نظرة على سوق الخيارات الثنائية

التحليل الأسبوعي للأسواق المالية

31 مارس آذار 2013

سنلقي نظرة هنا على أهم الأحداث التي تخللت الأسبوع الماضي وكان لها تأثير على اتجاهات أسواق الخيارات الثنائية:
واصلت قبرص استحواذها على اهتمام أسواق الخيارات الثنائية خلال تعاملات الأسبوع الماضي في ظل حالة عدم اليقين المتصاعدة بشان مدى الاستقطاعات التي ستطبقها نيقوسيا على الودائع المصرفية والتي كانت تقديراتها المبدئية تتراوح حول 30% قبل ان تتزايد وفق التقارير الأخيرة. وكالة رويترز ذكرت في آخر تقاريرها ان مصرف قبرص المركزي سيطبق خطة إنقاذ تتضمن خسائر اكبر من المتوقع لكبار المودعين في بنك قبرص حيث سيحصلون على أسهم في البنك بما لا تتجاوز قيمته 37.5 % من ودائعهم التي تزيد على 100 ألف يورو.
وقال البنك في بيان إن حوالي 22.5 % من الودائع التي تزيد على 100 ألف يورو لن يستحق فائدة. وان نسبة الـ40% الباقية ستدر فائدة لكنها لن تصرف إلا إذا تحسن وضع البنك
.
خيارات الأسهم الأسيوية أنهت تعاملات الأسبوع على نتائج متباينة متأثرة بحالة القلق العامة التي تنتاب أسواق الخيارات الثنائية جراء الوضع المالي والسياسي غير المطمئن في منطقة اليورو جنبا إلى جنب مع القرارات التنظيمية الجديدة التي صدرت في بكين.
عدد كبير من متداول الخيارات الأسيوية فضلوا جني أرباح المكاسب الأخيرة والركون إلى الخطوط الجانبية قبيل عطلة نهاية الأسبوع الطويلة نسبيا حيث تغلق معظم الأسواق العالمية يوم الجمعة في عطلة عيد الفصح.
الأسهم اليابانية ظلت الأفضل أداءا ووفق الأرقام الأخيرة فان مؤشر نيكاي انهي على ارتفاع بأكثر من 19 % على مدار الشهور الثلاثة الأخيرة فقط مدعوما بتزايد حدة النهج التوسعي لدي كل من الحكومة والبنك المركزي الياباني وهو الأمر الذي من المفترض أن تظهر نتائجه بشكل واضح بعد أن آتى على رأس صانعي السياسة النقدية أشخاص متوافقين تماما مع دعوات رئيس الوزراء الحالي شينزو آبى إلى إتباع سياسات بالغة المرونة. الأسهم الصينية واصلت تراجعاتها لليوم الثاني على التوالي والتي كانت قد حفزتها في تداولات الأمس إعلان الحكومة الصينية عن سلسلة من الإجراءات التنظيمية الجديدة تهدف إلى الحد مما تسميه منتجات إدارة الثروات المشبوهة والتي بموجبها سيتعين أن تقوم البنوك بربط هذه المنتجات مع أصول مالية محددة.

خيارات الأسهم الأوربية افتتحت تعاملات الأسبوع على نغمة هبوطية واضحة متأثرة بحالة عدم اليقين المتصاعدة بشان الوضع في قبرص وتداعياتها المحتملة على الوضع في منطقة اليورو وأوربا بشكل عام
السلطات القبرصية أقرت في اللحظات الأخيرة اتفاقا مع صندوق النقد الدولي ومقرضيها الأوربيين يجنبها انهيار مالي محتمل عبر الحصول على مساعدات بقيمة عشرة مليارات يورو ولكن في مقابل التضحية بأكبر بنكين في الجزيرة المتوسطية.
المفاوضات الماراثونية التي جرت في بروكسل بين الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس وممثلي الترويكا انتهت بالتوصل إلى اتفاق يقضي بإغلاق بنك لايكي, ثاني اكبر البنوك القبرصية ,على أن يتم تجميد الودائع التي تزيد عن 100 ألف يورو والتي تعد بموجب القوانين الأوربية خارج نطاق الضمان القانوني. الاتفاق تجنب تجميد بنك قبرص والذي يعد المصرف الأكبر في البلاد ويمتلك نحو ثلث الودائع المصرفية في مقابل فرض ضرائب باهظة قد تصل إلى 40% على أصحاب الودائع التي تزيد قيمتها 100 ألف يورو. تم التخلي عن فكرة فرض ضريبة على كافة الودائع والتي كانت بحدود 10% وفق خطة الإنقاذ الأولى والتي رفضت من قبل البرلمان القبرصي.
القلق بات يساور السلطات القبرصية من احتمال مواجهة البنوك لعمليات سحب هائلة بعد الخسائر التي منيت بها شريحة من أصحاب الودائع بعد أن فرضت ضرائب باهظة على الودائع بأكثر من 100 ألف يورو. وزير المالية ميخاليس ساريس ذكر بان الضريبة على الشريحة المذكورة في بنكي قبرص و لايكي, اكبر البنوك القبرصية, قد تتجاوز 40%. في جانب آخر خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني درجة "بنك قبرص" و"بنك لايكي" الى فئة "التخلف عن السداد" ووضعت "بنك هيلينيك" ثالث اكبر بنوك الجزيرة على لائحة المراقبة السلبية.
الأسواق الأوربية تعافت جزئيا في تداولات نهاية الأسبوع بعد ان أعادت البنوك فتح أبوابها دون تسجيل مشكلات كبيرة على الرغم من القيود الصارمة التي فرضتها نيقوسيا على سحب الودائع. السلطات القبرصية, ولتفادي تهريب رؤوس الأموال إلى الخارج, كانت قد أصدرت مرسوما يحدد سقف سحب الأموال نقدا إلى 3000 يورو يوميا، ويمنع الأفراد من حمل أكثر من 1000 يورو خلال أسفارهم الخارجية أما التحويلات الدولية فقد تم تحديد سقفها بخمسة آلاف يورو، كما لن يسمح بصرف الشيكات نقدا لمدة أربعة أيام بحسب هذا المرسوم. الجدير بالذكر أن المصارف القبرصية ظلت مغلقة لنحو أسبوعين بعد الإعلان خطة الإنقاذ بين قبرص ومجموعة الترويكا.
معنويات متداولي الخيارات الثنائية تلقت دعما إضافيا من تصريحات وزير المالية الهولندي يورين ديسلبلويم والتي نفي خلالها تصريحات سابقة كان قد أدلي بها فور الإعلان عن خطة الإنقاذ الأوربية, قائلا هذه المرة بان خطة إنقاذ قبرص تبقي حالة فريدة من نوعها وليس بالضرورة نموذجا لما يجب أن يكون عليها عمليات إعادة هيكلة النظام المصرفي في باقي بلدان اليورو.
في جانب البيانات الاقتصادية, سجلت مبيعات التجزئة الألمانية نموا طفيفا خلال فبراير شباط الماضي حيث زادت بنسبة 0.4% بأفضل من التوقعات التي رجحت انكماشا بـ0.6% وان جاءت ضعيفة بالمقارنة مع النمو القوى الذي سجلته خلال يناير كانون ثاني بنسبة 3%. تقرير منفصل اظهر ارتفاع العاطلين في ألمانيا بـ 13 ألف خلال فبراير شباط الماضي مقابل التوقعات بتراجع بـ 2000 فيما بقيت معدلات البطالة دون تغير عند مستواها 6.9%.
مؤشر الفايننشال تايمز البريطاني انهي على مكاسب بنحو أربعة أعشار في المائة مستفيدا من استقرار قراءة مؤشر GFK لثقة المستهلكين للشهر الثالث على التوالي حيث استقرت عند -26 في مارس آذار الحالي. أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفعت للمرة الأولي في نحو 13 شهر خلال مارس آذار الحالي مدعومة بتزايد الطلب الشرائي لتدفع مؤشر نيشان وايد لأسعار المنازل إلى تسجيل ارتفاع بـ 0.8% على أساس سنوي بعد أن حافظ على قراءته سلبية على مدار الـ 12 شهر الماضية.
في سياق منفصل, ذكر بنك اسبانيا المركزي في تقرير له بالأمس انه يتوقع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.5% خلال العام الحالي بعد النمو السلبي الذي حققه في 2012 بنسبة 1.4% على أن يعاود الاقتصاد الرابع أوربيا استعادة مسار النمو خلال العام القادم. معدلات البطالة من المتوقع أن ترتفع إلى 27.1% قبل أن تتراجع في 2014 إلى 26.8%.

خيارات الأسهم الأمريكية واصلت مكاسبها الهادئة مستفيدة من ايجابية البيانات الاقتصادية وتراجع حدة القلق بشأن الوضع المالي في قبرص وهو ما انعكس في المكاسب الجيدة التي حققتها الأسواق الأوربية في الأيام الاخيرة.
وزارة التجارة ذكرت في تقرير لها أن أوامر السلع المعمرة صعدت بشكل قوي خلال فبراير شباط الماضي بنسبة 5.7% بأفضل من الانكماش المحقق خلال الشهر السابق بـ 3.8% ومقارنة بالتوقعات التي رجحت نموا بـ 3.5%. تقرير منفصل اظهر ارتفاع مؤشر ستاندرد اند بورز لأسعار المنازل بنسبة 8.1% على أساس سنوي خلال يناير كانون ثاني الماضي وهو ما مثل أفضل قراءة له منذ يونيو حزيران 2006. على الجانب الأخر هبطت مبيعات المنازل الجديدة بنسبة 4.6% لتسجل 411 ألف خلال فبراير شباط الماضي بأسوأ من قراءتها السابقة والتي كانت بحدود 431 ألف ومقارنة بالتوقعات التي رجحت هبوطها إلى 425 ألف. الانخفاض الحاد في مبيعات المنازل الجديدة يأتي بعد أن كانت قد سجلت أفضل مستوياتها منذ سبتمبر أيلول 2008 وفق قراءتها في يناير كانون ثاني الماضي. في ذات السياق هبط مؤشر CB لثقة المستهلك إلى 59.7 خلال مارس آذار الحالي هبوطا من قراءته السابقة 68.0 ودون التوقعات التي رجحته عند 67.5. مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة هبطت بنسبة 0.4% خلال فبراير شباط الماضي ليسجل مؤشرها 104.8 وذلك بعد أن كانت قد وصلت إلى أفضل مستوياتها في ثلاثة أعوام عند 105.2 وفق القراءة السابقة.
التقارير الاقتصادية التي صدرت نهاية الأسبوع جاءت متباينة على نحو ما مع تحسن بيانات النمو وسلبية بيانات البطالة. وزارة التجارة الأمريكية ذكرت في تقرير لها بالأمس بان الاقتصاد الأكبر عالميا سجل نموا بنسبة 0.4% خلال الربع الأخير من 2012 مقارنة بالقراءة الأولية التي كانت قد أظهرت نموا بـ 0.1%. تقرير منفصل من وزارة العمل اظهر ارتفاع إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة بـ 357 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في 23 مارس آذار الماضي مقارنة بالتوقعات التي رجحتها عند 340 ألف وبأسوأ من مستواها السابق الذي كان عند 336 ألف.



أسعار النفط واصلت مكاسبها لليوم الخامس على التوالي لتقفز إلى أفضل مستوياتها في نحو ستة أسابيع أعلى المستوى 97$ للبرميل مستفيدة من ايجابية البيانات الاقتصادية التي صدرت في الولايات المتحدة فضلا عن التوقعات بزيادة الطلب على وقود التدفئة نتيجة الظروف المناخية الباردة التي تجتاح البلاد خصوصا في الساحل الشرقي.
أسعار النفط كانت قد تمكنت من استيعاب ضغوط البيع التي حفزها تقرير وكالة الطاقة الأمريكية الذي صدر الأربعاء واظهر ارتفاعا في مخزونات النفط بـ3.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 22 مارس آذار الماضي وهو ما جاء بأكثر من ضعف التقديرات السابقة.
الصورة الفنية تظهر اتجاه السعر نحو اختبار منطقة المقاومة المحورية والتي تقع على حدود المستوى 98$ للبرميل حيث تبدأ بحاجز تصحيح 61.8% فايبو ناتشي لترند الهبوط الرئيسي بين قاع العام الماضي وقمته 110.53 – 77.26 يليها مباشرة قمة 2013 التي سجلها النفط عند 98.21$ خلال نهاية يناير كانون ثاني الماضي. الكسر أعلى هذه المقاومات يفتح الطريق مباشرة باتجاه المستوى النفسي 100$.
[عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] تراجعت إلى ادني مستوياتها في أكثر من أسبوعين دون المستوى 1590$ للأوقية متأثرة بالتعافي الملحوظ في أداء العملة الأمريكية على خلفية نفور المخاطرة الذي اجتاح أسواق الخيارات الثنائية بسبب القلق من تطورات الأوضاع المالية في قبرص ومنطقة اليورو.
خيارات الذهب الثنائية كانت قد أتت تحت وقع ضغوط بيعيه مبكرة متأثرة بالتحسن العام في شهية المخاطرة في اغلب أسواق الخيارات الثنائية وهو ما كان أثره واضحا في المكاسب القوية التي حققتها أسواق الأسهم بالأمس. برغم ذلك فان تباين المؤشرات الأمريكية خصوصا مع ارتفاع إعانات البطالة الأسبوعية ساهم في تقليص خسائر المعدن الأصفر على أساس أن مثل هذه البيانات لم تغير كثيرا من توقعات السوق بشأن مستقبل السياسة النقدية التي سيتبعها الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة القادمة. عقود الذهب الآجلة أنهت تعاملات الأسبوع على تراجع بـ 0.6% وبارتفاع شهري بـ1.1% إلا أن المحصلة الإجمالية لأداء المعدن النفيس خلال الربع الأول من العام الحالي سجلت تراجع حاد بـ 4.8%.
برغم ذلك فان بعض المحللين ذكروا أن التطورات الأخيرة في أوربا قد تفيد الذهب على المدى الطويل خصوصا إذا ما استقر في أذهان أصحاب الودائع المصرفية والمستثمرين بصفة عامة فكرة احتمالات تكرار السيناريو القبرصي في بلدان أخري فعندها سيفضل الجميع اقتناء الذهب كمخزن للقيمة بدلا عن الاحتفاظ بأموالهم في ودائع مصرفية قد تتآكل نتيجة أزمة مالية غير متوقعة.
الصورة الفنية تظهر بعض الإشارات الهبوطية الواضحة مع خسارة السعر لدعم المستوى النفسي 1600$ للأوقية. سعر الذهب عاود اختبار الحد السفلى لنطاق التداول الذي احكمه على حركته خلال الأسبوع الحالي عند 1590$ للأوقية ما أعطي إشارة ايجابية نوعا ما بعد ارتداد السعر من تلك المنطقة وان كان معاودة الاستقرار أعلى الحاجز النفسي تظل شرطا ضروريا للرهان على نهاية الهبوط الحالي واستئناف موجة الصعود التي بدأها السعر من قيعانه الشهرية قرب 1560$.