رد: زاوية التحليل الاساسي
رفع الفائدة الأمريكية قد يكون خطوة اضطرارية !
على دفعات متتالية خلال الشهور الماضية كان الفدرالي الأمريكي يجهز الأسواق للحدث البدء بتغير السياسة النقدية والانتقال من مرحلة التيسير النقدي إلى التشديد النقدي من خلال خطوة أوليه تتمثل برفع قد يكون رمزي لأسعار الفائدة .
ومع بداية الأسبوع المنتظر ان يتم خلاله البدء برفع أسعار الفائدة من 0.25%الى 0.50%يوم الأربعاء تحديدا سنحاول إيضاح بعض النقاط الهامة والأوضاع الاقتصادية التي تمنع الرفع ثم الانتقال الى السبب الحقيقي الذي نرى بأنه العامل الأقوى للبدء بالرفع .
معدل التضخم الأمريكي وتأثير الدولار المرتفع علبه
يدور معدل التضخم الأمريكي حول مستويات 0.2%المنخفضة حاله كحال باقي الاقتصاديات العالمية الكبرى وبدون أي إشارات حقيقة لارتفاعه ،وارتفاع قيمة الدولار يشكل عامل ضغط على استمرار التضخم بالمستويات المنخفضة ،وان تم الرفع لمعدل الفائدة فأن الارتفاع المحتمل بقيمة الدولار قد تودي لمزيد من الانخفاض بمعدل التضخم ،وبالتالي ستنخفض قيمة الواردات بينما سترتفع قيمة الصادرات وهنا تكون ألمعاناة لميزان التجارة .
يبرر الفدرالي هذه النقطة بأن الإنتاج الأمريكي الاستهلاك الداخلي يشكل 70%من قيمة المنتجات الأمريكية وان العنصر الأهم برفع معدلات التضخم هو سوق العمل الأمريكي وبما ان السياسات النقدية تسجل نجاحات متوالية في تعزيز مستويات ألعماله فان سوق ألعماله ما سيؤدى لرفع الاستهلاك وبالتالي سيجمل معدل التضخم على الارتفاع .
النفط المنخفض القيمة ما بين الفوائد التي تكتسبها الدول المستوردة للنفط والخسائر التي تتكبدها الدول المنتجة تقف الولايات المتحدة بمنطقة رمادية ناحية التأثير الحقيقي على الاقتصاد الأمريكي حيث انه يخفض التضخم من ناحية سلبية لكنه يخفض النفقات الرأسمالية (التكاليف الرأسمالية )من ناحية أخرى وهنا يمكن القول بأنه يقف ويدعم معظم الشركات الأمريكية ألمستهلكة للنفط لكنه يسبب مشاكل نقص السيولة والإعسار المالي للشركات الكبرى التي تعتمد على النفط ومنتجاته لبقائها والمثال الواضح شركات استخراج النفط الصخري.
هنا يبرز السؤال لماذا لا ينتظر الفدرالي الأمريكي بضع شهور او سنين قبل البدء بالرفع لأسعار الفائدة ،لماذا لا ينتظر ارتفاع معدل التضخم ؟
السبب لهذا بسيط جدا ،خلو البيت الفدرالي الأمريكي من الأسلحة الاقتصادية لواجهة أي مخاطر مالية مستقبلية أولها انخفاض التضخم دون المستويات الصفرية وأهمها دخوله بالانكماش , وثاني الأسباب كي لا يضطر للرفع بقوة لأسعار الفائدة بحال ارتفع التضخم لأي سبب كان وهو ما أشارت له يلين بحديثها الأخير .
ولتفسير السبب الأول. مخاطر التضخم ثم الانكماش تتطلب من الفدرالي الأمريكي تعبئة ذخيرته من خلال رفع معدلات الفائدة واستغلال الفرص التي قد تتوفر مستقبلا للوصول إلى معدلات فائدة حول 1.75%نهايات العام القادم وبالتالي يكون الفدرالي جاهزا قرب تلك المستويات لاتخاذ الخطوة القادمة ،إما الاستمرار بالرفع لمعدلات الفائدة ان نجح سوق العمل برفع التضخم ،او العودة للإجراءات الطبيعية تخفيض الفائدة لمواجهة التضخم وعلى أمل أن لا يتم الرجوع لبرامج التيسير الكمي المرهقة .
الدولار الأمريكي إلى أين ؟
بداية يجب تثبيت القاعدة العامة الأهم للمرحلة القادمة وهي الإطار العام لصورة التحركات القادمة وهي أن تغير الاتجاه ما بين السياسات النقدية للفدرالي الأمريكي (تشديد ) ومعظم البنوك المركزية الأخرى (تخفيض فوائد وبرامج تسهيل نقدي) هذه الحالة وعلى الأقل تحمي الدولار الأمريكي من انهيارات كبيرة مستقبلية ،بينما للأخذ بارتفاعات كبيرة للدولار ستعتمد بالدرجة الأولى هو الأمر (المجهول والتصريحات التي ستتحدث حوله بالشهور القادمة (هو مسار الرفع للفائدة بعد الرفع الأول )، وان أسقطنا هذا على أسعار الدولار يكون الشرط اختراق مستويات ال100للدولار هذا المستوى الذي فشل الدولار باختراقه بالمراحل السابقة .
هل ستأخذ الأسواق مسارا أفقيا وتتحرك ضمن مستويات محصورة نوعا ما بالمرحلة القادمة ؟
كان لنا رؤية منشوره قبل شهور بانحسار تداولات اليورو مقابل الدولار بمستويات معينيه دون 1.1500وفوق 1.0400،سنعود إلى البحث بهذا الاحتمال وعلى أمل إن تكون المستويات الجديدة ذات فرق اقل مسافة بينها من السابقة .
حدث اليوم المنتظر مع حديث ماريو دراغي محافظ المركزي الأوروبي والأسواق تتأمل بسماع ما لديه ناحية التوقعات المستقبلية للاقتصاد الأوروبي خصوصا وان المركزي الأوروبي المح خلال الاجتماع الأخير بان التخفيضات التي تمت قد تكون الأخيرة (الإجراءات الحالية متناسقة مع معدل التضخم ) هذه الجملة التي اعتبرت بات نهاية التيسير الكمي الأوربي عندها وان الخطوة القادمة يفترض أن تكون البدء من التخلص من برامج التيسير انتقالا إلى التشديد النقدي ، هكذا فسرت الأسواق الحدث يومها على الرغم من غياب أي إشارة حقيقة لاحتمال ارتفاع التضخم .
وبشكل عام تترقب الأسواق خلال الأسبوع الحالي اجتماع لجنة السوق المفتوحة للاحتياطي الفيدرالي الذي سيبدأ الثلاثاء الموافق 15 ديسمبر/كانون الأول وينتهي الأربعاء يليه قرار البنك المركزي بشأن معدل الفائدة وسط توقعات واسعة النطاق برفعها بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.50%، ويعقب ذلك المؤتمر الصحفي لرئيسة البنك "جانيت يلين".
وسوف يصدر يوم الجمعة الموافق 18 ديسمبر/كانون الأول بيان السياسة النقدية للبنك المركزي الياباني، يليه مؤتمر صحفي لرئيسه "كورودا".
وعن طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة، فمن المتوقع أن تسجل 271 ألفاً بعد ارتفاعها في القراءة السابقة بمقدار 13 ألفاً إلى 282 ألفاً