يتطلّع تسارع اليورو الصعودي الى محادثات إنقاذ البرتغال لإكتساب الزخم

يتطلّع تسارع اليورو الصعودي الى محادثات إنقاذ البرتغال لإكتساب الزخم
سجّل اليورو اختراقًا لعتبة هامّة في الأسبوع السابق، مخترقًا سلسلة من القمم الرئيسية المتدنّية والقيع- تعريف الإتّجاه الهبوطي- التي نشأت منذ شهر يوليو من العام 2008 عند بلغت العملة ذروة تجاراتها فوق مستوى 1.60 مقابل الدولار الأميركي. الآفاق الأساسية لليورو: محايدة
* يستعدّ اليورو الى تأكيد نشوء تحوّل في اتّجاه الأجل البعيد مقابل الدولار الأميركي
* عمد البنك المركزي الأوروبي الى رفع معدّلات الفائدة بمقدار 0.25 نقطة، وكان تعثّر اليورو وجيزًا
* تشير نقاط تحديد المواقع الفنية لعقود الـ Options والعقود الآجلة الى انحسار قوّة اليورو مقابل الدولار الأميركي
* يواصل الإتّجاه المبنيّ على المضاربات ترجيح تحقيق اليورو المكاسب
سجّل اليورو اختراقًا لعتبة هامّة في الأسبوع السابق، مخترقًا سلسلة من القمم الرئيسية المتدنّية والقيع- تعريف الإتّجاه الهبوطي- التي نشأت منذ شهر يوليو من العام 2008 عند بلغت العملة ذروة تجاراتها فوق مستوى 1.60 مقابل الدولار الأميركي. يؤدّي ذلك الى بروز تغيير ملموس في نقاط تحديد المواقع الفنية، ما يحوّل التحيّز لصالح التحرّكات الصعودية خلال الأجل البعيد، أساسيات الهيكلية. تتوافر جميع العوامل التي تصبّ لصالح توسيع دائرة المكاسب: استهلّ البنك المركزي الأوروبي نهج سحب الحوافز النقدية، وعمد الى رفع معدّلات الفائدة بمقدار 0.25 نقطة في الأسبوع الفائت. في غضون ذلك، اتّخذت البرتغال في النهاية قرار التماس حزمة إنقاذ بغية احتواء أزمة ديونها وتعهّد مسؤولو الإتّحاد الأوروبي بتوفير مبلغ 80 مليار يورو كمساعدة مالية مع حلول منتصف شهر مايو. مع ذلك، لا تزال الشكوك تحيط بالعملة الموحّدة، ومن المرجّح أن تتلاشى الأرباح المسجّلة خلال الأجل القريب، لتبرز عوضًا عنها تصفيات حادّة ، إذ تؤدّي إعادة تقييم العوامل المحفوفة بالمخاطر المتواجدة داخل نطاق السوق المشتركة الى تدهور ثقة المستمثرين.
أوّلاُ والأهمّ، تبرز أسبانيا. يبدو المستثمرون عامّة متفائلين أزاء آفاق البلاد على الرغم من التخفيضات التي اختبرها قطاعها المصرفي، مع هبوط مقايضات الديون الإئتمانية لخمسة أعوام (مقياس لإحتمال وقوع البلد في دوامة الإفلاس) الى أدنى مستوى لها في ثمانية أشهر خلال الأسبوع المنصرم. في غضون ذلك، إنّ عائدات السندات المستحقّة في عشرة أعوام في صدد التراجع منذ بلوغها الذروة فوق مستوى 5.5% في ديسمبر. وبدون أدنى شكّ سيتجاوز إنقاذ أسبانيا – رابع أوسع اقتصاد في منطقة اليورو- قدرة صندوق الإستقرار المالي الأوروبي، هذا وتتواجد قدرتها على سداد موجباتها في قلب المقاربة الواهنة التي يعتمدها ساسة الإتّحاد الأوروبي لإدارة الأزمة. في الواقع، أجّل المسؤولون موعد إيجاد حلّ نهائي لآلية إنقاذ الأجل القريب بعد أن كانوا قد تعهّدوا بالتوصّل الى اتّفاق مع حلول أواخر شهر مارس.
تعتمد رغبة الأسواق برؤية الجانب الإيجابي لوضع الإتّحاد الأوروبي مباشرة على ما ستؤول إليه المفاوضات بشأن إنقاذ البرتغال خلال الأسابيع المقبلة. سيقصد بعض المسؤولين في الكتلة الإقليمية وصندوق النقد الدولي البلاد لإستهلال المناقشات التي ستشمل حلّ الخلافات القائمة ما بين الأطراف السياسية عبر الإلتزام ببرنامج تقشّفي أكثر صرامة من ذلك الذي أدّى الى سقوط الحكومة في مارس و دفع الى إجراء انتخابات مبكّرة. إنّه لمن غير المضمون أن توافق المعارضة البرتغالية على التقشّف المالي عندما تكون بروكسيل من يطالب بذلك. إذا ما تحصّن الإتّحاد الأوروبي بالقوّة نفسها التي تمتّع بها في خضمّ الأزمة الإيرلندية عندما رفض تقليص تكاليف اقتراض البلاد من دون زيادة الضرائب المفروضة على الشركات- العمود الفقري لإقتصاد البلاد الذي قد يخوّلها حلّ مشاكل ديونها- سيثير توافر الأموال في صندوق الإستقرار المالي الأوروبي لإنقاذ البرتغال الجدل.
بشكل عام، يؤدّي كلّ ما ذكرناه آنفًا الى تخييم عدم الإستقرار على آفاق اليورو خلال الأسابيع المقبلة. من المرجّح أن تبقي التقديرات القوّية لرفع المعدّلات- بمقدار 0.25 نقطة إضافية في مايو- العملة تسلك مسارها الصعودي، لطالما يبقى احتمال تسوية الخلافات البرتغالية قائمًا. في حال صدرت أي أنباء خلافًا لذلك، ولا سيّما في ما يتعلّق بالتظاهرات أو (حتّى الأسوأ من ذلك) ظهور المنشقّين في الإتّحاد الأوروبي كقوى سياسية رئيسية قبيل الإنتخابات المقرّر انعقادها في يونيو، سيؤدّي ذلك الى إعادة تقييم واقع الإستقرار في صفوف الإتّحاد الأوروبي.