لا تزال حالة عدم اليقين تسيطر على الاسواق الاوروبية بعد أسبوع سريع على الاسواق دون أن يُظهر أي تقدم ملحوظ بالنسبة لخطوات صناع القرار الاوروبيين حيال أزمتهم التي تفشت في القارة الأوروبية و أثّرت بالتالي على الاقتصاد العالمي بشكل كبير. و لم يكن اجتماع وزراء المالية في القارة بالجرعة المطلوبة، فل يُترجم قرارات القادة في قمتهم الماضية الهادفة لحل و محاربة أزمة الديون السيادية.
حتى بعد أن أنهى الوزراء سواء لمنطقة اليورو أو لدول الاتحاد الـ27 دون أن يُشبع تساؤلات الاسواق و المستثمرين بمختلف الأمور أو القرارات التي أشار إلها القادة في قمتهم و التي كانت مقنعة للأسواق، و لكن انتظر المستثمرين المزيد من الاجراءات الملموسة بدلاً من النظريات التي لم تُطبق بعد و لا تزال مجرد أفكار في أذهان القادة لم يقم الوزراء بترجمتها على أرض الواقع.
فبعد أن قام البنك المركزي الاوروبي بخفض سعر الفائدة المرجعي إلى 0.75% و تجنب ماريو دراغي رئيس البنك بالاعلان عن أي اجراءات تحفيزية و داعمة للاقتصاد، فقد بقي المستثمرين على أمل بأن يقوم وزراء المالية برسم خارطة للطريق تُبنى على النقاط الرئيسية التي وضعها القادة في قمتهم، في سبيل دعم الاقتصاد و وتيرة النمو إلى جانب محاربة أزمة الديون و منعها من التوغل في جميع أرجاء القارة.
وافق وزراء منطقة اليورو على إمهال اسبانيا عاما إضافيا حتى 2014 ، لتحقيق المستويات المستهدفة من عجز الموازنة العامة و في المقابل طالب الوزراء الحكومة الأسبانية ببذل مزيدا من الجهد لتخفيض العجز في الموازنة العامة، و في مفاجأة من الوزراء قاموا بالاستعداد لتقديم جزء من خطة الإنقاذ لأسبانيا بحلول الشهر الجاري.
لا يوجد هنالك رقم نهائي متفق عليه لخطة إنقاذ البنوك الأسبانية، إلا أن الاتحاد الاوروبي وضع حد أقصى قدره 100 مليار يورو ، في حين قال رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو جان كلود يونكر في المؤتمر الصحفي الذي عقب الاجتماع إن اسبانيا قد تحصل على 30 مليار يورو من حزمة الإنقاذ الأوروبية لقطاعها المصرفي بحلول نهاية يوليو الجاري، وأوضح يونكر أن الموافقة النهائية على الشروط المقترنة بحزمة الإنقاذ التي تقدمها منطقة اليورو ستكون في وقت قريب من 20 من تموز الجاري.
هذا و قد اتفق الوزراء أنه بمجرد تأسيس هيئة الرقابة المصرفية الأوروبية بحلول العام المقبل سوف تتمكن البنوك الأسبانية من إعادة رسملة البنوك الإسبانية مباشرة من صندوق إنقاذ اليورو المنطقة دون اشتراط ضمانات حكومتها.
بعد مطالب وزراء المالية هذه لأسبانيا، قامت الأخيرة برفع ضريبة المبيعات بمقدار 3 نقاط لتصبح عند مستويات 21%، كجزء من حزمة تقشف كبيرة من رفع الضرائب و تخفيض الإنفاق العام بقيمة 65 مليار يورو لتخفيض العجز في الميزانية العامة خلال العامين و نصف القادمين. و هذه هي المرة الرابعة بغضون سبعة أشهر يقر فيها رئيس الوزراء الأسباني خطة تقشفية، حيث تم الغاء الإعفاء الضريبي لمشتري المنازل أيضاً و تخفيض إعانات البطالة مرة أخرى؛ و تم أيضا تقليص نفقات الحكومات المحلية، وإلغاء علاوات بعض العاملين في القطاع العام بنهاية العام الجاري.
و المزيد من التوتر و السلبية جاء من قرار وكالة موديز للتصنيف الائتماني التي قامت بتخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية في ايطاليا بواقع خطوتين ليصبح التصنيف الجديد عند Baa2 من السابق A3، و حذرت المؤسسة من احتمالية تخفيضات أضافية خلال الفترة القادمة في حال خسرت البلاد قدرتها على دخول أسواق السندات.
و بالنهاية، شهدنا تقدم بريطانيا في محاولة لدعم وتحفيز اقتصادها الذي يعاني من تفاقم أزمة الديون في أكبر شريك تجاري لها، و الذي أثّر بشكل كبير على الاقتصاد البريطاني و أدخله إلى دائرة الركود الاقتصادي، فقد قامت الخزينة البريطانية و البنك المركزي البريطاني في خطوة مشتركة بتقديم المزيد من الدعم و التحفيز للاقتصاد البريطاني في برنامج " التمويل لدعم الإقراض" و الذي سيخول البنوك البريطانية بالنهاية للحصول على تمويل بسعر فائدة متدني بشرط تقديمها كقروض للاستثمارات و المستهلكين في الدولة، في خطوة تهدف إلى رفع مستويات السيولة في الاقتصاد الملكي.
وبشكل عام، تستمر حالة عدم اليقين بالتواجد بالأسواق الأوروبية إلى أن يقوم صناع القرار الأوروبيين بتقديم المزيد من الحلول و الخطوات المقنعة للأسواق و التي قد يكون لها طابع ايجابي على نمو الاقتصاد و تساعد المنطقة على محاربة أزمة الديون السيادية التي شلّت عصب الحياة فيها.
لا تزال حالة عدم اليقين تسيطر على الاسواق الاوروبية بعد أسبوع سريع على الاسواق دون أن يُظهر أي تقدم ملحوظ بالنسبة لخطوات صناع القرار الاوروبيين حيال أزمتهم التي تفشت في القارة الأوروبية و أثّرت بالتالي على الاقتصاد العالمي بشكل كبير. و لم يكن اجتماع وزراء المالية في القارة بالجرعة المطلوبة، فل يُترجم قرارات القادة في قمتهم الماضية الهادفة لحل و محاربة أزمة الديون السيادية.
منقول
التوقيع
لا اله الا الله محمد رسول الله
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير {الحمدلله الذي تواضع كل شيء لعظمته}
{الحمدلله الذي استسلم كل شيء لقدرته}
{الحمدلله الذي ذل كل شيء لعزته}
{الحمدلله الذي خضع كل شيء لملكه} 
أسبوع آخر يمر على القارة الأوروبية تحت ظل سحابة عدم اليقين
رد: أسبوع آخر يمر على القارة الأوروبية تحت ظل سحابة عدم اليقين
المواضيع المتشابهه 
4Likes