غريم الرجل الذى يواجهه . . على بعد مترين منه حية ضخمة ذات أجراس بلون الماس وقد ووجهت بكلب ، كانت الحية مستعدة للهجوم على مقتحمى ملجئها وقد نفشت أجراسها . كان الكلب ينبح وهو يرتجف ويزمجر .
وجه الرجل ضربة ساحقة للحية رفعتها إلى الهواء ، حيث سقطت عند ملتقى الجبلين حيث وقفت "آنى" . كتمت صرختها بينما كانت الحية تزحف نحوها ، وبالغريزة انتصبت وهى مستعدة للفرار ، صاح الرجل :
- لا تتحركى
وكان الأحرى أن يطلب منها ألا تتنفس . عندما استدارت بحثت عن الحية بعينيها ورمقتها تزحف مثل نهر فضى داخل الرمال .
أحست الشابة بالخلاص وأوشك أن يغمى عليها ، وعندما صارعت
لتحتفظ بتوازنها انزلقت الاحجار من تحت قدميها . . لم يكن لديها اي فرصة للنجاة حيث استقرت على الارض مغطاة بالتراب عند قدمى الرجل . سالته بعد فترة بصوت هامس وهى تنظر فى عينيه مباشرة :
- انت "تشارلز بودين" . . . اليس كذلك ؟
كان له نفس الوجه النحيل القاسى ، والجمال الوحشى ، والفم الواسع والذى احتفظت بصورته فى ذكرياتها . . إنه لم يتغير . . حتى حاجبيه الكثيفين الأسودين . .
رد :
- ربما . . ولكن من أنت ؟



وجدت "آنى" صعوبة فى استرداد أنفاسها :
- أنا زوجتك !
* * * * *
نادى "شيز" على جواده وساعدها على امتطائه ، قال الرجل فى نفسه لابد أنها مخبولة أصيبت بضربة شمس أثرت على حواسها . . أحس نحوها بالعطف وهو يحيط وسطها بذراعه حتى تثبت على ظهر الجواد . . إنها لم تكد تنطق بهذه الحماة حتى فقدت الوعى . اصبح من المستحيل إذن أن يطرح عليها أسئلة . إنه لا يفهم حقا من أين هى أتت إلا من "بينتر بونى" ولكن لابد أنها فقدت صوابها حتى تقوم بالرحلة وسط النهار تحت شمس فى عنفوانها ، همس وهو غير مصدق :
- زوجتى !
إنه لم يفكر أبدا فى الزواج ما لم يكن قد حدث فى مراهقته عندما أولع هياما ببهلوانة ذهب لمقابلتها فى مقطورتها الرحالة ، ولكن غرامهما لم يستمر بعد رحيل السيرك وليس معنى هذا أنه ضد الزواج . بل بالعكس لقد كان يعشق حفلات الزفاف . ولكن حدث كرهه للزواج بعد ان بدأت متاعبه .
لكز "شيز" جواده وألصق المرأة به . كانت الرحلة للوصول لقمة الجبل قصيرة ولكنها محفوفة بالمخاطر القاتلة ، وتطلب الأمر من "شيز" أن يركز كل انتباهه للوصول إلى وجهته .
وعندما وصل "تشيز" إلى السطح المستوى أدرك أن راحة يدخ مشغولة بشئ طرى وشديد النعومة والحرارة وكان جمالها يفقد الرجل عقله . لقد خلقت هذه المرأة من أجل الرجل .
تساءل : ما الذى يجرى له ؟ . . إنه راعى بقر وعليه ان يترك المرأة فى حالها . . عندما خطرت هذه الفكرة على باله وجد المرأة لا تتحرك ، لقد مضى وقت طويل لم يقترب فيها من امرأة وبدا أن ذهنه يريد أن يعوض هذا الحرمان بهذه الفرصة الذهبية .
سمع تنفس المرأة المضطرب الذى يدل على إثارتها . وكانت تفاحة آدم تتصاعد وتنخفض مع كل نفس . . أخذ يحلم ولكن همسا خفيفا انتزعه من أحلامه . كانت المرأة ملتصقة به كالطفل .
كان "شيز" لا يزال غارقا فى أحلامه عندما وصلا إلى وجهتهما . كان كلبه "شادو" ينبح ويهز ذيله عندما وضع الرجل قدمه على الأرض وحمل المرأة بين ذراعيه . كانت خفيفة مثل الريش ونحيفة لدرجة مخيفة . وعندما حملها إلى البيت ساوره إحساس بأن هذه المخلوقة تشبه المرأة التى عبرت من قبل حجيم حياته . ولم يعرف من أين جاءه ذلك الاحساس .
إنه يلزمه وقت طويل ليفكر . من هى ؟ تساءل وهو يحاول التذكر إن كان قد التقى بها فى مكان ما ، أو سبق أن رآها . . . إنها لا تذكره بشئ محدد . . وبالتأكيد ليس بالزواج . ابتسم ابتسامة خفيفة وليس واثقا تماما بأن المرأة هى سبب ابتسامته . إنها نسخة مصغرة من المرأة وإن كانت تقاسيم جسدها رائعة فضلا عن تقاطيعها الفاتنة . طبعا ضيفته لا تصلح للدخول فى مسابقة ملكات الجمال بشعرها الأشعث وكأنها خرجت من معركة شرسة مع امرأة أخرى ، ولكن ملامحها الفريدة لا ينقصها السحر .
سأل "شيز" كلبه الذى مد نحوه رقبته :
- ما رأيك ؟ ما الذى تنتظره منا ؟
أخذ يربت على الكلب وواتته فكرة مفاجئة ومزعجة . ربما كانت صحفية تريد عمل تحقيق صحفى حول "تشارلز بودين" البطل رغم أنفه , إنها لن تكون المرة الأولى . . ولكن الصحفى لن يخاطر أبدا بأن يصاب بضربة شمس أو مقابلة الحيات الرقط ذوات الأجراس من أجل كتابة مقال .
تأمل "شيز" البنطلون الجينز المستهلك الخاص بالشابة عندام تحركت وهمهمت بكلمة شبه مسموعة . . . سألها :
- ماذا ؟
- ماء . . .
- فى الحال .
مد "شيز" ذراعه وأخذ كوبا من الدولاب البدائى . . إنه لم يفكر فى الفخامة عندما اشترى هذا البيت . . . لقد بحث فقط عن ملجأ يحوى مجرد الضروريات فقط ، حجرة وحمام وحجرة معيشة ومطبخ . . لا شئ يمكن أن يغرى أى امرأة بالحياة فيه .
ملأ الكوب بالماء الذى يحضره من النهر ثم جلس بجوارها وقال وهو يرفع الكوب لشفتيها :
- ها هو ذا !
فهم "شيز" فى الحال أنها فى حاجة إلى المساعدة . فأجلسها ليساعدها على احتساء الماء وجدها . . . لأسباب لا يفهمها شدية الجاذبية وهى ضعيفة وهشة وهى ترتشف الماء فى أحد أكوابه ، يا إلهى ! إنه فى حاجة إلى شئ قوى يهدئه لو استمرت مشاعره على هذا الحال ز وما الذى عليه أن يفعله حتى يتأكد من أنها لم تصب بالحمى ، شكرته الشابة بهزة خفيفة من رأسها وهى تنظر إليه بإمعان بعينيها الزرقاوين شديدتى العمق حتى إنه إضطر إلى أن يشيح بعينيه يعيدا عنها .
تساءل "شيز" بأى سؤال يبدأ استجوابه لهذه المرأة التى ضلت طريقها ؟ من أين أتت ؟ إن لديه سؤالين آخرين شديدتى الصلة بالموضوع لابد أن يطرحهما عليها ، وبدلا من أن يفعل قال لها مقترحا :
- هل تريدين أن أغسل لك وجهك ؟
- نعم من فضلك .
إن لها طريقة ساحرة للغاية فى قول ذلك . أحضر وشاحا أحمر لفه حول عنقها ثم غمس طرفه فى كوب الماء وأخذ ينظف وجهها . أغمضت عينيها تحت تأثير تدليكه لوجهها . ولدت هذه الحركة البريئة لديه رغبة غريبة .
تنهد . . . يا إلهى ! أرجو ألا تفتح فمها قبل أن أنتهى من عملى وألا تنطق بكلمة . نظر إلى بلوزتها . لقد كانت ضيقة جدا لدرجة أنه عرف السبب فى عدم تمكنها من التنفس بارتياح وأدى ذلك إلى فقدانها الوعى . . سألها وهو يلمس ياقة البلوزة :
- هل تحبين أن أخف ضغط البلوزة عليك ؟
قالت وهى لا تزال تغمض عينيها :
- نعم .
وضع "شيز" الكوب على المائدة وأخذ نفسا وبدأ يفك أزرار البلوزة . فك ثلاثة أزرار ثم تساءل إلى أى مدى سيستمر فى هذا العمل المضنى لأعصابه . . . عندما فتحت عينيها . . بدا وكأنها تراه لأول مرة . سألته :
- هل تظل محتفظا بقبعتك وسترتك فى البيت !
لم يكن هذا هو السؤال الذى كان ينتظره ، لم يعد يعرف أى مسلك يسلكه وترك نفسه تخاف منها بطريقة غريبة .
قال وهو يخلع سترته :
- هذا يعتمد على الظروف ؟
- أية ظروف ؟
- الجو .
كان وهو يرد بلهجة خشنة – يأمل أن يجعلها تشعر باليأس من الحديث فى هذا الموضوع ، ولكن بعض النساء لا يعرفن أبدا كيف يتوقفن .
__________________

تذكر ذلك وهى تجدحه بعينيها الزرقاون فى إلحاح وعمق متسائلة . لقد بدت هشة مثل الطفل المهجور ، وعنايته بها تضطره إلى إلى استخدام الرقة التى لم يتعود عليها وهو السريع الغضب فى العادة . ثم إنه يحس الآن بهذه الرغبة العفوية التى تدفعه إلى الثرثرة التى قد تعرضه للخطر . منتديات روايتى . وحاول جاهدا ألا يلعب دور الأم الحانية وأن يستعيد سيطرته على نفسه . قالت له :
- ولكن الجو ممتاز هنا .
- إنك قد تدفعينى إلى خلع ملابسى يا صغيرتى هل تفضلين أن أفعل ذلك ؟
احمر وجهها خفيفا ولكن اهتزاز رموشها الخفيف هو الذى أسعد "شيز" .
هناك فى مكان ما من المراكز المنطقية فى مخه ، أخذت إشارة عاطفية تومض بانتظام : الحذر . . . الحذر !
مال نحوها وحاول دون جدوى أن يعيد ربط الزر الثالث من البلوزة ثم انتفض واقفا فجأة وألفقى بقبضته التى سقطت فوق مائدة المطبخ ثم قال – وهو يسترد أنفاسه مع تجنب النظر إليها :
- حسنا ! أريد أن أعرف ماذا كنت تفعلين هنا ؟ . . من أنت ؟
أجابته دون أى تردد :
- " آنى ويلز" .
لم يخبره ذلك بشئ ولكنها كانت تنظر إليه برباطة جأش لدرجة أنه وجد نفسه يسألها :
- وهل هذا يعنى شيئا ؟
- آه . . بالتأكيد . . بالتأكيد . لقد تزوجتنى منذ خمس سنوات .
- انا تزوجتك ؟ هذا لا معنى له .
من الواضح أنها تمادت فى الأمر . . . ولكن كان من الصعب أن يراهن على الجزء الأخير من تأكيدها .
- وهل كان ذلك مند خمس سنوات ؟ لم أكن أعيش فى هذه البلاد منذ خمس سنوات لقد كنت . . .
- فى "أمريكا الوسطى "
ثم أضافت بلهجة مرحة :
- لقد كنت فى مهمة إنقاذ خاصة بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وكنت أنا جزءا من الأمريكيين الذين قمت بإنقاذهم .
دهش "شيز" تماما . . . لقد أعادت ذاكرته بقسوة إلى فترة ومكان من المستحيل أن ينساهما . . تلك المهمة إلى "كوستاريكا" والتى كانت بالنسبة له كابوسا حقيقيا . . . لقد أرسلوه وفريقه لتحرير علماء أمريكيين أسرم المتمردون . . وكانوا قد تفرقوا حتى يعثروا على الأمريكيين . . والأسيرة التى تم العثور عليها حية كانت فتاة مراهقة مختبئة فى دير هدمته القنابل .
وكانت مأساته أنه لم ينجح فى إعادتها سليمة معافاة . فقد لقيت حتفها فى حادثة سيارة على الطريق المؤدى إلى الجبهة . وهو نفسه خرج سليما بأعجوبة .
قاطعها بخشونة وهو يحاول إيقاف سيل الذكريات وهو ممزق ما بين الغضب وعدم التصديق : من هذه المرأة بحق السماؤ ؟ ردت :
- لا . . بل إنه أنت . . " تشارلز بودين" . إن الرجل الذى أنقذنى كانت له نفس سحنتك . وكان يدعة "شيز" وكان يستخدم أيضا سوطا ، آه . . أرجوك أن تتذكر ! لقد كنت مختبئة فى دير فى ضواحى "سان لويس" عندما عثرت على – لقد كنت هناك من شهر منذ أن قتل الارهابيون والدى .
انقطع صوتها فجأة وكأنها تجد صعوبة فى الاستمرار ، ثم استطردت :
- إننى أتذكر أدق التفاصيل . . لقد جرحك احد المتمردين ، وكان موجها سلاحه نحوى وقمت بنزعه منه بسوطك . فأخرج مدية هل تتذكر ؟
أحس "شيز" بألم ممض فى المكان الذى انغرس فيه سلاح المدية عند ساقه .
أخذ قلبه ينتفض داخل صدره عندما خرج بسرعة للخارج حتى يستطيع أن يسترد أنفاسه وسيطرته على نفسه . لابد من وجود تفسير منطقى ومن الأفضل أن يجد حلا . ز ولكن قد تكون إحدى الصحفيات الدؤوبات كالنحلة والتى تهتم بالتحقيق حول بعثة "كوستاريكا" ؟ ومن غيرها يعرف هذه التفاصيل ؟ لابد أنها حصلت على هذه المعلومات من التحقيقات الصحفية وقتها والتى كانت غنية بالمبالغات .
سألته – وقد أحست ببعض الاهانة والجرح لكرامتها :
- ولكن لماذا لا تصدقنى ؟ إننى أقول الحقيقة .
استدار يتأملها واكتشف أنها جلست بصعوبة وأسندت إحدى كتفيها على الجدار ، قرأ فى عينيها الأمل والخوف وكذلك عاطفة جعلته يحس بالعذاب . . واليأس . إنها تطلب – يائسة – شيئا ما . . ولكن ما هو ؟ الاعتراف ؟ ما الذى تنتظره منه ؟ بذل جهدا خارقا ومؤلما حتى يبدو قاسيا من أجل ألا يغرق فى سحر عينيها . قال :
- وأنا أقول الحقيقة يا "آنى ويلز" . . واثق تمام الثقة أننى لم أرك فى حياتى أبدا .
فكر "شيز" أنها لا يمكن أن تكون تلك المرأة التى تدعيها . . وليأخذ الله روحه ! لقد أغرق دم تلك المراهقة يديه . وكان هو وراء عجلة القيادة عندما انحرفت عن طريقها .
أخذ يبحث فى ذاكرته عن مراهقة وأى دليل يثبت أن تلك المرأة هى نفسها . ولكن لم يكن لديه سوى ذكريات مبهمة .
إن اصابته بالحمى التى عانى منها خلال مهمته قد أثرت على ذاكرته ، وبالتالى على حسن حكمه على الأمور . . لقد أدى الحادث إلى إسدال ستارة من الضباب على ذكرياته . . وهو لا يستعيد سوى ذكريات نادرة وقليلة جدا .
لقد قال لـ"آنى ويلز" الحقيقة ولكن ليست كل الحقيقة . ليس لديه أى ذكرى عن الشابة التى أنقذها قبل ان تلقى حتفها بعد ذلك ، إنه لا يستطيع حتى أن يتذكر اسمها .
قالت له فى تحد واضح :




إجراء رسمى ووسيلة للخروج من المأزق . ولقد كنا مدركين لذلك نحن الاثنان .
قال ردا عليها بصوت قاطع :
- ربما أنت . ولكن بالنسبة لى فان ذلك لم يحدث ابدا . ان الوعد الوحيد الذى اقسمته كان فى اليوم الذى اوشك فيه والدى ان يقتل كل منهما بزجاجة الشراب القوى بعد ان ابتلعا محتوياتها . فى هذا اليوم اقسمت الا اتزوج ابدا . اذن اخبرينى يا "آنى ويلز" لماذا احنث بقسمى ذلك من اجلك ؟
ارتجفت "آنى" انها لا تعرف بماذا تجيب على سؤاله ولكنها تمكنت بصعوبة من ان تجيبه قائلة :
- لست ادرى لماذا . ربما كان بدافع العرفان بالجميل .
- ولماذا بحق السماء ؟
أحست بالاحباط . كانت لديها رغبة فى ان تقول له : ان ذلك العرفان بسبب انها انتزعته من بين براثن الموت .
لقد ظلت بجانبه وهو فى حالة من الهذيان وفقدان الذاكرة . . كيف امكنه ان ينسى ذلك ؟
- لقد أعطاك القس الأدوية . ولكن كان يلزمك شخص يظل بجوارك ليل نهار .
أشاحت بوجهها بعيدا عنه وهى تعلم أنها لا تستطيع ان تدخل فى تفاصيل تلك المحنة الآن .
لقد كان من المؤلم للغاية بالنسبة لها أن تحكى ما عانته وما اضطرت إلى فعله .
لقد كان التعب قد هدها ! فتركت نفسها تسقط على الفراش مرة ثانية وتغمض عينيها . لقد كان عذابا ان تشاطره نفس الحجرة بعد كل تلك السنوات الطوال . ان قربه منها يعيدها الى زمن كانت عواطفها نحوه وحشية وقوية وحلوة .
كانت قد وقعت صريعة حبه فى الحال مثل فتاة مرعوبة تغرم بالرجل الذى يغامر بحياته من أجل انقاذها . . ربما كان شغفها بالبطل المغوار ! ولم تكن تعرف ان كان يحبها ام لا ، ولا تستطيع ان تحكم على وضعها بالنسبة له ولم تجد امامها سوى ان تفعل الشئ الوحيد فى مثل هذه الحالة وهو ان تنتظر ان يعود اليها .
اجبرت نفسها على فتح عينيها مرة ثانية وتشابكت نظراتهما وتساءلت : كيف امكن ان تكون ساذجة لهذه الدرجة ؟ انه لم يعد ابدا اليا ولم تكن لديه ابدا نية العودة . غمرتها موجة من المرارة وهى تحاول ان تطرد الذكريات من ذهنها . . انها ذكريات مؤلمة . سالها:
- ما الذى تنتظرينه منى ؟
- اجابات صادقة .
تحملت نظراته وهى تدعو الله الا تعكس ما يدور بخلدها من افكار . هل يعرف من هى ؟ الا تذكره اذن باى شئ ؟
لم يكن هناك سوى اجابة صادقة على هذا السؤال ، ولكن "شيز" ليس لديه اى نية فى ان يقولها . ان تعرف كل تفاصيل مهمته وبعثته أمر جعله يهتز ويرتج ، ولكن طالما لا يعرف بالضبط من هى ؟ وماذا تريد ؟ فلا مجال هنا لأن تقول له المزيد . انه يتذكر انه افاق فى مستشفى امريكى بعد الحادثة وكان مساعداه "جيوف دياز" و "جونى ستارهوك " وقد اعدا تقريرهما وذكرا فيه انه لم يعثر ابدا على جسد الفتاة والاثر الوحيد كان فردة حذاء وسط الاحراش .
لقد تبعته تلك الحادثة ربما لانه لم يصل الى تذكر ما هو سببها . ولكن الذى يطارده الآن ويلح على ذهنه هو حكاية الفتاة .
إنها تعرف عنه الكثير من الامور التى لم تستطع الفتاة ان تقرا عنها فى الصحف .
انتزعه صوت تحطم كوب زجاجى من افكاره ، من الواضح ان "آنى ويلز" هى التى اسقطته وهى تحاول ان تستخدمه . قال "شيز" – وهو يشعر بعدم ارتياح واضح :
- هيا . . اهدئى ! ساعطيك كوب اخر .
بينما يملا الكوب بالماء عبرت راسه صورة ساحرة وغريبة . . فتاة صغيرة ذات شعر احمر ورقيق تهمس فى اذنه بكلام غير مفهوم . اوشك الكوب ان يفلت من بين اصابعه . قد تكون صورة اى امراة ممن عبرن حياته على مر السنين .
عندما فتح صنبور الماء أحس ببرودة الفولاذ تسرى بين مفاصل أصابعه . . تذكر صوت طلقة مسدس . قالت له " آنى ويلز" :
- لا تتحرك والا اطحت براسك .
- ما الذى تفعلينه ؟
قالت بصوت منخفض بلهجة تهديد :
- اننى امراة يائسة يا سيد "بودين" . . لقد مرت اسابيع وانا ابحث عنك وقطعت الاف الكيلومترات حتى اعثر عليك مرة ثانية . . اذن عليك ان تنصت الى ، وعندما انتهى ستعطينى ما اريده .
وضع "شيز" كوب الماء ورفع يديه عاليا .
( نهاية الفصل الأول )



روايات عبير القديمة المكتوبة زواج بالقوة

التوقيع

توقيع
رد مع اقتباس


إضافة رد



جديد مواضيع استراحة بورصات

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روايات عبير المكتوبة UoZa استراحة بورصات 2 17 - 08 - 2018 07:29 AM
روايات عبير القديمة المكتوبة UoZa استراحة بورصات 1 05 - 10 - 2014 04:11 PM
روايات عبير القديمة المكتوبة نصا UoZa استراحة بورصات 1 25 - 02 - 2014 11:23 AM
روايات عبير المكتوبة صفقة زواج UoZa استراحة بورصات 0 09 - 06 - 2012 03:21 PM


12:40 PM