وزارة العمل والعمال بالرياض
وزارة العمل بين خطط التوظيف ومعايير التصنيف هل ينجح العامل السعودي؟
حسناً فعلت وزارة العمل في العمل المتسارع لوقف الهدر في الموارد البشرية التي بدأ التراكم فيها يشكل بوادر أزمة وطنية ذات أبعاد أمنية واقتصادية واجتماعية، لعل من أخطرها العنف النفسي الذي يدمر آلاف الشباب وهم في عمر الزهو والتفتح والتطلع إلى آفاق المستقبل وبناء كيانات الوطن... ليس أقسى على الإنسان من أن يكد ويدرس ويتحرج ثم لا يجد له عملاً شريفاً يعتاش منه... ولا يتسع مجال الصبر وبالذات كلما كان التأهيل عالياً، بل تتوارى الأحلام الوردية إلى عنف وانتقام من كل المجتمع والوطن، وتدمير نفسي للشخص وريما من يعيش بينهم... ولا نعلم عن مدى الجاهزية لدى الوزارة وفروعها وكذلك اللجان المشكلة للتوظيف للعاطلين من السعوديين، ونعني بالجاهزية هنا الاستعداد المهني والمهارة للتدريب والتفعيل للعمل الإداري في التصنيف للوظائف، وكذا المتعطلين الذين سوف يظهرهم الحصر. كذا ليس معلوماً إن كان الحصر سوف يأخذ شكل البحث الاستقصائي الميداني أم الاكتفاء بالسجلات في مكاتب العمل والاستقدام. كذلك ربما يحتاج الأمر إلى إفصاح وإيضاح أكثر لبرامج تهيئة طالبي العمل. ولعل مزيداً من الإفصاح عن المراد بالعاطلين مراد للباحث من أجل الإسهام في التوعية والسعي في الدلالة بالرأي والنصح والخبرة المعرفية والدربة للرقي بالعمل وطرق الكسب الشريف الكافي الوافي. بالطبع لدينا بطالة بين خريجي الجامعات في تخصصات متنوعة، بعضها من جامعة البترول والمعادن؟؟؟ وذلك إما بسبب التقدير الذي لم يرتق إلى الامتياز أو الجيد جداً، أو بسب عوامل اجتماعية أسرية تجبر المتخرج على البقاء قرب والديه الذين تقاعدوا عن العمل والتعامل بسبب العمر، وربما المرض بل وقلة ذات اليد. كذلك فقد برزت في العقدين الماضيين عطالة وبطالة جديدة ولا تقل خطورة عن بطالة الشباب المؤهلين والمتسربين من مراحل التعليم.. هذه الفئة هم المتقاعدون من الحكومة وبالذات من السلك العسكري وهم مازالوا قادرين على العطاء والإنتاج، إلا أن السن القانونية لكل رتبة قد أجبرتهم على التقاعد، وهؤلاء لابد من استثمارهم جيداً، فبعض منهم قد نالوا تدريباً مهنياً راقياً داخل القطاعات العسكرية أو خارج المملكة، وقد تدربوا مهارة وسلوكاً على الأداء السليم المنضبط والعمل ذي الجودة، وبالذات في المجالات الهندسية والصيانة للمعدات وطريقة الإعداد والعرض والاستدلال. ولعل هؤلاء يفيدون في التدريب وإكساب المهارات السلوكية وحسن الأداء، بل والعمل بأنفسهم لينفعوا أنفسهم وينفعوا الناس في الوطن... عامل آخر ربما كان له بيان واضح فيما أعلن، وهو هل الأمر في توظيف الباحثين عن العمل أو العاطلين بلغته المنشورة بخطاب المذكر هو شامل ضمنياً للإناث المنتشرة فيهن البطالة بشكل ربما لا يقل عن الوضع لدى العمالة الرجالية؟؟ لقد أعجبت بخطة وزارة العمل من خلال ما وقفت عليه من معلومات من خلال موقع الوزارة. أود أن أشيد بالجهد الجبار التي تم منذ تولي الدكتور غازي القصيبي منصب الوزارة. وما هذا الجهد الفكري الذي سطرته هنا إلا تواصلاً بجهد متواضع ببعض الأفكار التي يكون فيها ما يساعد على لجم فجوة البطالة والصدع بجوهر وجود المشكلة، وتخيف آثارها على الوطن ومكتسباته وفي قمتها الوحدة الوطنية التي قوامها الشباب والشابات أعتقد أن نجاح حملة وزارة العمل في إنجاح خطة التوظيف والقضاء على البطالة يتوقف على مدى جدية وتعاون القطاع الخاص والأهلي في التجاوب... هذا من طرف أما الطرف الآخر فسيعود على الباحثين عن العمل وجديتهم في العمل. حسناً فعلت وزارة العمل في البدء بالحصر للوظائف والباحثين عن العمل، ثم بالتوعية والتهيئة للباحثين عن العمل. وهذا من أهم العناصر في القضاء على معضلة التوظيف سواء بالنسبة لأصحاب العمل أو الباحثين. صحيح أن نسبة كبيرة من الباحثين عن العمل قد اكتووا بمرارة البطالة والحرمان من العمل والدخل، ولعل هذا ما قد يشفع في الجدية في الانتظام في العمل وعدم التذرع بأي أعذار للتأخر أو الغياب، لأن في هذا السلوك إضراراً بالعمل ومن يبحث عن العمل لاحقاً من خلال الانطباع بعدم جدية الشباب والحرص على العمل وأوقاته وإنتاجيته. صاحب العمل يريد أن يعود عليه كل ريال يصرفه بريال آخر أو أكثر والعامل الذي لا يؤدي العمل بجدية تجلب الربح سوف لن يبقى في العمل في القطاع الخاص..
وزارة العمل والعمال بالرياض