هل للعولمة دور إيجابي أم سلبي على كل من البلدان النامية والمتقدمة
لا يمكننا إنكار الإنتشار الكبير الذي شهدته العولمة الصناعية والمالية في عصرنا الحديث والأثار الإيجابية المترتبة عليها في كل من البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء. والجدير بالذكر التأثير الكبير الذي كان للعولمة على البلدان النامية التي بفضلها أصبحت قادرة على جذب المستثمرين ورؤوس الأموال الأجانب. في ظل الإنتشار السريع للتكنولوجيا المتقدمة وإرتفاع الطلب في الأسواق المالية، أصبحت العولمة العنصر الأساسي للتجارة المالية.
بالنسبة لبعض الأشخاص مصطلح العولمة له دلالات سلبية في كثير من الأحيان لأنه يمثل خطراً على وظائفهم،سبل عيشهم وطريقة حياتهم. وبالمقابل، ينظر العديد إلى العولمة على أنها كانت عنصر وعامل محفز للتغيير الإيجابي. لنرى معاً ما هي الإيجابيات والسلبيات للعولمة على كل من الدول المتقدمة والنامية.
يمكن تعريف العولمة على أنها الحالة التي يتم فيها إزالة جميع حواجز التجارة والإستثمار بين اقتصادات البلدان المختلفة، لتشكل وحدة إقتصادية وطنية متكاملة. هناك إرتباط كبير بين فوائد العولمة وفوائد التجارة الحرة ويمكن تخليص هذه الفوائد بسهولة توفر المنتجات بين المستهلكين مما أدى إلى إنخفاض أسعار البضائع. هذا بالإضافة إلى أن العولمة كانت السبب الرئيسي في نمو التجارة الخارجية للشركات المحلية مما سمح بدوره بإرتفاع الرفاه الإقتصادي في البلدان الأسيوية نتيجة زيادة الصادرات.
كان للعولمة دور إيجابي أيضاً في زيادة كمية الإنتاج وتخصص كل من الشركات والبلدان في إنتاج سلع معينة مما أدى إلى إنخفاض مستوى التكاليف وزيادة الكفاءة. من ابرز أثار العولمة أيضاً هي زيادة المنافسة بين الشركات والبلدان المختلفة مما شكل ضغط على الشركات لتقديم أفضل المنتجات للمستهلكين. وأخيراً، شجعت العولمة على الإستثمار الداخلي حيث لجأت العديد من الشركات إلى الإستثمار في بلدان أخرى وذلك لإنخفاض التكاليف في هذه البلاد. هذه المزايا الإستثمارية كان لها نتائج إيجابية على البلدان النامية التي كان يجري فيها الإستثمار وذلك بسبب زيادة فرص العمل فيها وتدفق النقد الأجنبي إليها.
بالمقابل واجهت العولمة العديد من الإنتقادات كان ابرزها عدم قدرة البلدان النامية على المنافسة مع البلدان المتقدمة. فقد يترتب تكاليف عالية لإنشاء وتطوير صناعات جديدة في هذه البلدان مقارنة بالدول المتقدمة لإمتلاك الأخيرة جميع الوسائل والخبرات اللازمة. من الإنتقادات الأخرى هي أن العولمة تبقي الدول النامية هي المنتجة للمنتجات الأولية وهذا يوفر مجالاً ضيقاً للنمو الاقتصادي. وهناك إمكانية كبيرة أن تشكل الشركات المتعددة الجنسيات تهديد للتجار المحليين داخل البلد مما يؤدي بدوره إلى إنخفاض قرار ألإختيار للمستهلكين. وأخيراً، يمكن أن تشكل العولمة خطر على نسبة العمالة داخل البلد حيث يلجأ العديد من الأشخاص بسبب العولمة إلى الهجرة بحثاً عن فرص عيش أفضل في الدول المتقدمة وهذا ما يسمى بهجرة الأدمغة البشرية. [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ]
على الرغم من أن العديد من الإقتصاديين يختلفون على ما إذا كان للعولمة دور إيجابي أم سلبي إلا اننا لا يمكننا انكار الإنتشار الكبير الذي شهدته العولمة في الأونة الأخيرة. فرغم أن العديد ينظرون إلى العولمة على أنها شيء سلبي فلا يمكننا إنكار دورها الإيجابي وكيف استطاعت توفير فرص العمل للعديد من الأشخاص الذين لم يملكوا أدنى شروط الحياة من مسكن، أكل،...
هل للعولمة دور إيجابي أم سلبي على كل من البلدان النامية والمتقدمة
