رد: التقارير الاقتصادية والأساسية الهامة ليوم الأربعاء 7 / 1
التوقعات ترتفع بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي بشأن تخفيض أسعار الفائدة
لا تزال الأنظار في منطقة اليورو تتجه حول الإجراءات التي سوف يقوم بها البنك المركزي الأوروبي هذا في ظل تصريحات السيد/ترشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي إلى أنه سوف ينظر في قرار تخفيض أسعار الفائدة وفي ما إذا سوف يقوم باتخاذ قرار الخفض بحذر أو بشكل تدريجي, بينما ينادي بعض الأعضاء بتحويل الموقف وخاصة أن البيانات الخاصة بالتضخم تشير إلى بعض الخلاف.
وانزلقت الخمسة عشر دولة الأعضاء في الإتحاد الأوروبي الركود بشكل رسمي في الربع الثالث, لتستمر بذلك في الانكماش حيث تشير التوقعات إلى التوسع في الانكماش خلال الربع الأخير من العام, هذا وقد استمت أزمة الائتمان في حدتها والتي دمرت الاقتصاد الحقيقي هذا مما أدى إلى تقلص مستويات الطلب بجانب تضييق وصعوبة التسهيلات الائتمانية.
الضعف الاقتصادي الذي أصاب أعضاء منطقة اليورو الخمسة عشر حتى بعد انضمام سلوفاكيا لتصبح بذلك العضو السادس عشر في منطقة اليورو إلا أن هذه الاقتصاديات ما زالت تعاني, السيولة والتي تعتبر من أهم العوامل الرئيسية لتحريك الاقتصاد بجانب قيام النظام المالي بعمل تسهيلات إقراض البنوك لبعضها البعض ومن ثم الإقراض إلى الاقتصاد الحقيقي, منتهين بذلك إلى ابسط القواعد المعروفة وهي توفر السيولة لدى الأفراد لكي توجه إلى الاستهلاك.
تدهور و ضعف مستويات الطلب بل و التي اصابها الشلل تعتبر أكبر ازمة يواجهها و الأوروبيين, وخاصة ألمانيا و الذي لايزال قطاع الصادرات بها يعاني من انخفاض مستويات الطلب و انخفاض التجارة البينية, ومن ناحية أخرى انخفضت مستويات الأنفاق للقطاع العائلي نتيجة للركود مما دفع بازدياد معدلات البطالة و التي تعمقت بشكل كبير في منطقة اليورو.
أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بل و أكبر اقتصاد في أوروبا إلا و هو الاقتصاد الألماني أظهر ضعف في سوق التوظيف نتيجة للشلل الذي أصاب مستويات الطلب بجانب الظروف الصعبة التي تمر بها الشركات و التي تحاول جاهدة لخفض النفقات وذلك عن طريق تسريح الكثير من العمالة. ففي شهر كانون الأول فقد الاقتصاد الألماني نحو 18.0ألف وظيفة أسوأ من المتوقع الذي كان بفقد عدد 10.0 ألاف وظيفة, مقارنة بالقراءة السابقة المعدلة بعدد 4.0 ألاف وظيفة و التي كانت قبل التعديل بعدد 10.0 وظيفة.
بينما ارتفع معدل البطالة المعدل موسميا لشهر كانون الأول ليسجل نسبة 7.6% من 7.5 % للقراءة السابقة, وعلى الرغم من ذلك استقر المعدل طبقاً لتقرير ILO لمعدل البطالة والذي بقي دون تغير في تشرين الثاني عند نسبة 7.1%, إنما ألمانيا بقي حالها مثل باقي الاقتصاديات الأخرى والتي سيطرت عليها البيانات الاقتصادية السيئة لشهر كانون الأول والتي أدت بالضغوط الهبوطية للاقتصاديات على الرغم من موسم الأعياد.
البنك المركزي الأوروبي بقيادة السيد/ تريشه صرح في آخر اجتماع له بأن البنك لا يحمل مخاوف بشأن مخاطر الانكماش التضخمي وما ذلك إلا انخفاض لمعدلات التضخم.... ولكن الحقيقة على خلاف ذلك حيث انخفض مؤشر أسعار المستهلكين على الرغم من التوقعات حيث وصل إلى 1.6% من 2.1% للقراءة السابقة.
وكان تدهور أسعار السلع هو المحرك الرئيسي طبقا للبنك المركزي الأوروبي وخاصة التقلبات التي شاهدتها أسعار خام النفط, حيث انحدرت إلى أدنى مستوياتها إلى 35.0$ للبرميل في شهر كانون الأول, وحتى ألان لا يمكن أن نتجاهل الحقيقة الهامة التي أمامنا حيث ارتفاع فوائض الإنتاجية يزيد من الضغط على الأسعار نحو الهبوط.
سجل اليوم مؤشر أسعار المنتجين السنوي لشهر تشرين الثاني نسبة انخفاض 3.3% من 6.3% للقراءة السابقة, بينما جاء على المستوى الشهري ليسجل نسبة انخفاض 1.9% لتؤكد بذلك على انخفاض أسعار المنتجين والذي يضغط على الأسعار إلى الانخفاض وبالتالي انخفاض معدلات التضخم.
انخفاض معدلات التضخم كانت العامل الرئيسي وراء الضغوط الهبوطية على قيمة اليورو في الوقت الذي تتزايد فيه التوقعات بقيام البنك المركزي الأوروبي بخفض لأسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل ولاتزال حتى ألان أسعار الفائدة عند مستوى 2.50% إلا انه من المتوقع إن تنخفض إلى 2.0%.
وعاودت المخاوف اليوم المستثمرين في الأسواق إذ تزايد حدة المخاوف بشان الركود مما أدى إلى تلاشي الأرباح التي تم تحقيقها على مدار الستة أيام السابقة, فشهدت أسواق الأسهم خلال المعاملات المبكرة انخفاض المؤشرات حيث هبط مؤشر داو جونز للأسهم الأوروبية 50 بنسبة 0.7% ليسجل 2560.42 نقطة, بينما هوى مؤشر DAX الألماني بنسبة 1.0% ليسجل 4977.50 نقطة, هذا وانحدر مؤشر FTSE100 بنسبة 1.21% ليسجل 4581.85 نقطة, وأخيرا خسر مؤشر CAC40 بنسبة 0.3% ليسجل 3386.88نقطة