جاء حريق مصنع توشيبا العربى بالمنطقة الصناعية بقويسنا، ليمثل الاختبار الأصعب فى حياة رجل الأعمال الذى بدأ من الصفر محمود العربى. تسبب التدخين الذى اشتهر العربى بكراهيته له، وبكونه يرفض أن يدخن موظفوه، أو أن يتم تعيين مدخن فى إشعال حريق بمصنع بأكمله، لينطبق عليه المثل الشعبى القائل: "اللى يخاف من العفريت يطلع له".
ولد "العربى" عام ١٩٣٢ بإحدى قرى أشمون بمحافظة المنوفية، وبعد وفاة والده انتقل إلى العمل بالقاهرة، ليعمل بائعا فى مجال بيع الأدوات المكتبية. يردد "العربى" دائماً أنه لم يتعلم القراءة والكتابة، لكنه أتقن الاقتصاد والصناعة ولا يترك فرصة، إلا ويعلن فيها أنه لا يقرأ ولا يكتب. بدأت رحلته فى مجال البيزنس، عندما قرر تحويل محل للأدوات المكتبية – بعد أن قررت الحكومة فى الستينيات منح الطلبة الأدوات المكتبية بالمجان - إلى بيع الأجهزة الكهربية، وسافر إلى اليابان، للحصول على توكيل من إحدى الشركات الكبرى فى مجال الإلكترونيات، وبعد عودته أسس مصنعا لهذا التوكيل.
تزامن دخول العربى مجال الأجهزة الكهربية مع فترة الانفتاح الاقتصادى فى حقبة السبعينيات، وعن طريق طالب يابانى بالجامعة الأمريكية يعمل بشركة توشيبا حصل "العربى" على توكيل حصرى من الشركة، عندما قال الطالب فى رسالة إلى الشركة الأم فى طوكيو إن "العربى" هو أصلح من يمثل الشركة فى مصر.
تلقى "العربى" - كما قال مقربون منه حادث الحريق الذى تعرض له أحد خطوط الإنتاج بمصانعه بلا فزع، وقال إنه يؤمن بقضاء الله خيره وشره.
حريق "توشيبا".. الاختبار الأصعب فى حياة "العربى"
المواضيع المتشابهه 
