قال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الامريكي) يوم الخميس ان انفاق المستهلكين في الولايات المتحدة ما زال أضعف من أن يحقق معدلا مرضيا للنمو الاقتصادي. وأضاف برنانكي في محاضرة في جامعة جورج واشنطن "نحن الان فيما يتعلق بالدين والاستهلاك مازلنا عند مستويات منخفضة كثيرا قياسا الي النموذج الذي كان قبل الازمة... نفتقر مصدرا للطلب للحفاظ على نمو الاقتصاد."
ونما الاقتصاد الامريكي ثلاثة بالمئة في الربع الاخير من 2011 لكن هذا المعدل من المتوقع أن يتباطأ الي أقل قليلا من اثنين بالمئة في الثلاثة شهور الاولى من العام الحالي. ويشكل انفاق المستهلكين أكثر من 70 بالمئة من الناتج الاجمالي لاكبر اقتصاد في العالم.
وركز جانب كبير من محاضرة برنانكي على تضخم فقاعة سوق المساكن والاخطاء التي أفضت الى الازمة المالية في 2007 و2008. وأقر رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بأن الهيئات التنظيمية بما فيها البنك المركزي نفسه قصرت في أداء وظيفتها خاصة فيما يتعلق بالانشطة غير الشفافة لمؤسسات وول ستريت في الرهن العقاري والاوراق المالية.
وقال برنانكي "حيثما وجدت سلطات وصلاحيات فانها لم تستخدم دائما بفعالية."
وبالرغم من الظهور الكبير لبرنانكي هذا الاسبوع حيث تنقل بين الادلاء بشهادات في الكونجرس والقاء محاضرات امام طلاب جامعيين الا أنه لم يسلط مزيدا من الضوء على ما يهتم به المستثمرون بشكل أساسي وهو احتمال تنفيذ المزيد من التيسير الكمي.
ويرى محللون الان أن اطلاق جولة ثالثة من مشتريات السندات او التيسير الكمي أصبح أقل ترجيحا في ضوء تحسن الخلفية الاقتصادية في الاونة الاخيرة خصوصا في سوق الوظائف.
ومع هذا فان مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي بمن فيهم برنانكي اوضحوا انهم ما زالوا يعتبرون معدل البطالة في الولايات المتحدة البالغ 8.3 بالمئة مرتفعا بشكل لا يبعث على الشعور بالراحة وان خطر امتداد الازمة المالية الاوروبية لم يتبدد تماما رغم انحساره.
وردا على ركود اقتصادي هو الاشد حدة على مدى أجيال خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي تحت قياة برنانكي تكاليف الاقتراض القصير الاجل الي الصفر ووعد بعدم تغييرها حتى اواخر 2014 على الاقل. وعمد البنك المركزي ايضا الي شراء سندات خزانة واوراق مالية مدعومة بقروض عقارية بقيمة تبلغ حوالي 2.3 تريليون دولار