تقدّم الدولار الأميركي مقابل اليورو وغيره من نظرائه الرئيسيين على خلفية تدهور الأوضاع في منطقة اليورو والبيانات الاقتصادية الأميركية الإيجابية.
الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: محايدة
* تسارع الدولار الأميركي صعودًا بعد أن أظهر تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي اكتساب الإقتصاد 200 ألف فرصة عمل
* من المرجّح أن تعزّز فرضيّة بلوغ S&P500 الذروة قوّة الدولار الأميركي
* ثمّة مخاطر واضحة بتراجع الدولار إثر بلوغ الإتّجاه حدوده القصوى
تقدّم الدولار الأميركي مقابل اليورو وغيره من نظرائه الرئيسيين على خلفية تدهور الأوضاع في منطقة اليورو والبيانات الاقتصادية الأميركية الإيجابية. اكتسبت سوق العمل المحلّية على نحو مفاجىء 200 ألف وظيفة خلال شهر ديسمبر، ما دفع بمعدّل البطالة الى بلوغ أدنى مستوى له في أعوام عدّة ورسّخ الثقة بالنمو الأميركي. علاوة على ذلك، يرجّح الزخم القائم توسيع الأخضر دائرة تقدّمه، بيد أنّ التجارات الأحادية الجانب تنذر من أنّ أي تحرّكات تصحيحية يختبرها زوج اليورو/دولار ستكون حادّة في خضمّ أسبوع محفوف بالأحداث التي تحمل قدرًا عاليًا من المخاطر.
يدلّ جدول اقتصادي مفتقر نسبيًا الى البيانات على تركيز التّجار على المستجدّات التي ستطرأ على الساحة الأوروبية، بيد أنّهم لن يتجاهلوا التعليقات التي سيدلي بها ساسة مجلس الإحتياطي الفدرالي أو القراءة المعمّقة لمبيعات التجزئة المرتقبة في أواخر الأسبوع. بالإضافة الى ذلك، تداول الدولار الذي يعتبر ملاذًا آمنًا على ارتفاع يوم الجمعة على الرغم من التسارع الصعودي الموازي الذي اختبره S&P500 والذي تربطه به علاقة سلبية، الى جانب تحسّن اتّجاه المخاطر في الأسواق المالية. لماذا حدث ذلك بالتحديد؟
نعتقد بأنّ الدولار الأميركي استفاد من التحسّن الذي طرأ على توقعات بنك الاحتياطي الفدرالي للسياسة النقدية. كما ساهم التقرير الأفضل من المتوقّع للوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي في التخفيف من حدّة الضغوطات التي تحثّ المصرف المركزي على اعتماد سياسة ملائمة أكثر. تشير تطوّرات مماثلة الى أنّ الدولار الأميركي سيستفيد أكثر من ازدهار سوق العمل وسيولي المستثمرون اهتمامًا بالغًا بالنبرة التي سيعتنقها الاحتياطي الفدرالي. خيّب محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفدرالي لشهر ديسمبر ظن التّجار الذين يعوّلون على ارتفاع الدولار، إذ اعتمد المصرف المركزي نبرة حذرة نسبيًا أزاء السياسة. مع ذلك، سيكون من الضروري رصد ردود فعل الأعضاء تجاه بيانات الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي لشهر ديسمبر وتداعياتها على اتجاهات الوظائف.
يواصل الدولار الأميركي التركيز على منطقة اليورو وأزماتها المالية العديدة. إنّه لمن غير الصدفة أن يبلغ زوج اليورو/دولار قيعًا جديدة على خلفية اتّساع الفارق بين عائدات السندات الإيطالية المستحقّة في عشرة أعوام وتلك الألمانية وصولاً الى أعلى مستوى له في تاريخ اليورو. كما تظهر بيانات التزامات التّجار بلوغ مواقع بيع اليورو مقابل الدولار أعلى ذروة في التاريخ. لذلك، فإنّ التجارات تعتبر أحادية الجانب وإنّه لأمر خطير للغاية. ما الذي ينبغي حدوثه لدفع اليورو/دولار على اختبار انعكاس رئيسي؟
إنّه لمن الواضح أنّ مشاعر الإرتياح التي برزت في أعقاب القمم الأوروبية وخطط الإنقاذ الجديدة كانت وجيزة، وبأنّ التّجار يحتاجون الى ما هو أكثر من وعود لدفع اليورو على الإرتفاع. يرغب عدد قليل جدًا بشراء السندات الإيطالية والأسبانية- ولا سيّما نظرًا الى الحاجة التمويلية الملحوظة لكلا البلدين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام. يساهم هذا الغموض بتراجع اليورو بشكل حادّ على حساب الدولار، عملة الملاذ الامن. ولطالما تستمرّ هذه التدفقات، نتوقّع أن يبلغ اليورو/دولار قيعًا جديدة.
ثمّة عدد من المستويات الفنّية الرئيسية المنخفضة التي قد يصل إليها اليورو، وفي الواقع تشير التقديرات الى بلوغ زوج اليورو/دولار سعر 1.2590 الى حين بروز ارتداد. وبالطبع، ينذر هذا الإتّجاه الأحادي الجانب من أنّ أي تسارعات صعودية ستكون حادّة. سيكون من الضروري مراقبة المستويات التي سيبلغها الدولار في الأيّام القادمة وعادة ما يحدّد اليوم الأوّل من أسبوع التداولات مسار الأيّام المتبقّية منه.
Daily FX