" الوطن " قـــصـــه قـــصـــــيرة بـــقلـــــمى - العضوة a_1_f هي صاحبة المشاركة
لمدة ساعتين ظل يحدق الى الساعه الكبيرة فى قاعة الانتظار بصاله السفر و هو يفكر هل هذه الساعه بها عطل ما و تتحرك العقارب ببطء أكثر مما ينبغى...
ان هذه الثوان التى تحسبها الساعه تمر كالساعات...
يتعذب من الانتظار و هو يشعر كأن عقارب الساعه تتحرك الى الوراء...
فكلما اقترب الميعاد المرتقب اكثر كلما توتر اكثر و انتفض قلبه و تسارعت دقاته و تلاحقت انفاسه,
ينظر الى الساعه الكبيرة بمنتهى الترقب و ينظر الى ساعة يده فيجد انها تعلن نفس التوقيت....
يحتضن حقيبته و يرجع بظهره الى الوراء و يجتر الذكريات و عينيه معلقه بالساعه.
خمسه عشرة عاما فى هذه الأرض و اليوم سأغادر بلا عودة,
قصة قصيرة عن حب الوطن
خمسه عشرة عاما تجرع فيها كل ألوان العذاب من الوحدة و الغربة و المرض و ضيق الحال,
اليوم فقط سيتحرر من تلك القيود البغيضه و يجمع أشلاء قلبه التى تناثرت على أرض الشقاء و الغربة و يعود..
يعود بظهر محنى و قلب منفطر على ابنه الذى مات فى غيابه بعد أسبوع من مجيئه...فلم يوافق الكفيل على اعطائه فرصه لأن يودعه الوداع الأخير فهو لقد عاد للتو من أجازته السنويه و لن يمكنه العودة مجددا و من مات قد مات و لن يرجعه الى الحياة...
سمع صوت الموظفه فى مكتب الاستعلامات تردد رقم الرحلة المتجهة الى القاهرة فوثب من مكانه و حمل حقيبه و سار فى خطواته أقرب الى العدو الى الطائرة, و ما ان اتخذه مقعده ارجع رأسه للوراء و هو يحلم باللحظه التى يعانق فيها من جديد أرض الوطن
منقول
قصة قصيرة عن حب الوطن