الدولار الأميركي يختبر عمليات بيع كثيفة ولكنّه على موعد أيضًا مع بيانات أساسية محورية
تكبّد الدولار الأميركي خسائر فادحة خلال الأسبوعين المنصرمين.
الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: سلبية
بنك الاحتياطي الفدرالي يوسّع توقعاته لإبقاء معدّلات الفائدة عند المستويات الصفرية حتّى نهاية العام 2014
لم يتطابق الناتج المحلي الإجمالي الأميركي مع التقديرات، ووجد تعزيزًا غير صحّي في تزايد المخزونات
الدولار الأميركي تراجع بشكل ملحوظ مع انتهاء الأسبوع
تكبّد الدولار الأميركي خسائر فادحة خلال الأسبوعين المنصرمين. يولى كمّ كبير من الإهتمام الى التسارع الصعودي لزوج الاسترليني/دولار الذي دام عشرة أيام أو الى تسارع زوج اليورو/دولار الصعودي الذي ناهز 5% في الأسبوعين الأخيرين أو الى عودة الأسترالي/دولار أدراجه الى قمّة ثلاثة أشهر. ثمّة العديد من البراهين الأساسية التي تدعم أداءهم الفردي، بيد انّ التفسير الأسهل هو الذي عادة ما يكون صحيحًا. ويتمثّل القاسم المشترك ما بين تلك الأزواج بضعف الدولار. ومن أجل تكوين تقييم للدولار بحدّ ذاته، بإمكاننا النظر الى أداء مؤشر الدولار داو جزنز- أف.أكس.سي.أم الذي فشل في الوصول الى ذروات جديدة للعام وهوى عوضًا عن ذلك الى قيع لم يطأها منذ الرابع عشر من نوفمبر. ما هو المحفز الكامن وراء ذلك التراجع؟ يساعدنا الجواب عن ذلك السؤال على الحصول على تفاصيل حول المسار المستقبلي.
إذا ما كنّا في صدد تقييم الوضع من خلال تحليل المحرّكات الأساسية الأكثر قوّة- شهية المخاطر الكامنة- لكنّا اعتبرنا هذا الإتّجاه الهبوطي الناشىء بمثابة مسار مهيمن. وبما أنّ الدولار يمثّل مزوّد السيولة بالنسبة الى الأسواق، إنّه يشكّل "الملاذ الأخير" لرؤوس الأموال عند بروز أي مخاوف جدّية تتعلّق بإستقرار الأسواق المالية الأوسع نطاقًا. يتطلّب ذلك أوضاع قصوى من أجل استمرار الطلبات الكثيفة على الدولار. في الوقت الراهن، يتّبع مؤشر S&P500 منذ حوالى الستّة أسابيع مسارًا صعوديًا. بناء عليه، تداولت الأحجام الكامنة وراء ذلك التحّرك (مقياس لدرجة الإقتناع) على مقربة من أدنى مستويات لها منذ العام 1999 (بالإستناد الى متوسّط الثلاثة أشهر). فلنقارن ذلك بتزايد قرائن اقتراب موعد اختبار الاقتصاد العالمي تباطؤًا (إن لم يكن ركودًا اقتصاديًا)، الى جانب تفاقم الأزمة الأوروبية والخطوات الوقائية التي تندرج على جداول أعمال أكبر المراكز المالية.
مع ذلك، يدرك التاجر الأساسي المخضرم أنّ ما "يجب" حدوثه وما يحصل في كثير من الأحيان يختلف بالنسبة الى الأسواق الذي تعتمد على المضاربة. لقد وردتنا إشارات واضحة على التوتّرات (تخفيضات تصنيفات منطقة اليورو والأرقام الضعيفة لعائدات الفصل الرابع والناتج المحلي الإجمالي العالمي) من دون تبلور أي تغيير على اتّجاهات الأصول الأكثر خطورة. ومن أجل تسجيل الدولار انهيار أو تسارع صعودي ملحوظ، من الضروري اتّباع ثقة الأسواق اتّجاه قويّ. مع ذلك، سيكون من الصعب تشجيع الثقة المستدامة نظرًا الى الرياح المعاكسة التي لا تنفكّ تتنامى. من المحتمل أن توفر الخطوات نحو اعتماد المزيد من الحوافز بعض الدعم المؤقّت، بيد أنّ مدّة برامج مماثلة باتت أقصر وأقصر مع كلّ جولة جديدة. في هذا الصدد، تتزياد توقعات اعتماد بنك الاحتياطي الفدرالي دورة ثالثة من التيسير الكمّي أوائل الفصل الثاني؛ بيد أنّ مساعي مماثلة عادة ما تبذل عندما تكون الأسواق رازحة تحت وطأة كمّ هائل من الضغوطات.
من الجهة الأخرى، ثمّة أسباب وفيرة لمساعدة البلدان على تسديد ديونها ولكن ليس الرغبة للقيام بذلك. وفي حين تبدو المحرّكات الخاصّة في صدد الفشل في توليد تغيير في المواقف، نتطلّع الى أن تفقد المضاربات زخمها ويتجدّد نفور المخاطر. يعني ذلك أنّه علينا تقليص توقعات أن تكون بعض المؤشرات التي ستصدر خلال الأسبوع المقبل (كتقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي الأميركي) قادرة على تمثيل نقطة تحوّل حاسمة.
تجسّد عافية اليورو محرّك واضح آخر يدفع الدولار الى الإنفصال أكثر فأكثر عن اتّجاهات المخاطر المألوفة. وإنّه لمحرّك غير مستقرّ تمامًا كإتّجاهات المخاطر بحدّ ذاتها. لقد جاء التسارع الصعودي للعملة الموحّدة ليتعارض مع المسار الهبوطي السائد. صفوة القول، لا يتوجّب علينا الإطمئنان الى الإتّجاه الإنخفاضي الذي يسلكه الدولار.
الدولار الأميركي يختبر عمليات بيع كثيفة ولكنّه على موعد أيضًا مع بيانات أساسية محورية
المواضيع المتشابهه 
