يعتمد انتعاش الدولار الأميركي على تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي، ومؤشر الداو

يعتمد انتعاش الدولار الأميركي على تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي، ومؤشر الداو جونز

أنهى الدولار الأميركي الأسبوع على انخفاض مقابل معظم عملات مجموعة الدول العشر، مواصلاً الاتجاه الهبوطي الذي لازمه عدّة أشهر قبيل أسبوع حافل بالأحداث الاقتصاديّة المحفوفة بالمخاطر.
التوقعات الأساسية للدولار الأميركي:محايدة
الدولار الأميركي على أهبّة الاستعداد لتحقيق المكاسب على خلفيّة الاضطرابات التي تقضّ مضجع ليبيا والشرق الأوسط
تذبذبات أسواق الفوركس رهن الأحداث الاقتصاديّة الرئيسيّة التي تحمل قدرًا عاليًا من المخاطر
مؤشر الدولار الاميركي على شفير اختراق خط الترند الفنّي على خلفيّة المكاسب المحقّقة في أسواق الأسهم
أنهى الدولار الأميركي الأسبوع على انخفاض مقابل معظم عملات مجموعة الدول العشر، مواصلاً الاتجاه الهبوطي الذي لازمه عدّة أشهر قبيل أسبوع حافل بالأحداث الاقتصاديّة المحفوفة بالمخاطر. هذا وقد توّجت المراجعة المخيّبة للآمال التي خضعت لها أرقام الناتج المحلّي الإجمالي للفصل الرابع أسبوعًا من البيانات المتضاربة، لتتحوّل الأنظار جميعها الآن الى تقرير الوظائف الأميركيّة المتوافرة خارج القطاع الزراعي المرتقب خلال الأسبوع المقبل. غنيّ عن القول أن هذا الإصدار يعدّ من أكثر التقارير التي تحمل قدرة على تحريك الأسواق الماليّة في انحاء العالم، وستحمل نتائج شهر فبراير أهميّة بالغة، لا سيما بعدما سجّلت الوظائف في شهر يناير قراءة سلبيّة للغاية.
سيحدّد الأسبوع الحافل بالأحداث المحفوفة بالمخاطر مسار التوقعات، ومن المرجّح أن يؤدّي الى تسجيل تحرّكات حادّة خلال الأجل القريب قبيل صدور تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي، كما أن رصد تحرّكات الأسواق الماليّة سيكون بالغ الاهميّة على خلفيّة اقتراب الدولار الأميركي من قيع رئيسيّة مقابل نظرائه الرئيسيّين. هذا وتشير التقديرات في الوقت الراهن الى ارتفاع أعداد الوظائف بمقدار 190 ألف خلال شهر فبراير – ما يتطابق مع تطلّعات بروز تحسّن ملحوظ بعد خيبة الأمل العارمة التي أسفرت عنها نتائج شهر يناير. سنقوم برصد نتائج البيانات المقرّر صدورها مستهلّ الأسبوع بدءًا من مؤشر ISM التصنيعي، ومؤشر ADP للتغير في توظيف القطاع الخاصّ، الى جانب إعانات البطالة الأساسيّة، ومؤشر ISM الخدمي لتقييم فرص تطابق وظائف شهر فبراير مع هذه التوقعات المتفائلة. هذا ويسلّط الغموض المخيّم على مستقبل سياسة بنك الاحتياطي الفدرالي النقديّة الأضواء على ما إذا كان الانتعاش الاقتصادي العام سيكون كافيًا لبروز تحسّن مماثل في سوق العمل المحليّة.
لم يبدِ بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي أي عجلة لسحب الحوافز الاستثنائيّة الداعمة للسياسة النقديّة في ظلّ ضعف التضخّم وهشاشة نمو الوظائف. هذا وكانت تدابير التيسير الكمّي المثيرة للجدل المحرّك الرئيسي الكامن وراء ضعف الدولار الاميركي، ويمكن القول أن أي انتعاش مستدام للأخضر يتطلّب تحوّلاً جوهريًّا في موقف ونبرة بنك الاحتياطي الفدرالي. وفي ظلّ غياب هذا التغيير، قد يحتاج الدولار الأميركي الى تحوّل أوسع نطاقًا في الأسواق الماليّة لتحفيز انعكاس رئيسي.
شهد مؤشر S&P 500 تراجعًا حادًّا في خضمّ التهافت الواسع النطاق نحو الملاذات الآمنة على خلفيّة الاضطرابات الجيوسياسيّة التي تقضّ مضجع الشرق الأوسط، ليلحظ الدولار الاميركي تسارعًا صعوديًّا على اعتباره من أبرز عملات الملاذ الآمن في العالم. مع ذلك، يبيّن الارتداد اللاحق الذي شهدته أسواق الأسهم أن التحرّكات الصعوديّة لم تستنفذ كلّ زخمها بعد، في وقت ينبغي أن نلحظ تحوّلاً مستدامًا لتأكيد بلوغ المؤشر ذروة تجاراته (والدولار الأميركي قاعها). هذا وتبيّن بيانات التزامات التجّار الصادرة عن لجنة تداول عقود السلع الآجلة استمرار تهافت المتداولين لأغراض غير تجاريّة (عادةً من كبار المضاربين) بشكل كبير على مواقع بيع الدولار الأميركي في خضمّ الترند الهبوطي الملازم له. وعلى الرغم من أن هذا الاتجاه الأحاديّ الجانب ينشأ في كثير من الاحيان على مقربة من مفاصل حرجة في الأسواق، لا تبرز المستويات القصوى للاتجاه إلا في وقت متأخّر ويكون من الصعب توقيتها.
من المرجّح أن يعوّل التجّار الذين يعتمدون الاستراتيجيّات القائمة على الاتجاه على ضعف الدولار الاميركي خلال الأسبوع المقبل، في وقت يصعب تأكيد أي انعكاس رئيسي في ظلّ غياب تحسّن جوهري في اتجاه الدولار الاميركي. هذا ويشير انعكاس المخاطر الذي طرأ في أسواق الأوبشينز على نحو مماثل الى مواصلة العديد من التجّار الرهان والتحوّط أزاء ضعف الأخضر. قد يتطلّب ارتداد الدولار الأميركي بشكل حادّ تحسّنًا كبيرًا في البيانات الاقتصاديّة الأميركيّة أو انعكاسًا هبوطيًّا مماثلاً في "المخاطر". ونظرًا الى أن الأسبوع الأوّل من الشهر في كثير من الاحيان يحدّد وتيرة التجارات اللاحقة، سنولي ما إذا كانت العملة الأميركيّة تبيّن دلائل انتعاش حقيقيّة في مارس اهتمامًا بالغًا.