الين الياباني: يقدّر ارتفاع الين الياباني مقابل معظم العملات، في حين يرجّح انخفاضه مقابل ا

الين الياباني: يقدّر ارتفاع الين الياباني مقابل معظم العملات، في حين يرجّح انخفاضه مقابل الدولار الأميركي
لا تزال مسألة التخفيضات الكمّية التي أثارها بنك الاحتياطي الفدرالي مطلع هذا الشهر القوّة الدافعة الكامنة وراء تحرّكات أسعار الين يتوقّع هبوط الين مقابل الدولار الأميركي، إذ لا تزال العائدات تختبر تصحيحًا في أعقاب إعلان الدورة الثانية من التخفيضات الكمّية
اتّسع فائض الميزان التجاري الياباني إثر تراجع نمو الواردات
يشير اتّجاه المضاربة الى عدم استدامة مكاسب زوج الدولار/ين
لا تزال مسألة التخفيضات الكمّية التي أثارها بنك الاحتياطي الفدرالي مطلع هذا الشهر القوّة الدافعة الكامنة وراء تحرّكات أسعار الين، ولو في اتّجاهين مختلفين، دلالة على أنّ العملة اليابانية تتأهّب للإرتفاع مقابل معظم نظرائها الرئيسيين، في حين يقدّر انخفاضها مقابل الدولار الأميركي.
أصدر الرئيس بن برنانكي وأعضاء مجلس إدارته تدابير مشابهة لتلك التي قيّمتها الأسواق في الأشهر السابقة، إذ تمّ طرح فكرة تجديد الحوافز خلال قمّة حكّام المصارف التي انعقدت في شهر اغسطس، ما ترك التسارع الصعودي من دون قوّة الدفع التي تحثّه على مواصلة تسارعه، وأتاح المجال أمام المستثمرين لجني المكاسب. وفي الأسابيع الأخيرة، وجد الميل نحو نفور المخاطر العامل الذي يعزّزه في إطار سلّة متباينة من المخاطر السيادية والجيوسياسية، إذ تهدّد كوريا الشمالية بإطلاق شرارة حرب بينها وبين جارتها الجنوبية، في حين تناضل منطقة اليورو لإعادة الهدوء الى صفوف المستثمرين أزاء قدرتها على التعامل مع مشاكل العجز المتفاقم في محيطها.
ومن المرجّح تكرار السيناريو عينه بعد أن أوردت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية يوم الجمعة أنّ "تصعيد المشابكات" قد يؤدّي الى اندلاع حرب، مردفة أنّها "على أهبّة الاستعداد لزخّ وابل نيرانها ونسف حصن الأعداء". في غضون ذلك، لا تزال الأنباء السيّئة تنبع من إيرلندا حيث خسر الحزب الحاكم فيانا فيل الإنتخابات الفرعية التي أقيمت في مقاطعة دونيغال، ما قلّص أغلبية البرلمان من ثلاثة مقاعد الى اثنين فقط، وهدّد التوصّل الى إقرار الميزانية في السابع من ديسمبر. يتزامن كلّ ذلك مع إمكانية تباطؤ الاقتصاد الصيني- ثاني أوسع اقتصاد في العالم- عقب رفع معدّلات الاحتياطي بمقدار 50 نقطة اساسية يوم الإثنين، ما يدلّ على أنّ مسار المقاومة الأدنى يرجّح تراجع طيف من الأصول المحفوفة بالمخاطر، ما يعزّز تلاشي التجارات المبنية على فروقات الفوائد المموّلة بواسطة الين، ويرسّخ قيمة العملة مقابل معظم نظرائها ذات العائدات المرتفعة.
مع ذلك، تقييم العملة اليابانية مقابل الدولار الأميركي مسألة مختلفة تمامًا. في الواقع، ألقت توقعات التخفيضات الكمّية التي ساهمت في ارتفاع الأصول المحفوفة بالمخاطر منذ أغسطس بثقلها على عائدات السندات الأميركية. أدّى هذا الأمر الى تراجع زوج الدولار/ين ، إذ دفع تقلّص فروقات العائدات بين السندات الأميركية واليابانية التّجار الى التهافت على التجارات المبنيّة على فروقات الفوائد مع استعمال الدولار كعملة تمويلية. وفي ظلّ تطبيق برنامج التيسير الكمّي في الوقت الراهن، اختبر فرق العائدات هذا، تصحيحًا مماثلاً لذلك الذي سجّلته الأصول المحفوفة بالمخاطر، مرتفعًا بمقدار 11.3 نقطة أساسية (58.1%) منذ بدء هذا الشهر، ما دفع زوج الدولار/ين الى إنهاء الأسبوع الفائت عند أعلى مستوى له في شهرين. يرجّح بقاء هذا السيناريو قائمًا، في ظلّ استمرار مراهنات سحب التخفيضات الكمّية، ما يحثّ الين على الهبوط مقابل الدولار حتّى وإن سجّل بعض المكاسب.