كيفية التغيير الذي حصل لادم وزوجه بعد الاكل من الشجرة بحال النفس الواحده وبالطورين

الفرق بين التذوق والاكل في قصة شجرة ادم وزوجه
في قوله تعالى
{ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا
وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ
وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ }
(سورة الأَعراف 21 - 22)
ذَاقَا
الحال الاول
في اللغة نقول
ذَاقَا الشَّجَرَةَ= بمعنى تذوَّق طعم ثمر هذه الشجرة أي معنى ذاقا؛ اختبر طعمَها
بلسانهما مرّة بعد مرّة ادم وزوجه
الحال الثاني
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى
فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى
(سورة طه)
فَأَكَلَا
في اللغة نقول
أكَلَ يَأكُل ، اؤْكُل / كُلْ ، أَكْلاً ، فهو آكِل ، والمفعول مَأْكول
أكَلَ غَدَاءهُ بِشَهِيَّةٍ : تَنَاوَلَهُ بَعْدَ مَضْغِهِ وبحال شجرة ادم يكون اكلها بعد تذوقها هو وزوجه
ولماذا جمع الله سبحانه التذوق والاكل بكلتا الايتين
حتى يبين لنا ان ادم عصيانه عن عمد فلو كان ناسيا لتذكر بحال التذوق منها مثل
أي واحد منا لما ياكل عند نهار صيامه ناسيا فيتذكر
ولا يستمر في الاكل وبكمل صيامه ولكن ادم لم يستشعر ذلك وكيف تعرفوا انه
عن عمد عصى ذلك ان الشيطان قبل اكله من الشجرة ذكره بامر الله سبحانه بقوله تعالى
{ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ
مَا نَهَاكُمَا (رَبُّكُمَا) عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ }
(سورة الأَعراف 20)
وضعت بين قوسين كلمة ربكما دلاله على تذكير الشيطان لادم وزوجه بامر الله قبل اكلهما الشجرة
فكان ادم وزوجه قبل التذكر ناسيا أي قبل اتيانه الشجرة ومجيئه مع الشيطان اليها والتكمله اعلاه كما
بينتها تبين عصيانه وهذا معنى قوله تعالى
{ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } (سورة طه 121)
{ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا } (سورة طه 115)
الجنة التي كانا عليها ادم وزوجه هي جنة الماوى في السماء السابعه من عالم الخلق اليوم فيها بالف سنة
وليست جنات التكريم بالاخرة في عالم الامر الجنة النار العرش
الحجاب واليوم عندها بخمسين الف سنة مما على الارض
والايه اني جاعل في الارض خليفه جعل وليس خلق على الارض دلاله اخرى على
ان جنة ادم سماويه والجعل ياتي بعد الخلق لغويا
وبدت سؤاتهما أي ذهب عن جسدهما النور بطور الاحسن تقويم وتحولهما
الى طور النشاة الاولى وللبشريه جمعاء وسوف نرجع في الاخرة على طور
الاحسن تقويم ويغطي جسدنا نور وليس عراة كحال الكافرين والمنافقين وبقوله تعالى
{ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا
وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ }
(سورة الحديد 13)
{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
(سورة الحديد 12)
والبشارة لذلك اليوم بهذا الحال بقول ربنا في كتابه لرسوله والمؤمنين في حياتهم الدنيا قوله تعالى
{ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
(سورة التحريم )

يتبع
انتبهوا الجسد انتهى خروج النفس والروح منه وهذه البرمجه للنفس
بعد الموت والدخول للبرزخ وبالحال الذي بينته
اعلاه سوف يكون كما قال عنه رب العزة من اصحاب الجنة وبقوله تعالى
{ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } (سورة الفجر )