باتت ثقة تجّار اليورو على المحكّ في أعتاب قمّة الإتّحاد الأوروبي
تفوّق اليورو على التوقعات وبلغ قمم جديدة مقابل الدولار الأميركي، على خلفية انتعاش اتّجاهات المخاطر في الأسواق المالية وتوسّع التدابير الرامية الى احتواء أزمة الديون السيادية المتفشّية في المنطقة.
الآفاق الأساسية لليورو: سلبية ارتفع اليورو بعد أن أعلن الإتّحاد الأوروبي اقتراحًا لمعالجة أزمة الديون من المرجّح أن تولّد قمّة الإتّحاد الأوروبي المزيد من التذبذبات خلال الأسبوع المقبل لا يزال ارتباط اليورو بمؤشر S&P500 وثيقًا وسط التصحيح الذي تختبره "المخاطر"
تفوّق اليورو على التوقعات وبلغ قمم جديدة مقابل الدولار الأميركي، على خلفية انتعاش اتّجاهات المخاطر في الأسواق المالية وتوسّع التدابير الرامية الى احتواء أزمة الديون السيادية المتفشّية في المنطقة. كما تشير الدلائل المبكرة الى اختبار كلّ من مؤشر S&P500 الأميركي والعملة الأوروبية المرتبطة به تراجعًا ملحوظًا. وفي نهاية الأسبوع، ساهمت التطوّرات الأساسية في انقشاع كمّ هائل من الغموض المحيط بأوروبا والأسواق المالية الأوسع نطاقًا. في هذا الإطار، من المحتمل أن يؤدّي أسبوع حافل بالبيانات الأساسية الأوروبية واستدامة المخاطر الجيوسياسية الى توليد موجة من التذبذبات في الأيّام المقبلة، وسيكون من الضروري رصد ما إذا كانت العملة الموحّدة ستواصل اتّجاهها الصعودي مقابل الدولار الأميركي.
تتركّز الأنظار على قمّة الإتّحاد الأوروبي خلال الأسبوع المقبل، وتتطلّع الأسواق الى معرفة المزيد من التفاصيل حول كيفية مساهمة التدابير التي تمّ كشف النقاب عنها مؤخّرًا في التصدّي لأزمة الديون السيادية السائدة في منطقة اليورو. لقد أعلن الساسة توسيع صندوق الإستقرار المالي الأوروبي وإنشاء صندوق دائم بنفس الحجم، بيد أنّ التخفيضات التي خضع لها تصنيف البرتغال الإئتماني يشير الى غياب الثقة في الإستقرار المالي. هذا وتترقّب الأسواق الى أنّ تقلّص قمّة الإتّحاد الأوروبي من حدّة المخاوف.
مع ذلك، تلاشى هذا التفاؤل الكبير في الأسبوع السابق. في مطلع الأسبوع، تمّ تخفيض تصنيف اليونان وأسبانيا الإئتماني، واضطرّت البرتغال الى دفع معدّلات مرتفة للغاية إستثنائيًا في المزاد العلني لبيع الديون، كما أوردت وكالات التصنيف بأنّ تكاليف إعادة رسملة القطاع المصرفي الأسباني ستفوق بمرّتين أو ثلاثة تقييم بنك أسبانيا الذي يصل الى 15.2 مليار يورو. ينبغي علينا الترقّب لمعرفة ما إذا كانت هذه المخاوف الأساسية قادرة على موازنة توقعات العائدات وتقويض شهية المخاطر؛ بيد أنّ السوق ستكون لديها أمور كثيرة تأخذها بعين الإعتبار يوم الإثنين.
وفي أعقاب شحّ السيولة يوم الجمعة، اختتم مسؤولو الإتّحاد الأوروبي القمّة الإستثنائية التي عقدوها في بروكسيل وأعلنوا التطوّرات التي توصّلوا اليها في خضمّ اجتماعهم. لم يتوقّع التجار صدور الكثير عن هذه القمّة، بما أنّها تعتبر تمهيدًا لتلك التي ستعقد في الرابع والخامس والعشرين من شهر مارس. مع ذلك، حملت التفاصيل التي تمّ توفيرها في طيّاتها أمور لم تكن متوقّعة. على الرغم من موقف ألمانيا المناهض لتوسيع صلاحيات صندوق الإنقاذ، تمّ الإتفاق على إعطاء صندوق الإستقرار المالي الأوروبي صلاحية شراء السندات مباشرة من السوق الرئيسية، كما ستعطى اليونان فرصة مشروطة لتقليص معدّلات إقراضها الطارئة بمقدار 100 نقطة أساسية، هذا فضلاً عن توسيع مدّة قرضها لتصل الى سبع سنوات ونصف. من جهة أخرى، بالكاد عبّر المسؤولون عن ثقتهم بالمساعي المالية التي تبذلها البرتغال (على الرغم من المستوى القياسي لعائدات السندت) وأشاروا بأنّه لن يتمّ تقديم لإيرلندا الفرصة ذاتها لتقليص المعدّلات على القروض الطارئة.
يعتمد مسار اليورو في هذه المرحلة على ثقة الأسواق بهذه الإلتزامات. من المرجّح أن يعتمد تدنّي معدّلات اليونان على مبيعات الأصول (شرطًا مسبقًا اقترحته المستشارة الألمانية ميركيل في خلال الإجتماع البرلماني). علاوة على ذلك، قد تؤدّي مساعدة عضو من الإتّحاد الأوروبي وتجاهل البرتغال وايرلندا الى الفشل وتذهب هذه المساعي سدًى وكأنّه لم يتمّ تقديم الدعم لأي من الأعضاء. إذا ما أبقى المشاركون في الأسواق العالمية على شكوكهم في أعقاب التخفيضات التي شهدناه في الأسبوع السابق، في ظلّ استمرار تدفق الطلبات الإستثنائية على السيولة في صفوف المصارف؛ ستتدهور قيمة اليورو. استنادًا الى كلّ ما ورد أعلاه، إذا ما سعت الأسواق العالمية الى اختبار فترة من الهدوء في ظلّ نفور المخاطر، سيتراجع اليورو بغضّ النظر عن التطوّرات الداخلية والأساسية التي تشهدها الكتلة النقدية.
Daily FX