اليورو/الدولار الأمريكي يتابع التوطيد دون مستوى 1.0807$ الرئيسي كان أسبوعًا متباينًا بالنسبة الى أزواج اليورو (اليورو/الدولار الأسترالي خسر -1.09% وصولاً الى 1.5095 دولار أسترالي، إكتسب اليورو/الدولار الأمريكي +0.34% وصولاً الى 1.0763 دولار، وتقدّم اليورو/الفرنك السويسري بنسبة 0.54% وصولاً الى 1.0833 فرنك سويسري)، مع تقدير الأسواق التباعد الأخير للسياسة بين بنك الاحتياطي الفدرالي/البنك المركزي الأوروبي- التقرير القويّ للوظائف الأمريكية المتوافرة خارج القطاع الزراعي- مع ترقّب المزيد من الدلائل حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفدرالي سيرفع معدلات الفائدة وما إذا كان البنك المركزي الأوروبي سيعمد الى تيسير سياسته أكثر في ديسمبر. في حين كانت نهاية الأسبوع الفائت محفوفة بخطابات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي، سيستحوذ ساسة البنك المركزي الأوروبي على الأضواء مع مرور أيام نوفمبر.
في الواقع، يندرج على الجدول الاقتصادي ليوم الجمعة الواقع فيه 20 نوفمبر إثني عشر حدثًا بالتزامن مع إطلالات لساسة البنك المركزي الأوروبي. يوم الإثنين، سيدلي فيتور كونستانسيو، نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، بخطاب رئيسي في افتتاح مؤتمر أسبوع المال الأوروبي الثامن عشر. في وقت لاحق من يوم الإثنين، سيلقي رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي بكلمة له في الطاولة الأوروبية المستديرة لرجال الصناعة؛ يبدو وكأنّ خطاب السيد كونستانسيو سيتعلّق بشكل مباشر أكثر بالسياسة. كما سنشهد إطلالة لعضو مجلس الإدارة بينواه كور يوم الإثنين.
في وقت لاحق من الأسبوع، يحفل الجدول بشكل كبير بخطابات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي. يوم الأربعاء، لدينا خطابات أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي إيف ميرش وسابين لوتينشلاغير؛ سنسمع ملاحظات كور وبيتير برايت يوم الخميس؛ ويوم الجمعة سيتحدّث كلّ من دراغي وكور وبرايت وكونستانسيو في مناسبات مختلفة. في حين لن تتعلّق جميع تلك الخطابات بالسياسة مباشرة، يولّد الكمّ الهائل من تعليقات المسؤولين فرصًا للحصول على بعض التفاصيل حول ما قد يحصل في ديسمبر.
على صعيد البيانات، ما من شيء أهمّ على المفكرة هذا الأسبوع من القراءة النهائية لمؤشر أسعار المستهلك في منطقة اليورو لشهر أكتوبر.على الرغم من توقعات عدم بروز ابتعاد عن القراءة الأوّلية، تجدر الإشارة الى أنّ الرئيس دراغي أورد بعض التعليقات المثيرة للفضول حول التضخم في الأسبوع السابق. في البرلمان الأوروبي يوم الخميس، قال إنّ " دلائل التدهور المستمرّ في التضخم بقيمته الأساسية تباطأت نوعًا ما". المشكلة هنا أنّ البيانات الأخيرة لم تدعم برهانه هذا: يتواجد مؤشر أسعار المستهلك بقيمته الأساسية في منطقة اليورو حاليًا عند +1.0% على أساس سنوي، الذروة السنوية بعد بلوغه القاع عند +0.6% على أساس سنوي في أبريل. هل هذه إشارة على أنّ تقرير الإثنين سيكون أضعف من القراءة الأوّلية؟
حتّى في حال لم تنذر تعليقات دراغي بالضعف في التقرير القادم لمؤشر أسعار المستهلك، ستوفر على الأقلّ توضيحًا للتحوّل الذي طرأ على موقف البنك المركزي الأوروبي في الآونة الأخيرة. أوردنا في تحليل الأسبوع السابق أنّ السيّد دراغي أفاد أوائل نوفمبر انّه "على الرغم من بقاء الطلبات المحلية منيعة، تولّد المخاوف المحيطة بآفاق النمو في الأسواق الناشئة وغيرها من العوامل الخارجية مخاطر هبوطية على آفاق النمو والتضخم". في إطار تعليقاته أمام البرلمان الأوروبي، يبدو وكأنّ البنك المركزي الأوروبي قلق من أن يطال التباطؤ الحاصل في الأسواق الخارجية والإنخفاض المستمرّ في أسعار الطاقة البيانات الأوروبية في القريب العاجل؛ فلم تغدو هذه المخاوف مؤقتة كما أمل المركزي الأوروبي.
في حال بدا ظاهرًا هذا التحوّل في تفكير البنك المركزي الأوروبي، سيوفر إذًا هذا الأسبوع الكثير من الفرص لتوضيح أي تعديلات سيعتمدها المصرف المركزي في اجتماع سياسة ديسمبر. حتّى في حال كشف البنك المركزي الأوروبي النقاب عن إمّا تخفيض لمعدل الودائع أو تعزيز لبرنامج التيسير الكمّي، أو قام المصرف بتخفيض جديد لتوقعاته للتضخم، قد تعتبر الأسواق ذلك بمثابة دليل على استعداد المصرف للتصرّف من جديد خلال الأجل القريب في حال لم تقلب البيانات الطاولة. مع الوقت، سيبقي ذلك اليورو منحسرًا بشكل عام.
DailyFX