نقلة نوعية للعلاقات القطرية المصرية

أكد خبراء سياسيون واقتصاديون أهمية الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى القاهرة أمس ومباحثاته مع الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، ورأوا أنها سوف تؤثر بشكل كبير في تدعيم العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة العربية.

ففى هذا الإطار، أكد وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي أن زيارة حضرة صاحب السمو "مهمة للغاية" من ناحية التوقيت، وأعرب في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية (قنا) عن أمله في أن تفتح الزيارة صفحة جديدة في العلاقات بين القاهرة والدوحة، قائلاً: "إن مصر هي أكبر دولة عربية وقطر لها دور كبير في المنطقة وتسعى لحل كثير من المشاكل، حيث كان لها دور فاعل في ليبيا وحاليًا في محاولات حلّ الأزمة السورية، ولذلك من الضروري أن يتم لقاء بين زعيمي البلدين".

كما أعرب عن ثقته بأن الزيارة "ستحمل كل الخير للأمة العربية"، متمنيًا أن يتم تفعيل التعاون الثنائي بين القاهرة والدوحة سريعًا، خاصة في المجال الاقتصادي، من حيث توجيه الاستثمارات القطرية لمصر وخلق فرص عمل للشباب .

من جهته، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي: إن زيارة حضرة صاحب السمو تهدف بشكل رئيسي إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين القاهرة والدوحة بعد التغييرات الكبرى التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير .
وأوضح أن الزيارة تأتي في إطار تطورات داخلية وإقليمية في غاية الحساسية تتطلب معالجة حكيمة من زعيمي البلدين الشقيقين مصر وقطر .

وحول العلاقات الثنائية بين البلدين، أكد أنها ستشهد بعد هذه الزيارة المزيد من التفعيل خاصة في ظل الحديث عن مشاريع استثمارية قطرية في مصر، والاستعانة بالشركات والعمالة المصرية في الاستعدادات القطرية لاستضافة كأس العالم عام 2022.

من جهته .. أكد السفير جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب على أهمية زيارة سمو الأمير لمصر في الوقت الحالي، خاصة أنها تساهم في دفع العلاقات بين الجانبين في جميع المجالات لاسيما في المجال الاقتصادي، حيث إن لقطر فوائض مالية ضخمة ومصر لديها أكبر سوق استهلاكي في المنطقة، ما يعود هذا التعاون بالنفع على كلا البلدين.

وتوقع السفير بيومي أن تتقدّم الاستثمارات القطرية لتتربع على قائمة الدول المستثمرة في مصر، مشيرًا إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين مستمر، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية من أهمها اتفاقية التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي، واتفاقية إنشاء مجلس رجال الأعمال المصري القطري، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات، ومذكرة تفاهم في مجال المواصفات والمقاييس، واتفاقية تجنّب الازدواج الضريبي، واتفاقية التعاون العلمي في مجالات التعليم والبحث العلمي.

وأشار إلى أن دولة قطر تعهّدت بضخ استثمارات ضخمة في مصر خلال المرحلة المقبلة وهو ما تقوم به حاليًا حيث تفي بوعودها بعد إيداع مبلغ 2 مليار دولار في البنك المركزي، متوقعًا أن تشهد مصر طفرة كبيرة في تدفق الاستثمارات القطرية في الفترة القليلة المقبلة خاصة بعد الانتهاء من الهياكل الإدارية وتسليم البلاد لسلطة منتخبة واقتراب الانتهاء من الدستور وتشكيل البرلمان الجديد.
من جانبه، رحّب الدكتور محرم هلال رئيس مجلس الأعمال المصري القطري بزيارة سمو الأمير، مؤكدًا أنها الخطوة الأولى في طريق بناء العلاقات المشتركة بين البلدين.

وأشار إلى أن هذه الزيارة تساهم في دعم التعاون الاقتصادي وتقديم المساعدات المالية لمصر والوفاء بتعهداتها السابقة لدعم مصر خاصة أنها مولت الموازنة المصرية بـ500 مليون دولار لشراء سندات خزانة في العام الماضي كدفعة أولى من إجمالي قيمة السندات البالغة 2 مليار دولار.

وأكد أن العلاقات المصرية القطرية قوية ومتينة منذ القدم، وهذه الزيارة تعمل على إعادة العلاقات إلى طبيعتها الحقيقية مرة أخرى وتدفع إلى جذب الفوائض المالية لقطر وتدفقها لمصر، موضحًا أن هذه الزيارة تهدف إلى تنفيذ الاتفاقيات السابقة للجنة المصرية القطرية المشتركة والعمل على إقامة المشروعات في البلدين.

أما الدكتور فؤاد شاكر أمين عام اتحاد المصارف العربية السابق فقد قال: إن زيارة سمو الأمير لمصر تؤكد أن قطر تسعى إلى الاستثمار في مجالات مهمة خاصة أنه تم خلال الفترة الماضية توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية بين البلدين .
وتوقع شاكر زيادة الدعم الذي تقدّمه قطر للاقتصاد المصري، لافتًا إلى أن انتعاش العلاقات بين البلدين ينعكس بالإيجاب على العلاقات العربية ككل ويساهم في دفع العمل العربي المشترك .
المصدر: الراية القطرية