هوى الدولار الأميركي بشكل حادّ لخمسة أيّام تداول متتالية بسبب خروج التّجار من غالبية مواقع شراء الدولار المبنيّة على المضاربة.
الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: إيجابية
* يستهدف مؤشر الدولار الأميركي مستوى الدعم، وآفاق اليورو لا تزال سلبية
* تتلاشى مكاسب العملات الأوروبية، بيد أنّ التحرّكات المقبلة هي أقلّ وضوحًا
* تشير الآفاق الفنّية العامّة الى اتّباع الدولار اتّجاه صعودي
هوى الدولار الأميركي بشكل حادّ لخمسة أيّام تداول متتالية بسبب خروج التّجار من غالبية مواقع شراء الدولار المبنيّة على المضاربة. أظهر اليورو في النهاية دلائل ملموسة على الإنتعاش مقابل الأخضر ونعتقد بأنّه قد يكون بلغ قاع رئيسي للأجل القريب. بيد أنّه من الضروري مراقبة الأحداث الرئيسية التي تطرأ على ساحة الولايات المتّحدة وتداعياتها على عملية إعادة إحياء الدولار الأميركي.
يقف اليورو/دولار حاليًا عند مفترق طرق، وسيكون من الضروري رصد الأسواق المالية عن كثب في الأيّام القادمة بغية قياس ما إذا كان الإختراق أو الإنهيار يمتلك الفرص الأوفر. عمد التّجار في بادىء الأمر الى دفع الدولار الأميركي على الإرتفاع مقابل اليورو مع بداية العام الجديد، إلاّ أنّ الإنعكاس الأخير يترك معدّلات الصرف مستقرّة نوعًا ما حتّى الآن.
تتسلّط الأضواء جميعها على قرار فائدة مجلس الإحتياطي الفدرالي المرتقب صدوره يوم الأربعاء، الى جانب بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي في نهاية الأسبوع. من المستبعد أن يدخل بنك الاحتياطي الفدرالي أي تغييرات على معدّلات الفائدة أو على السياسة النقدية، بيد أنّه سيكشف النقاب عن أداة جديدة لسياسته: توقعات معدّلات الفائدة. علاوة على ذلك، سيبيّن نمط تصويت أعضاء مجلس الإحتياطي الفدرالي ما إذا كان سيتمّ رفع معدّلات الفائدة بحلول العام 2016- ما يوفر نظرة معمّقة أكثر على تقديرات الأسواق للخطوات المستقبلية التي سيعتنقها المصرف. من الصعب التنبؤ بما ستحمله التقارير في طيّاتها وكيف ستكون ردود فعل الأسواق تجاهها. مع ذلك، نشعر بأنّ ذلك سيؤثر بشكل ملحوظ على الدولار الأميركي، ومؤشر S&P500 وغيرهما من فئات الأصول الرئيسية.
سترصد الأسواق في نهاية الأسبوع أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي. لقد ساهمت أرقام البطالة المحلّية القوّية في تعزيز تخمينات نشوء توسّع اقتصادي، ويتوقّع الخبراء الاقتصاديون نمو الاقتصاد وفق أسرع وتيرة له منذ الفصل الثاني من العام 2010. مع ذلك، نشعر بأنّ هذه الترجيحات تترك المجال أمام بروز نتائج مخيّبة للآمال؛ نقدّر أن تختبر الأسواق تصفيات عند أي عدم تطابق للأرقام مع التوقعات. ومن المحتمل أن يشهد الدولار الأميركي تراجعات حادّة (أو تقدّم) إذا ما أثّرت النتائج على آفاق النمو العامّة بأي طريقة من الطرق.
ينبغي على تجّار الدولار التنبّه الى شهية مخاطر الأسواق المالية العالمية. لقد اختبر الدولار الأميركي تسارعات صعودية عند بروز أي تصفيات في مؤشر S&P500 ومقاييس "المخاطر" المماثلة. يبدو أنّ الدولار الأميركي يتمتّع بالتسارع صعودًا وصولاً الى ذروات جديدة مع تسجيل تراجعات طفيفة. مع ذلك، إنّ قوّة مشابهة مستدامة تترك مخاطر واضحة على أنّ الأسواق باتت راضية أزاء هذا الوضع.
تظهر بيانات التزامات التّجار الأخيرة بلوغ مواقع اليورو/دولار أدنى مستوى لها على الإطلاق. بتعبير آخر، عمد المضاربون الذين يتّبعون الإتّجاه الى دخول مواقع شراء الدولار بأكبر نسبة في التاريخ. نرجّح في الوقت الراهن اختبار مواقع بيع اليورو/دولار تسارع صعودي تصحيحي، ويبدو أن التّجار في صدد الخروج من بعض تلك المواقع. مع ذلك، إنّ الإتّجاه البعيد الأجل العام هو هبوطي، وسيكون من الضروري معرفة ما إذا كان التسارع الصعودي المفاجىء يتمتّع بالقدرة على الإستمرار في الأسبوع المقبل.
تميل العملات الى بلوغ ذرواتها وقيعها للشهر في أسبوع التداولات الأوّل. يؤدّي ذلك الى تمركز مقاومة اليورو/دولار عند 1.3070$- مستوى سيساهم إمّا بتعزيز قوّة الدولار الأميركي أو إضعافها.
Daily FX