مواصلة زوج اليورو/الدولار الأمريكي التراجع- بلوغ مواقع البيع المستوى الأدنى منذ مايو 2014
الآفاق الأساسية لليورو/[عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأمريكي: محايدة
تراجع زوج اليورو/الدولار الأمريكي في مايو يتطابق مع اتّجاهات موسمية عشرين عام حفاظ حشود الفوركس على مواقع بيع اليورو/الدولار الأمريكي ولكنّها تسجّل تحوّلاً سريعًا
عاد اليورو خطوة طفيفة الى الوراء في الأسبوع السابق، مع انخفاض زوج اليورو/الدولار الأمريكي بسرعة على وجه الخصوص خلال اليومين الأخيرين من الأسبوع، إذ بدأت البيانات الاقتصادية الأمريكية تأتي أفضل بقليل من التوقعات. مع ذلك، حتّى وسط انتعاش البيانات الاقتصادية الخاصّة باليورو في الأسابيع الأخيرة- تحسّن مؤشر سيتي للمفاجآت الاقتصادية من -25.3 في 15 أبريل الى -7.4 في 13 مايو- يبدو تهديد مناخ النمو الضعيف ملحوظَا (بحسب ما أظهره الإصدار المتباين الى مخيّب للناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو للفصل الأول من العام 2016 الذي تمّ نشره يوم الجمعة).
تبلور الأسبوعين السابقين من الإنخفاضات على صعيد زوج اليورو/الدولار الأمريكي على الرغم من ارتفاع توقعات التضخم بالتزامن مع أسعار الطاقة. تقدّم مؤشر مقايضات التضخم لخمسة أعوام، وهو مقياس يستخدمه السوق لتقديرات التضخم، من 1.402% في 15 أبريل الى 1.478% في 13 مايو. عقب تعديل البنك المركزي الأوروبي توقعاته الاقتصادية في اجتماع مارس، يتواجد نفط برنت تقريبًا فوق السعر الفنّي الإفتراضي للبنك المركزي الأوروبي للعام 2016 (مقارنة بالعقود المستحقة هذا الشهر وفي ديسمبر 2016) بنسبة 40%، وذلك عند إقفال السوق يوم الجمعة.
الرسم البياني رقم 1: السعر الفوري لليورو/الدولار الأمريكي مقابل معدّل الصرف الفعّال الإسمي لليورو/الدولار الأمريكي التابع للبنك المركزي الأوروبي (16 نوفمبر 2015 لغاية 13 مايو 2016)
إذ أعلن البنك المركزي الأوروبي في وقت سابق أنّه لم يعد في صدد إستهداف قناة الفوركس، تمّ إعطاء اليورو بعض المجال للتسارع صعودًا مقابل نظرائه. ولكنّه في صدد التراجع من جديد، وبعد تعديلات مارس التي طالت التوقعات، بات زوج اليورو/الدولار الأمريكي بنسبة +1.88% فقط فوق السعر الإفتراضي الفنّي للبنك المركزي الأوروبي للعام 2016 القائم عند 1.1100$ (كان فوقه بنسبة +3.91% في 2 مايو) (الرسم البياني رقم 1 أعلاه). بصراحة، مع ارتفاع أسعار الطاقة، يصبح اليورو أقلّ من قضية بالنسبة الى البنك المركزي الأوروبي.
في الأسابيع المنصرمة، كانت الأسواق تتمسّك بأمل اعتماد البنك المركزي الأوروبي سياسة فضفاضة أكثر بحلول نهاية العام. ولكن بين التحسّن الأخير للبيانات مقارنة بالتقديرات (بحسب مؤشر سيتي للمفاجآت الاقتصادية الذي ورد ذكره أعلاه) والتحرّكات الحاصلة في السوق المالي (اليورو ونفط برنت)، ثمّة على ما يبدو أسبابًا أقلّ للتطلّع الى المزيد من التدابير من قبل البنك المركزي الأوروبي. في حين ندرك أنّ باب اتّخاذ المزيد من التدابير ليس مغلقًا- أظهر محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي لشهر مارس الكثير على هذا الصعيد- الأسواق ليست على ثقة بأنّ تدابير التيسير الجديدة ستأتي هذا العام. لم تعد معدلات EONIA مائلة الى تخفيض المعدلات في ديسمبر
من منظور آخر، مؤشر مقايضات اللّيلة الواحدة، يمكننا رؤية عدم اعتقاد التجار بعد الآن بأنّ البنك المركزي الأوروبي سيعمد الى تخفيض معدل إعادة التمويل الرئيسي أو معدل الودائع مرّة جديدة هذا العام (الرسم البياني 3 و4 أدناه).
الرسم البياني رقم 3 و4: تدهور الإحتمالات الكامنة لتخفيض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة (OIS) (إقفال السوق يوم 13 مايو 2015)
مع هبوط مقاييس السوق لتوقعات البنك المركزي الأوروبي، إبتعد التجار عن العمليات الكثيفة لبيع اليورو. وبدوره، ولّد ذلك بشكل تلقائي مجالاً كبيرًا لتراجع اليورو، في حال دفعت الأوضاع الى ذلك. وفقًا للتقرير الأخير لإلتزامات التجار الصادر عن هيئة تداول عقود السلع الأمريكية الآجلة، يحافظ مستثمرو العقود الآجلة غير التجاريين على -21.9 ألف عقد بيع [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] آجل- وهو العدد الأقلّ منذ الأسبوع الأخير من مايو 2014. على نحو مماثل، تبقي المجموعة نفسها من التجار على أقلّ صافي مواقع شراء في الدولار الأمريكي (من خلال DXY) منذ الأسبوع الثاني من يوينو 2014.
بالمجمل، يمكننا الإستنتاج أنّ المواقع غير التجارية تشمل فعليًا أقلّ نسبة من مواقع بيع اليورو/الدولار الأمريكي قبيل حلول يونيو 2014. يمثلّ ذلك إحتمالاً ملحوظًا للتراجع. السؤال الذي يطرح هو الآتي: ما هو المحفز؟ مع انخفاض توقعات تقليص البنك المركزي الأوروبي المعدلات، وتواجد عائدات السندات السيادية الأوروبية عند مستويات متدنية إستثنائيًا (العائدات سلبية وصولاً الى ستّة أعوام في فرنسا، وصولاً الى تسعة أعوام في ألمانيا و15 عام في سويسرا)، من الممكن أن تأتي محفزات الأجل القريب من ناحية الدولار الأمريكي. خلال الأجل القريب، في حال واصلت البيانات الاقتصادية الأمريكية التحسّن (يتوقع بنك الاحتياطي الفدرالي في فرع أتلانتا وصول الناتج المحلي الإجمالي في الفصل الثاني من العام 2016 الى +2.8%)، من المحتمل أن نشهد المزيد من تحرّكات الأسعار التي برزت مع نهاية الأسبوع- المواقع لا تقف في طريق ذلك بأي شكل من الأشكال