فتح جونيور عينيه بتثاقل بسبب ضوء الشمس المتخلل بين ستائر الغرفة
" اااااه ه ه .. استيقظوا يا شباب إنها الساعة الواحدة ظهرا "
و قفزا من الفراش على الأرض و اخذ يبحث عن بلوزته التي ألقاها على الأرض .. لبسها و دخل الى الحمام ليغتسل و يلبس و عندما خرج من الحمام وجد ان جاك و الكيس لايزالوا نائمين فصرخ بمرح يوقظهم
" هي استيقظوا استيقظوا حريق حريق في المنزل ... انقذوا انفسكم "
" اصمت يا جونيور و دعنا ننام لقد تعبنا في الأمس "
رد جاك بعصبية و بصوت ناعس
" آه نعم تعبنا بسبب الاحتفال الذي أقيم من أجلك فأرجوك دعنا ننام ما زال صوت الموسيقى العالي في إذني " قال اليكس و اخذ الوسادة و غطى بها وجهه حتى يحجب أشعة الشمس عن عينيه
" حسنا أنا ذاهب الى المنزل و سألقاكم فيما بعد .."
حمل جونيور أغراضه و فتح كبت جاك و اخذ منه قبعة و اخذ مفتاح سيارة جاك
" سآخذ سيارتك .. الى اللقاء و شكرا على القبعة يا جاك "
و أغلق الباب خلفه نزل الدرج بخفة و سرعة و ركب السيارة و انطلق الى المنزل.. و بالطريق أخذ يفكر كيف سيواجه والده و زوجته الجديدة و ابنتها ... بعد دقائق قليلة فترجل من السيارة و حمل حقائبه و اتجه الى الباب لم يجد سيارة والده في الكاراج مما أراحه قليلا , دخل المنزل و وضع حقائبه في المدخل و صعد الدرج الى غرفته و بينما هو يصعد الدرج ظهرت فيرونيكا ابنة زوجة أبيه في وجهه فوقف ينظر إليها متحديا من رأسها إلى أخمص قدميها بجرأة ثم اتجه الى غرفته و أغلق الباب بقوة فاهتز البيت بأكمله
وقفت فيرونيكا مدهشة مما رأته و سرت قشعريرة في جسدها بسبب القرب و نظرته الوقحة " يا الهي " تنهدت و أكملت خطاها إلى المطبخ ..فتحت البراد لتكب لها كوب ماء بارد يبرد على قلبها الذي أشتعل بسبب نظراته الحارقة هي مازالت ترتجف من تلك النظرة و تفكر في نفسها
( ما بال هذا الشاب يا له من وقح لن اسكت ..ماذا يظنني ذلك المغرور )
دخل جونيور المطبخ قاطعا عليها حبل افكارها مما جعلها تتجمد في مكانها , حاول فتح البراد لكنها كانت تستند عليه و بيدها ابريق الماء فصاح بوجهها و في عينيه حقد لا مفر منه
" ما بك ابتعدي الا ترينني احاول فتح البراد؟! ام تظنين بانك هنا صاحبة المنزل؟! ليكن في علمك انا ولدت في هذا المنزل و ساموت فيه اتفهمين ؟! أخبري والدتك بهذا الكلام ... و الان ابتعدي و الا ابعدتك بيدي "
طفح الكيل منه و لم تستطيع أن تكبح جام غضبها فصبته عليه و هي تصرخ و احتقن الدم في وجهها " هل انت هكذا دائما لا تعرف كيف تطلب بادب انا لم اقل باني صاحبة هذا المنزل..و لما تتخذ معي موقف المعادي انا لم افعل لك شيئا و لم ارك الا بالامس ولم اتكلم معك حتى .. " تنفست بعمق حتى يعود لها الهدوء .. استغرب صوتها العالي الذي خرج من فتاة ناعمة ..فتكلم بهدوء و تحدي
" انا عادة اتكلم بكل احترام لكن ليس مع امثالك انت و امك و الان لا اريد النقاش معك فابتعدي "
ازاحها بيده و فتح البراد و اخذ منه كولا و صفع الباب و خرج و هو يشتم
وقفت مصدومة فما فعله لتو قد تعدى الحدود و يجب أن توقفه و تلزمه حدوده .. رنين الهاتف اوقضها من صدمتها .. ظل يرن و كان الصوت منبعث من غرفة الجلوس ركضت تلتقط الهاتف و وجدت جونيور يشاهد التلفاز بغرفة الجلوس
" الو "
ردت على الهاتف و هي تنظر اليه بطرف عينيها .. كان يحاول الانصات
" هاي فيرو كيف الحال لقد اشتقت لك "
" اهلا اهلا جولي انا بخير و انت ؟ كيف هي آلي ؟"
ردت فيرو ببهجة مما جعل جونيور يرفع رأسة و يلقي عليها نظرة استهزاء
" انا بخير و آلي بخير ايضا سنأتي قريبا كي نحضر معك حفلة المدرسة "
"آه حقا سأنتظركما على أحر من الجمر آه كم اشتقت اليكما "
اغرورقت عياناها بالدموع فقام جونيور برفع صوت التلفاز و هو يبتسم بسخرية
رفعت السماعة عن اذنها و قالت له بانزعاج " ألا تراني اتحدث بالهاتف ؟! اخفض الصوت انها مكالمة من لندن.."
رفع كتفيه بلا اكتراث " و ما خصني انا ,اريد ان اسمع ما يقال بالتلفاز و انت تثرثرين لا استطيع ان اسمع شيئا "
صرت على اسنانها بغضب " جولي اتصلي غدا فانا مع مخلوق مزعج حاليا و لا استطيع ان اكلمك براحة بال " " من هو هذا المخلوق المزعج ؟! "
" انه ابن ليو لقد اتى لتوه من دنفر و انه يشكل خطرا علينا و إزعاج محتم " همست جولي بابجهة الاخرى من الهاتف و كأن الشخص القريب من فيرونيكا يسمع
" وهل هو جذاب كوالده؟!" قهقهت جولي رفعت فيرو رأسها لتنظر إلى جونيور أنه أكثر جاذبية من والده لكنها أزاحت هذه الفكرة فورا من رأسها و قالت بأنزعاج
" لا و الان الى اللقاء جولي "
" يا لك من محتالة تردين انهاء المكالمة كي لا تحدثيني عنه لا بأس سنتكلم عنه لاحقا الى اللقاء" و اغلقت السماعة .. تنهد جونيور دون أن يلتفتت ناحيتها و قال بوقاحة
" لم اتوقع ان تنهي المكالمة "
تجاهلته وصعدت غرفتها غير مكترثة بما قال , و هنا دخلت مليسي و صوتت
" عزيزتي انا هنا تعالي و ساعديني بحمل الاكياس من السيارة " رد جونيور بإنزعاج و قال بعصبية
"عزيزتك في غرفتها لا داعي لان تصرخي فهي لن تسمعك .. اف لا يمكن ان يحظى الرجل ببعض الراحة في منزله "
اقتربت من الكنبة حيث يجلس ممد رجليه على الطاولة و بيده علبة كولا عبست بوجهها للمنظر الذي رأته لكنها سرعان ما رسمت ابتسامة مصطنعة و قالت بمرح " اهلا بعودتك جونيور ..اذا سنتعشى جميعا الليلة ؟" لم يرفع رأسه لينظر إليها بل اكتفى بالرد عليها و عينيه مسمرتين على جهاز التلفاز و قال بغير اكتراث و صوت خالي من الملامح
" لا تلعبي دور الزوجة الحنون اعرف بانك لا تأملين وجودي لكنني سأبقى سواء شئت ام ابيت فلا داعي لان اذكرك منزل من هذا "
عصرت قبضة يدها بعصبية و أرادت أن تصفعه لكنها تذكرت بأن بذلك ستهدم العلاقة بينها و بين ليوناردو .. قالت له و هي تبتعد
" لا انا آمل بوجودك في المنزل لانه يسعد اباك و ما يسعده يسعدني و لا داعي لتذكرني لاني اعرف منزل من هذا " اجابت بتحد
نزلت فيرو الدرج قفزا و رأت بأن والدتها قابلت ذلك المتعجرف لكنها غيرت الموضوع حتى تبهج والدتها فيبدو عليها الانزعاج بسببه " مرحبا امي لقد اتصلت جولي و قالت انها ستأتي و آلي لتحضر حفلة المدرسة " ضمت والدتها التي أجابت بدورها و بالفعل لقد أبهجها الخبر
" خبر سعيد كنت احتاج اليه "
و نظرت الى جونيور و دخلت المطبخ ترتب اغراضها و تحضر طعام العشاء مع ابنتها ...
على الطاولة اجتمع الجميع ما عدا جونيور الذي تأخر متعمدا عن العشاء لمدة ربع ساعة فبقي الطعام باردا على المائدة ..فبدا ليو متململا و أخذ ينقر بأطراف أصابعة المائدة ثم سأل بعد أن نفذ صبره
" اين هو ؟! امتأكد انه قال سيحضر؟!"
" نعم يا عزيزي متأكدة " نظرت الى ابنتها بعصبية و همست " أنه متعمد .. اتمنى لو اقتله" غمز لها فيرو بحركة من عينيها حتى تتحلى بالصبر و بعد دقائق دخل جونيور و كأنه سيد الكون ابتسم بسعادة عندما راى بأن الجميع ينتظره على العشاء الذي لم يلمس بعد " اه هل تأخرت ؟! "
همست مليسا لابنتها " ساحطم رأسه المتعجرف"
" هيا لنأكل " قال الاب بعصبية
وضعت الطعام و كان ستيك و خضار مسلوقة و عصير التوت ( طعام جونيور المفضل ) نظر إلى الطبق الشهي أمامه لكنه تذكر بأنه تناول العشاء مع صديقته أنيتا فأراد أن يلعب عليهم لعبة
" لا استطيع ان اكل اللحم و الخضار " قال جونيور واضعا يديه على بطنه مظهرا ازدراءه
" لم لا انها اكلتك المفضلة ؟!" قال الاب مستغربا لكن جونيور لعب بملامح وجهه و كأنه يريد أن يتقيأ أمامهم و تكلم بهدوء و إنزعاج مصطنع و لو كانت جائزة الاوسكار تقدم للناس عامة لقدمناها لجونيور الان
" لانني رأيت في حقل جدي بقرة ياكلها الدود و الدماء يغطيها و مصرانها ملقية على الارض بجانبها و الذباب يتطاير فوق عينيها و اتى المنظر امامي " و بلع ريقه بازدراء و كأنه سيتقيأ
وضعت فيرو شوكتها و ابعدت الصحن و قامت الى الحمام , و ابعدت مليسي طبق اللحم و اكتفت باكل الخضار لكن ليو لم يكترث و قال
" لابد انها كانت مريضة لكن طعمها لذيذ هيا كل " و بدأ يقضم الطعام بنهم
قامت مليسي و الغضب يكتسحها لتطمأن على فيرو .. طرقت باب الحمام و سألتها بقلق " هل كل شيئ على ما يرام ؟!" أجابتها فيرو بعد أن فتحت الباب و أستندت عليه بدت عينيها مدمعتين و فمها احمر مبلل جففته بمنديل
" نعم نعم لكن ذلك اللعين سأقتله لقد جعلني اتخيل المنظر لن استطيع ان آكل "
وقف جونيور مستند على باب حمام الضيوف يسمعهم و ابتسامة انتصار ساخرة على شفتيه و قال ساخرا
" و هل ستقتليني و انا نائم ؟! " نظرت اليه و هي تتنهد بعصبية غسلت فمها و ابتعدت بسرعة فضرب رائحة شعرها الرائعة أنفه
" لم فعلت ذلك ؟! " قالت الام بعصبية قال مصطنع البراءة..
" انا لم افعل شيئا كنت افسر لابي لم لا استطيع ان اكل اللحم الذي اعتقده بانه طعامي المفضل الذي لم يعد ذلك بعد ان رأيت البقرة و الدماء ..." صمت أذنيها بيدها و سارت مبتعدة عنه فهي ليست مستعدة لن تتقيأ بدورها .. ضحك بجنون حتى وقع على الارض...
و في المساء استيقظت مليسي على صوت ارتطام و اصوات ناس يضحكون فتحت المصباح و نظرت الى الساعة التي تشير الى الثالثة صباحا وشتمت و هي ترى ليو يغط في نوم عميق دون ان يشعر أو يسمع الضوضاء استقامت و فتحت الستارة لتجد جونيور و اصدقائة يلعبون كرة السلة و يضحكون وكأن الساعة الثالثة عصرا ..
" ااااه "
لم تستطيع ان تكلمهم فتبدو كالغبية أمام شلة صبيان عديمي الاحساس رجعت إلى فراشها و غطت رأسها بالغطاء و حاولت ان تنام ثانية لكن دون جدوى حتى اشرقت شمس الصباح لترحب بيوم جديد..
" مليسي حبيبتي انا ذاهب الى العمل و من ثم ساتجه للمطار عندي اجتماع لمدة اسبوع في شيكاغو ارجوا ان تهتمي بالبيت.. "
اقترب منها فتعلقت برقبته " تجاهلي جونيور .. لا تكترثي لتصرفاته أنا أعرف بأنه يحاول بشتى الطرق ان يغيظك لكنك كوني صبورة " أومأت برأسها طاعة لأوامر الزوج الذي تحبه طبع قبلة صغيرة على شفتيها و أخرى على وجنتها ثم ودعها خارجا...
" امي لم استطع ان انم بالامس بسبب جونيور و رفاقه "
قالت فيرو و هي تاخذ كوب ماء مع أقراص مهدئة للصداع و بدا عليها الارهاق فألقت بجسدها الرشيق على الكنبة و انضمت لها مليسي و هي تحتسي فنجان قهوة
" اصبت لنذهب الى السوق و من ثم نخرج لنتعشى و نحضر فليما ما رأيك؟! "
" فكرة رائعة يا امي"
حضنت والدتها و قبلتها الاخرى على جبينها
دخل جونيور و هو يغني بصوت منخفض و ثم دخل المطبح حيث تقف مليسي و فيرو اخذ يتأملهن بوقاحة و مبتسما بسخرية
روايات عبير الرومانسية زوجة لليلة واحدة فقط كاملة
" يا له من نهار جميل.. سأدعو بعض الاصدقاء هذا المساء ارجو ان لا اراكم الليلة "
و أخذ يرشف من الشراب الذي بيده ثم خرج و قد ترك مليسي تفقد أعصابه
" يا له من **** "
" لا عليك امي لنخرج و نستمتع هيا " جرت امها نحو الباب و دفعتها بمرح لتصعد إلى السيارة ...
ذهبتا الى السوق و ثم الى السينما فالمطعم الايطالي الذي يبعد عن منطقتهم حوالي 45 دقيقة و عندما رجعتا وجدتا حديقة المنزل مليئة بالاوساخ و علب العصير و الكولا و الكثير من الصبيان و الفتيات يجلسون على الشرفة و عشرات من السيارات تصطف خارج المنزل و في كاراج المنزل و صوت الغاني الشبابية المزعجة تنبعث من داخل المنزل إلى الخارج .. باختصار .كأن زلزال أصاب المنطقة توسعت حدقتا مليسا في استغراب و دهشة
"ماذا يحصل في المنزل؟! هل هذا منزلنا ؟! "
نزلت مسرعة من السيارة حتى تدخل المنزل و وجدت احتفالا كبير و المكان ملئ بالشباب و الشابات يرقصون في كل مكان و يغنون و الاضواء خافته و الاوساخ تملأ الارض , كاد ان يغمى عليها من هول ما ترى
" يا الهي "
وضعت يديها على رأسها غير مصدقة ما ترى رأت جونيور يقف على طاولة الطعام بيده شراب و يمسك بخصر فتاة و يراقصها و يدور حتى وقف و رآها مصدومة فابتسم بانتصار و صاح بصوت عال و كله عداء
" رحبوا بزوجة ابي الجديدة و ابنتها فيرو "
صفق الجميع و هم يضحكون .. فاقتربت مليسي و أطفأت المسجل المزعج ليعم الهدوء .. عندها صاح جونويور بأصدقائة
" و الان ينتهي الاحتفال يا شباب "
قفز من على الطاولة مارا بالقرب من مليسي و فيرو المتلهبتين غضبا و قال لهم ببرودة أعصاب " إلى اللقاء " خرج مع رفاقة تاركين المنزل بأقل من خمسة دقائق فارغا منهم و الفوضى تعمه
" ساجن سأجن سيقتلي ذلك الوغد من سينظف تلك الفوضى من ؟؟" صرخت بهستيريا و تلقى بعلب الكولا على الارض بدل من سلة المهملات .. أسرعت فيرو لتحتضنها و ربتت على كتفها
" اهدئي امي اهدئي سنتعاون انا و انت بتنظيفه "
تلفتت و هي ترى الفوضى العارمة في كل ركن و زاوية في المنزل و كأن اعصار اجتاح المكان و قلبه رأسا على عقب .. قامتا بالتنظيف الشاق حتى الساعة الثانية فجرا فتهالكت كل واحدة على فراشها بعد هذه الليلة المتعبة ..
و في الليلة التالية سمعت مليسي صوتا و ضجيجا في غرفة الجلوس التحتية ففتحت باب غرفتها و اطلت برأسها اسفل الدرج لترى جونيور و اربعة من رفاقة يلعبون ( البلاي ستيشن) و يتكلمون و يصرخون بصوت عال ..
فتكملكها الغضب و صرخت تنادي عليه
" جونيور هل لك ان تخفض صوتك قليلا الا يكفي ما فعلته بالامس؟! "
تجاهلها و اكمل لعبه و هم يأكلون الرقائق و الفشار و كأنه لم يسمعها
" اه لقد خسرنا " قال اليكس و هو يضرب صديقهم الرابع على رقبته لكن جونيور و جاك رفعا يديهما بفرح و صرخا بصوت عال و هم يهللون
" ربحنا ربحنا " وقف جونيور ينظر إلى أليكس الذي تقبل فكرة خسارته امام جونيور و جاك بروح رياضية " و الان ماذا ستقدمون لنا بمناسبة فوزنا عليكم انا و جاك ؟" ثم خرجا من المنزل بعد ان اقترح عليهم أليكس ان يذهبوا إلى البار ..
و في الطابق العلوي دخلت مليسي غرفة ابنتها و الغضب يتطاير من عينيها كانت فيرونيكا مستيقظة بدورها
" لا اتحمل وجوده لا استحمل ماذا افعل ؟"
" لن تستطيعي عمل شيئ استحمليه يا امي "
" لا استطيع سانتظره ريثما يرجع و سأضع له حدا لتصرفاته "
و خرجت من غرفتها و نزلت الى الصاله و لم تجده وجدت الفوضى فقط تبعتها فيرو لتوقفها
" امي انتظري هل جننتي انه يامل ان تصابي بالجنون و تفقدي اعصابك و صبرك انا اقول ان تشكينه لوالده افضل " و في تلك اللحظة دخل جونيور كان قد نسي مفتاح السيارة رفع رأسه و نظر اليهم رافعا حاجبيه ثم توقف عيناه على جسد فيرو بلباس النوم القصير و الخفيف
" ماذا تفعلان بهذا الوقت من الليل؟!" بادلته فيرو نظرات الازدراء
" ليس من شأنك ," " هيا امي لنذهب و ننام "
و مسكت يد امها تقودها الى الدرج , لكن مليسي وقفت فقد طفح الكيل و بلغ أشده
" نحن مستيقظات بسبب ازعاجك الا تنام في الليل؟ هل انت وطواط ؟ اليس لديك مدرسة غدا تذهب اليها ؟!" رفع يديه معترضا على صراخها و توسعت حدقتا عينيه
" هي اهدئي و لا تصرخي بوجهي ..من انت كي تقولي لي ماذا افعل؟؟!! انا حر بتصرفاتي لا احد يستطيع ان يفعل شيئا اذا انا اردت ..عليك ان تفهمي و تهتمي بشؤونك الخاصة و لا تتدخلي في شؤوني سافعل ما يحلو لي و انام متى ما اردت ان انام افهمت ؟! " اقتربت مليسي كي تصفعه لكنها استدركت الامر و تراجعت خطوة
" يا لك من وقح كيف تكلم امراة اكبر منك بهذا الشكل اتمنى ان يكون والدك هنا ليرى
كيف تتصرف مع من هم اكبر منك سنا " ألأقت جملتها الاخيرة و صعدت الدرج بعصبية .. رمقته فيرو بنظرة توبيخ ثم تبعت والدتها .. لا يعرف لم تألم من نظرتها تلك وقف وكأنه خاوي القلب .. لنظراتها و عينيها الارجوانية سحر غير طبيعي لا يعقل أن تكون من البشر ... و في الصباح قامت مليسي بايصال ابنتها بينما ذهب جونيور الى نفس المدرسة بسيارته الخاصة كان اليوم الاول للسنة الدراسية..ما إن دخل جونيو من الباب الرئيسي حتى تحوم حوله الفتيات اليه يتملقونه و يمتدحونه من كل جانب و كأن نجم مشهور وقفت فيرو تحدق بهم باستهزاء و تقول لصديقتها الجديدة كارلا التي تعرفت عليها بالصدفة في أحد الاسواق و لفت انتباه كارلا لكنت فيرو البريطانية و تجاذبتا وقتها أطراف الحديث و بالصدفة كانتا معا في نفس المدرسة انها فتاة لطيفة لها شعر اسود قصير و قوام رشيق لكنها ليست طويلة كما فيرونيكا و ليس لها جمالها.
" من يكون يا ترى ؟!! براد بت ؟!"
" حقا انك فتاة جديدة , انه ذا شعبية كبيرة في المدرسة انه جذاب حقا و هو كابتن فريق المدرسة لكرة القدم و صاحب نفوذ كبير و شخصية مرحة انه محبوب لدى الجميع و كذلك ابنا عمه أليكس ذاك الآخر له جمال من نوع خاص بينما جاك فهو له لون ذهبي غير طبيعي"
مر الصبيان بالقرب منهن و فرمق فيرو بوقاحة و ابتسم لكارلا و قال لها و هو عابرا
" صباح الخير كارلا ارى انك تعرفت إلى فيرونيكا؟! "
فتحت فيرو عينيها و قالت لكارلا " انه مغرور ماذا ترين فيه ؟؟!و من تلك التي تلتصق به ؟!لقد رأيته تلك الليلة في المنزل عندما أقام حفلة و جن جنون والدتي "
" انها انيتا عشيقته انها مجنونه به و مغرورة جدا و وقحة.. "
" اها اذا هو ينتقي فتيات من نفس فصيلته " ضحكتا لتعليقها الظريف أشارت لها و هم يدخلون الفصل إلى المكان الذي يجلس فيه جونيور و جاك و اليكس صدمت فيرو لوجدها بنفس فصل جونيور و تمنت انها لم تدخل لتراه وهو يعانق انيتا التي تجلس على حضنه..اشاحت وجهها بعيدا عنهما و جلست على الكرسي بالقرب من كارلا..
و عند نهاية اليوم الدراسي حملت فيرو كتبها و اتجهت مسرعة لتضعهم في خزانتها و لسرعتها اصطدمت بجسم قوي و سقطت فوقه على الارض و تبعثرت كتبها و عندما فتحت عينيها وجدت نفسها تحدق بعيون زرقاء كلون السماء عيون اعجبت بها من قبل و سمعته يتأوه ويشتم و ما أن أستوعب أنها فيرو حتى صرخ
" يا لك من خرقاء الا ترين امامك ؟؟!ابتعدي عني "
و ازاحها عنه و هب واقفا بينما استلقت هي على الارض تحاول أن تدرك ما حدث .. ثم نطقت تدافع عن نفسها
" كنت مستعجلة حقا فانا احمل كتب ثقيلة و لم ارك امامي لانك كنت مسرع ايضا ..فامي تنتظري في الخارج و لا اريد ان اتاخر و انت لم لم تر امامك يا اخرق" اجابت و هي تجمع كتبها عن الارض
" لانني كنت اودع انيتا و انا انظر الى الخلف و لم انظر اليك "
" اوه روميو يا مسكين لا تستطيع ان تبعد نظرك عنها "
" اه نعم فجمالها خلاب اسر عيني "
" عينيك ام قلبك لا آبه انها غلطتك هيا اعتذر "
فتح عينيه بدهشة و قال مستهزءا " يا لك من مسكينة انا لا اعتذر لاحد خاصة انت "
" لانك بلا اخلاق و مغرور و عديم احساس و..."
وضع يده على فمها فتجمدت هي بمكانها نظر إلى عينيها الجميلتين و قد أصبحت عينيه الزرقاء أكثثر حدة " اذهبي لامك و اوقفي هذه الاهانات هيا و الا خنقتك بيدي "
زاحت يديه عن فمها بعنف و صرت على أسنانها " اياك ان تمسكني يا قذر اني اكرهك و اكره لمستك التي تسلخ جلدي "
و خرجت مسرعة و الدموع تملأ عينيها
" ما بك يا عزيزتي لم انت مستاءة ؟!"
تساءلت مليسي بقلق و هي تمسك يد ابنتها التي دخلت السيارة بعصبية
" لا شيء امي هيا انطلقي "
اجابت و هي تبعد نظرها عن جونيور الذي يرمقها من بعيد بنظرات حقد و هو يفتح سيارته
عندما دخلتا المنزل و جدتا ليو ينتظرهم في غرفة الجلوس فاتحا ذراعيه لهما
" اهلا بعودتك يا حبيبي لقد اشتقنا لك كثيرا يا لها من مفاجأة سارة "
" و انا اشتقت لكم ايضا كيف هي الايام من دوني ؟!"
" جحيم و"
أرادت ان تكمل لكن دخل جونيور قاطع كلامهم " اذا عدت و اخيرا كيف حالك يا ابي ؟! "
" انا باحسن حال هل احسنت التصرف يا جونيور؟! " ابتسم لابنه الذي كان يحدق بمليسي و هو يقول
" بالطبع ما رأيك يا مليسي هل أسأت التصرف معكم ام كنت بعيدا عنكم لدرجة لا تشعرون بوجودي ؟! "
و اقترب منها و همس في اذنها " اجيبي بتفكير و لا تكدري والدي اذا كنت تهتمين له " بللت فمها و قالت و هي تنظر باتجاه جونيور بحقد
" نعم لقد احسن التصرف و كان يقضي معظم الوقت مع اصحابه ..هيا حبيبي لنتغدى و من بعدها تسترخي لابد انها كانت رحلة طويلة "
امسكت بذراع زوجها تقوده لغرفة الطعام
و هنا التفت جونيور ناحية فيرو يرمقها بنظرات خالية من التعبير لكنها القت عليه نظرة تحدي ثم تبعت والدتها غرفة الطعام فلحق بها جونيور و جلس على الطاولة يستمع لحديث ابيه عن عمله
" اذهبت مع جونيور الى المدرسة يا فيرو ؟" سأل ليو
" لا امي اخذتني الى هناك "
فالتفتت ليوم إلى ابنه مؤنبا
" لم لم تأخذها معك يا جونيور ؟"
" لم يطلب مني احد ؟ " اجاب رافعا كتفيه بلا اكتراث ... فقالت مليسي و هي تضع يدها فوق يد ليوم
" لا بأس يا حبيبي انا لم اجد صعوبة في الاستيقاظ صباحا لاخذها الى المدرسة و لا نريد ان نثقل على جونيور لابد انه لا يريد ان تكون معه " لكن ليوم قال غاضبا و آمرا
" لا لن تستيقظي صباحا و جونيور سيجد وجود فيرو معه صحبة ممتعة اسمعت يا جونيور ؟!ستأخذها معك " سكت جونيور قليلا فتحركت عضلات وجهه بعصبية و قال بصوت امتزج به التحدي و الغضب
" بالطبع ساجد متعة كبيرة " ..