رواية ... قريبا يا ملاكي
الملخص
لا يأتي الحب على أجنحة من حرير.. بل يجئ كدفق صاخب يجتاحالقلب و يأسره و فيشباك الأسر قلما يفكر المحبوب في الخلاص من قيود أقوى منالفولاذو عندما قامت ( لين) برحلتها الى ايرلندا..لتنفض أرهاقات العمل الطويلبينالربوع و البحيرات و الجبال لم تكن لتصدق ان رحلتها ستتحول إلى كابوسمرعب...و سجن حقيقي مؤلم.
فقد تصادف ان تعطلت سيارتها بقرب من مخيم للغجر..وأفلتت بمعجزة من الغجريالمتشرد القذر..لكنه طاردها في الغابة و سجنها داخلعربه قذرة ..و اجبرها علىالزواج على طريقة الغجر.. و باتت الفتاه الرقيقةالجميلة أسيرة السجن والمعاناة و الألم لكن الحب تسلل إلى قلبها المحزون...ولم تفلح فيمقاومته..!!د
قراءة روايات عبير كاملة بدون تحميل
غابة الغجر
كانت السيارة تسير علىمهل الطريق الساحلي تجلس خلف مقودها فتاة جميلة تتأملروعة المشهد الطبيعي هضابخضراء تمتزج أطرافها برمال الخليج الصغير الذهبية وتحجب قسما منها أشجار عاليةمورقة.
كانت لين سلدن تنوي قضاء العطلة في ايرلندا الجنوبية برفقة صديقة لهالكنصديقتها اعتذرت عن المجئ فقررت لين المضي في رحلتها وحدها. انتقلت منانجلتراإلى ايرلندا بحرا وبذلك تمكنت من شحن سيارتها على الباخرةنفسها.
أمضت الفتاه إلى الأن عشرة أيام رائعة تتنقل في ارجاء ايرلنداالخضراءالساحرة . جمال الطبيعة انساها وحدتها فلم تكن تتذكر ذلك الا عندرجوعها فيالمساء إلى الفندق لتخلد إلى النوم. وبعد ان امضت لين يومها في مدينةدونيغالاستعدت للعودة على الفندق الواقع في اطراف المدينة لتتوجه في الصباحالباكرجنوبا نحو دانليرى حيث ستستقل الباخرة بعد ايام عائدة علىانجلترا.
اوقفت السيارة إلى جانب الطريف و اخرجت من حقيبتها خريطة المنطقةعيناهاتحدقان في الخريطة في حين ان فكرها شارد في امور اخرى و خاصة في عرضالزواجالذي تلقته قبل اسبوعين من زميلها في العمل توماس انه شاب لطيف و مهذبلكنهلا يتمتع بأية جاذبيه لا بل هو كما وصفته احدى زميلاتها بليد و مثير للضجروعدته لين بالتفكير جديا في الامر لانها بدات تشعر بالملل من العيش وحيدة فلاباس بفكرة الاستقرار مع رجل طيب رقيق لبناء عائلة صالحة.
الى جانب ذلكهناك سبب اخر يجعل لين تأخذ في الاعتبار عرض الزواج و هو شعورهابالأسف نحوتوماس الذي فجع خيانة زوجته له و انفصالهما بالطلاق وجدت الفتاهمعاناة قواسممشتركه مع ما تعرضت له حياتها العائلية تمتعت ليت بطفولة سعيدةبين والدينمحبين و في منزل وافر الامان لكن والديها انفصلا عن بعضهما و هيلم تتجاوز بعدالسبعة عشر ربيعا بعد ما وجدا ان طريق كل منهما يختلف عن طريقالاخر و خلالثلاث اعوام تزوجت امها من رجل امريكي و هاجرت معه الى امريكاكما ان والدهاتزوج من سيدة اقنعته بالهجرة الى استراليا و هكذا اصبحتلين وحيدة و هي فيالعشرين و تعيش دون عائلة لذلك قررت ان تجد الرجل الذيينتشلها من عذابها ويقاسمها حياة هنيئة.
ايكون هذا الرجل توماس؟؟ سؤال لم تجد له بعد جواباشافيا تنهدت و هي تقودالسيارة و في طريق فرعي ضيق محاط بالاشجار العالية بعدان توغلت بضعة كيلومترات وصلت الى غابة كثيفة تقع في وسطها بحيرة جميلة يقومقربها مخيم للغجروجود جماعات الغجر في ايرلندا امر مألوف اكثر من وجودهم فيانجلترا غريب امهؤلاء القوم يتنقلون من مكان الى اخر لا يحبون الاستقرار كبقيةالبشر يبحثونعما لا يجدون فيستمرون في التجوال.
فجاة اذ تجاوزت السيارةاولى عربات الغجر اصدر المحرك صوتا قويا ثم توقفترجلت لين من السيارة و التفحولها عدد من الاطفال الفضوليين ثم تقدمت منهاغجريتان فيما هي منهمكة بالنظرعلى المحرك تحاول عبثا معرفة سبب العطل و برزمن بين الجميع شاب اسمر اللونعارضا المساعدة رفعت لين عينيها لترى شاب طويلمفتول العضلات اسود العينين اجعدالشعر نظراته ثاقبه ارعبتها فبلعت ريقها منالخوف.
قالت له اخيرا:-
- تعطل محرك سيارتي.
- هل نفذ منها الوقود؟؟اومات لين بالنفي و اجابت:
- الوقود فيها اكثر من كاف00وجدت الفتاة نفسها تحدق لاحظت تعاليا و غطرسة في هذهالملامح يجعلانه مختلفاعن بقية قومه فالغجر عادة اناس بسطاء متواضعون علمهمالفقر ان الخضوع هوالوسيلة الوحيدة لكسب ارزاقهم.
- بما ان الوقود متوافرلا اعلم سبب الداء. نحن نستعمل الجياد لا السياراتلذلك خبرتي في محركات ضعيفةجدا كل ما يمكنني فعله هو ارسال احد على المدينةلاحضار ميكانيكيا.
هذا لطفكبير منك , لكنني سأتدبر الأمر وحدي فلا داع للأزعاج0هز الرجل كتفيه علامة عدمالأكتراث , لكن لين كانت تدرك انه كاذب من خلالنظراته الشغوفه و الفاحصة. ولانها لمحت شابا يتوجه على حصانه نحو المدينةليحضر ميكانيكيا0شعرتبالحرج و هي واقفة بين هؤلاء الغجر0 فبدأت تتمشى حتى ابتعدت عن المخيمفي طريقموحش تحيط بجانبيه خضرة عذراء تبدو من خلالها مياه البحيرة مرآهتنعكس علىصفحتها بفرح أشعة الشمس الذهبية.
و بينما هي تتأمل شاعرية المكان و سحر وجوهالغامض سمعت وقع خطى تتقدم منهاعلى مهل فارتعدت علمت انه الغجري الاسمر تراءتلها اشياء كثيرة مرعبة اذ رأتهيقترب منها بكل ثقة و خانتها شجاعتها حتى كادتتصاب بالاغماء.
تحدث الشاب بنبره آمره:
- انت انجليزية اليس كذلك؟؟ ظننت فيالبدء انك اميركية.
توقف عن الكلام و اقترب من الفتاه عضلاته القوية يبرزهاقميصه الاسود الضيق و
(( غجريته)) يدل عليها الشال الاحمر القذر الملفوف حولعنقه لو اراد فنان رسممتشرد لوجد فيه النموذج الامثل ارتجفت لين لتراودها فكرةالفرار و لكن الغجريلم يدع لها الفرصة لتجد منفذا تقدم منها بغته و اطبق علىذراعها دافعا اياهاالى مكان كثيف الاشجار خلال ثوان صارت بين ذراعيهالقويتين.
صرخت بأعلا صوتها:
- ايها الوحش!!
لم يابه الرجل لكلماتها بلطوقها ضاحكا و كان مقاومتها تزيد لعبته اثارة وبينما هم يهم بطرحها ارضا داساحدهم على غصن يابس فسمع صوت انكساره عالياالتفت الرجل و هو يزمجر غضبا لتظهرفتاه غجرية جميلة يتطاير الشرر منعينيها:-
- الم تشبع من افعالك القبيحةبعد؟؟ دع الفتاه و شانها ايها الوقح!!
ذهلت لين لاطاعة الرجل الشرير اوامرالغجرية من دون نقاش و ما كاد يحرر يدهاالمليئة بالخدوش حتى اطلقت ساقيهاللريح.
جلست لين تفكر في كيفية افلاتها من قبضة الغجري الاسمر و لحسن حظهاوجدتاتوبيسا اقلها على الفندق في المدينة و من هناك اتصلت هاتفيا بجراجللسياراتفتكفل الميكانيكي باصلاح السيارة و جلبها في اليوم التالي بعد ان تبينانالعطل كان بسيطا للغاية.
سارعت لين بعد ذلك على مغادرة المنطقة وساهم انتقالها بين الطرقات الجميلةعلى نسيان الحادثة الاليمة فاستعادت روحهاالمرحة و رغبتها في اكتشاف المزيدمن ايرلندا.
وصلت على منطقة تدعى لاف كوريب حيث وجدتالمشاهد رائعة تحبس الانفاس الجبالالمراعي الواسعة البحيرات الغابات ..كلهامناظر خلابة تسحر الالباب تمتعالعين و النفس و ترحب بانسان المدينة التعبلينفث في رحابها الهموم وصلت علىواد اخضر تبحث عن مكان تمضي فيه ليلتها ووفقتفي العثور على المكان الملائممزرعة صغيرة يستقبل اصحابها النزلاء في جناح خاصمقابل مبلغ القليل من المال.
اوصلتها المراه صاحبه المزرعة الى غرفتهاالبسيطة النظيفة و اطللت لين منالنافذة لتشاهد المنظر الجميل و الجبال تكسوهاالغابات الكثيفة ثم لاحظتمدخنة بعيدة في وسط جبل اخضر.
سالت لين المراة وهي تشير الى المدخنة:-
- هذا بيت في الجبل؟؟ اظن اني رأيت مدخنة.
- نعم هذاقصر السيد دوغى.
لاحظت الفتاة تغير في نبرة المرأه التي تابعت تقول:
- السيددوغى هو مالك كل هذه الاراضي و قد ورثها عن والده الذي كان الحاكمالاقطاعىللمنطقة بناء فخم تحيط به حدائق رائقة.
- هل يسمح للجمهور بزيارة الحدائق؟؟
- نعم الابواب تفتح للزوار يومي الثلاثاء وو السبت.
- اود لو سمحت يا سيدتي اناحجز هذه الغرفة ليومين.
- امرك انسة سلدن بامكانك حجزها المدة التي تريدينهنالك اشياء كثيرة يمكنكالقيام بها في هذه المنطقة باستطاعتك مثلا اذا كنتتجيدين ركوب الخيل استئجارجواد من مدرسة الفروسية و التوجه الىالغابات.
اعجبت لين بهذه الفكرة فهي لا تزال تجيد الفروسية التي تعلمتها ايامالطفولة.
انطلقت لين ظهر السبت صوب الحدائق قصر دوغي و بعد ان سلكت بسيارتهاطريقامنحدرا وصلت الى سفح التلة التي يقوم عليها القصر و بدات بالصعود نحوهالى انبلغت سورا كبيرا في وسطه بوابه مفتوحة يقف بجانبها حارس يرتدي ثياباانيقة.
دخلت الى موقف مخصص لسيارات الزوار بعد ان دفعت مبلغا صغيرا يذهب الىالاعمالالخيرية.
اخيرا وجدت لين نفسها تتجول في هذه الجنة اينما نظرتوجدت جمالا و بهاء ممراتتظللها اشجار سخية برك ماء صغيرة تغطيها الزنابق جداولتتدحرج بين الصخورتعلوها جسور خشبية صغيرة مكسوة بالنبات المتسلق تماثيل بديعةوسط نوافيرالمياه و تشكيلات من اجمل الزهور و ازهاها توقفت لين مرارا لتقرااسماءالاشجار و الازهار النادرة فتحت كل مجموعة وضعت لوحة صغيرة فيها شروحاتموجزةعن النوع كما قرات على احدى اللوحات ان شرفات الجهة الجنوبية من القصرصممتهاالسيدة موريل زوجة الكونت دوغى حاكم المنطقة في القرن التاسععشر.
وصلت لين خلال تجوالها غالى حديقة مليئة باشجار الزيزفون و شجيرات اخرىاجنبية مستوردة من القارة الأميركيه 0حديقة اقل ما يقال فيها انها فاتنه جعلتالفتاه تنسى كل شي و تعتبر ان العالم تقلص كثيرا ليصبح هذا المكان الخلابالذي لا موطئ قدم فيه الحزن او لهم لم تتمكن من كتم شعور بالحسد تجاه مالكىالقصر و تمنت لو تكون مكانهم.
حان وقت العودة الى الفندق و تساءلت لين: كيف يتمكن سكان القصر من حبس انفسهمفي الداخل عندما تفتح الابوابللزوار.
فيما هي متوجهه الى البوابة الرئيسية لاحظت لين مجموعة من الزوارملتفين حولنافذة من نوافذ القصر تقدمت منهم يدفعها فضول الاكتشاف فسمعت الحوارالدائربينهم.
قالت السدة المتوسطة العمر:
- هذه اللوحة تمثلوالدته.
علقت السيدة الاخرى:
- لقد كانت رائعة الجمال.
- من المؤسف انهااقدمت على هذا العمل!
- يقال ان علما اسود رفع على شرفات القصر بعد الحادث.
- و ما معنى ذلك؟؟
- معناه انها اعتبرت ميته بالنسبة لعائلتها بعد العار الذيسببته لهم.
- قيل انها ماتت بعد ذلك بوقت قصير اليس كذلك؟؟
- ماتت و هي تضعطفلها.
- و هل تعهد اهلها الطفل؟؟
- البعض يؤكد ذلك
- لكنه اصبح مالكالقصر و سيد الأراضي الان رغم كل ما حدث
- السيد دوغى عثر على هذه اللوحة و امربوضعها هنا ليعيد الاعتبار الى والدتهالمنبوذة
- يا لها من قصة محزنة! كميبلغ دوغى من العمر؟
- اعتقد انه اصبح في الثلاثين.
- هل هو متزوج؟
- لاهناك اشاعات كثيرة عن علاقة تربطه بممثلة سينمائية كبيرة لكنها اخبارملفقة لاتمت الى الحقيقة بصلة يقال عنه انه يؤمن بالحب من اول نظره و عندمايجد ضالتهالمنشودة سيتزوج فورا
- اتمنى لو استطيع رؤيته لانه كما سمعت شاب باهرالجمال
- ما يميز غيره من الرجال هو قصته الحزينة
- ما هي القصة الحقيقيةالتي وقعت لامه.. انا لا اعرفها كاملة
- يقال انها هربت مع....
لم تسمعلين من القصة اكثر من ذالك لان المجموعة ابتعدت عنها باتجاه قسم اخرمن الحديقةنظرت من النافذة داخل القصر حيث علقت اللوحة المعنية فرات رسمامراه رائعةالجمال ترتدي فستانا من الحرير الازرق و على بساطته لا يخفيوجهها نظراتارستقراطية واضحة في العينين الزرقاوين شفتاها الورديتان ترسمانابتسامةالسعادة و البراءة من المحزن انها ماتت عند الولادةخرجت لين من الحدائق وهي تفكر بهذه القصة التي لم تتمكن من معرفة كل فصولهاشعرت بفضول كبير لمعرفةالحقيقة و للتعرف الى صاحب القصر الذي انقذ لوحةوالدته لينقذ شرفهاالضائع.
في الصباح التالي استعدت لين للرحيل بعدان سددت الفاتورة ووعدت بالعودة الىالمزرعة في رحلتها المقبلة الى ايرلنداتوجهت الى مدرسة الفروسية حيث تركتالسيارة في موقف خاص و ترجلت لتستاجر حصاناقررت ان تقوم بنزهه صغيرة علىالحصان في ذهابها الى منطقة جديدة ووقع اختيارهاعلى فرس قوي
- هل هذا الحصان هادئ؟؟اجابت الفتاه المسؤولة عن الاسطبل:
- فونيلا افضل حصان عندنا و انا واثقة من انك ستفتقدينه كثيرا عندنا تنتهينمنجولتك.
حدقت الفتاة في لين جيدا و تاملت الوجه الرقيق و الشعر الاسود الطويلالمعقودبشريط ابيض كما اعجبت بالقامة الرشيقة و خصوصا بالساقين الطويلتين والخصرالضامر لاشك في ان لين فتاه جميلة تجذب الرجال و تديررؤوسهم...
بعد قليل كانت الفتاه الانجليزية تمتطي جوادها في الغابة التيارشدتها اليهافتاه الاسطبل حيث يمكنها التجول بحرية و حيث لا خطر بان تتوه لاناللافتاتمنتشره في الغابة خصيصا لارشاد المتنزهين.
كانت اشعة الشمسالساطعة تنفذ من بين اوراق الكثيفة بحياء مضفية على الجوالداكن اشراقه منالسحر وومضة من الغموض
- يا الهي! كانني بالجنة!
ضحكت لين مسرورة لأنها تتمكنمن الكلام و التفكير بحرية مطلقة في هذا المكانكان العالم اصبح ملكها لاينازعها فيه احد.
- حسنا يا حصاني الجميل لنرتح قليلا هنا.
ربطت الحصان الىشجرة ووقفت تتأمله يلتهم العشب الطري بنهم.
اجفلت لين عندما سمعت صوتا غريباو اخذت تحدق حولها لترى مصدر الجلبة و شعرتبان احدا يراقبها في هذه الغابةالموحشة تلفتت فلم تسمع الا خفقة ورقة صفراءيحملها النسيم.
فجاة سمعتصهيل حصان فاقتربت من فرسها و حلت الحبل بيدين مرتجفتين و قبل انتستطيعالانطلاق بالفرس و الابتعاد اقترب منها حصان يمتطيه......الغجريالاسمرتجمد الدم في عروقها لما رات الغجري امامها....كيف استطاع الوصولالى هنا منمخيمه البعيد بهذه السرعة لا يعقل ان يكون جاء على حصانه لانالمسافة بعيدةالى حد يجعل مستحيلا لابد انه استعمل وسيلة اخرى ثم من أين اتىبهذا الحصانالاصيل الذي لا يمكن ان يملكه غجري فقير؟؟رفعت عينيها الىوجهه لاحظت اشياء لم تلحظها فيه عندما حاول الاعتداء عليهابعد تعطل سيارتهاقرب المخيم رأت الى جانب وسامته مسحة ارستقراطية نبيلة وشيئا من اللباقة والاستعلاء يده الممسكة باللجام بدت انعم تدل على انه لميقم بعمل يدوي في حياتهحتى ثيابه تبدلت لم يتخل عن قميصه الاسود لكن الشالالاحمر المتسخ اختفى لحلمكانه شال اخر نظيف السروال الممزق تغير ليصبحسروالا انيقا...لا شك انه سرقالحصان و الثياب و لكن كيف تبدلت يداه من يديمتشرد الى يدي ارستقراطي نبيل وقفالغجري يحدق فيها باستغراب كانه فوجئبوجودها.
حطم جدار الصمت و اخيرايقوله:
- صباح الخير.
اخذت لين تحسب فرص الهرب و جسمها الرقيق يرتعش خوفا وغضبا نظرت الى الممرالقريب الذي يوصلها الى مدرسة الفروسية و بخفة لم تعهدهافي نفسها من قبلقفزت الى الحصان و السوط في يدها انطلقت بسرعة وكي تعاقبالغجري على فعلته ولتؤخر اللحاق بها ضربته بالسوط على وجهه و ضع الرجل يده علىخده الدامي و قدارتسم على وجهه ذهول كبير.
- تستحق اكثر من ذلك ايها الغجريالمتشرد! كيف تجرؤ على التحدث الي؟؟ عد الىقومك ولا تتحرش بالناسالمتمدنين!
قالت لين كلماتها هذه وهي منطلقة على حصانها تحثه بضربات خفيفةمن قدميها علىالاسرع في العدو اخذت تخترق الغابة بسرعة عمياء و خوفها يتعاظممع اقترابحوافر جياده منها اذا تمكن من اللحاق بها سيقتلها و يرميها فيالغابة! ازدادهلعها لهذه الفكرة و لم تعد تدري ما تفعل لتخرج من الورطةالمميته فهذاالحصان يقترب منها اكثر فاكثر و صاح فيها الرجل:
- توقفي!
استمرت لين في العدو باسرع ما يمكنها لكنها ضلت الطريق بسبب ذعرها الشديدولم تجد ممر الخروج من الغابة فصارت تصرخ بأعلى صوتها:
- النجدة!! النجدة!!
دب التعب في حصانها فخفت سرعته في حين ان حصان الغجري الجبار ما انفكيدنومنها.
- توقفي و الا اوقعتك عن الفرس.
تجاهلت الفتاه اوامره باحثهدون جدوى عن وسيلة للافلات.
- دعني و شاني! ارحل عني سابلغ رجالالشرطة.
توسلات و تهديدات لن تجدي نفعا مع هذا الرجل الشرير و اخيرا صار الغجريبمحاذاتها فبذلت المستحيل للصمود فوق فرسها المتعبه0 مال الرجل و خطف من يدهااللجام اجبر الفرس على التوقف ثم نزل عن حصانه و انزل لين عن حصانها شعرتانها سجينة نظراته الغاضبة ووقفت عاجزة عن الحراك.
رفع الغجري يده الىخده الدامي يتحسس الجرح العميق الذي سببته ضربه السوط
- هل هو حصانك.
- لااستاجرته من مدرسة الفروسية.
هز الرجل راسه و كانه يعرف المدرسة ثم اخذ يحدق فيالفتاة لثوان مرث ثقيلةكأنها الدهر قبل ان يقول:
- لا خوف على الحصان انهيعرف طريق العودة الى الاسطبلو ضرب فونيلا ضربتين خفيفتين فبدا بالعدو حتىاختفى عن نظر لين بعد قليل.
- من أين انت؟؟
- انا انجليزية و جئت الى ايرلندالامضي اجازتي السنوية...انزل في مزرعةقديمة من هنا.
هز الرجل راسه كانهيعرف المزرعة كذلك.
- قلت انك في اجازة فهل يعني هذا انك بمفردك؟
- تمام انااجوب البلاد بسيارتي التي تركتها في موقف قريب من الاسطبل.
واصل الرجل طرحالاسئلة وواصلت لين دون ان تدري مدى خطأها في اعطاء معلوماتيجب ان لا تطلعهعليها و لم تعي ذلك الا عندما سمعته يقول:
- انت وحدك هنا...
و عندما سالهالما ضربته بالسوط اجابت لي وفي صوتها نبرة الازدراء:
- لأنك و جنسك حثالةالمجتمع و رعاع القوم!
سرعان ما ندمت لتهورها و طيشها اذ رات في عيني الرجلعاصفة من الغضب و نيةعلى ارتكاب عمل شرير اقترب منها و زمجر:
- حثالة المجتمع ورعاع القوم؟ ستدفعين ثمن كلماتك غاليا.
و بسرعة حملها في قوة و رمىبها على ظهر الحصان ثم قفز خلفها و انطلق مسرعانحو عمقالغابة.
تساءلت لين عما ينوي الغجري فعله بها ولكنها لم تفلح في تصور مصيرها يعززذلك الغضب اقرب الى الجنون يسيطر علىخاطفهاازداد الحصان توغلا في الغابة و لين تكاد تصاب بالاغماء و الرجلملتصق بهاتحس بنفسه يلفح عنقها و هو يقود الحصان بسرعة كبيرة اخذت ترتعد كورقةخريفيةو هي تسال نفسها عما فعلته لتستحق هذه النهاية السوداء اخيرا قرر الرجلالتنازل عن صمته فأعلن:
- نحن ذاهبان الى المخيم
- المخيم... اي مخيمهذا.
قهقة الغجري عاليا يتلذذ يخوفها و اجاب:
- الا تعلمين ان الغجر يعيشونفي مخيمات؟
- ستندم ايها الحقير على عملك لان رجال الشرطة سوف يرمون بك فيالسجن!
كانت تعلم في قرار نفسها ان كلامها لا يرهب الرجل فالغجر (( محترفون)) فيالخروج على القانون ولا يهابون السلطة القانون الوحيد الذييحترمونه هو انالغاية تبرر الوسيلة و ان مصلحة القبيلة يجب ان تكون الاهم بغضالنظر عن أياعتبار واصلت لين بالرغم من ذلك تهديدها لعلها تنج في العثور علىنقطة ضعف فيالغجري:
- تكون احمق اذا اعتقدت ان بامكان الافلات من قبضةالعدالة الاختطاف جريمةيعاقب عليها القانون بشدة!.
لم يعلق الرجل بشئوظلا صامتين حتى وصلا الى المخيم حيث انتشرت عربات كثيرةنظرت الى الوجوه التيتنظر اليها فلم تتعرف الى احد من الذين راتهم عندماتعطلت سيارتها كما لم تجدتلك الفتاه التي انقذتها يومها من الغجري لعلهاتعيد الكرة الان.
تعالتالصيحات الترحيب للغجري:
- اهلا بك يا رادولف!
- ما هذه الغيبةالطويلة؟؟
- اخيرا عدت الينا.
نشأ لدى لين انطباع بأن الغجري لا ينتميالى مخيم معين خصوصا ان هذا المكانليس المكان نفسه الذي شاهدتهتقدم منالغجري رجل كهل قال:
- رادولف ليس من عادتك...
اسكته رادولف باشارة من يده ولكن الكهل تابع:
- ما حدث لوجهك؟؟ الدماء تسيل منه بغزارة!
عندما رأت لينالجميع يلتفون حول رادولف و علامات التعجب بادية على وجوههمسمعت بعض الكلماتالانجليزية لكن معظم الكلام باللغة الغجرية التي تجهلهااوضح رادولف الامرلقومه بلغتهم و نظراته مليئة بالحقد تصب نارها على الفتاةالمصابة بالذهول مطبق 0
امسك الغجري بخصرها و انزلها عن الحصان فتعالت ضحكات من حولها و كان القوميستعدون لمرح أت ولاثارة توفرها لهم ضحية جديدة يتسلون بها..
زادتالدماء المتجمد على وجه رادولف من رهبة شكله وجعلته يبدو مجرما اكثر واكثرايمكن ان تتوقع رحمة من انسان كهذا لا يهتم الا بارضاء غرائزه لا يعرفالمثل والمبادئ التي تؤمن بها المجتمعات المتحضرة حاوت الفتاة الا تفكر بماينتظرهالكن الرؤى السوداء كانت تغلف ذهنها كغمامة داكنه تمنت لو انها تموت!
فالموتارحم من العذاب القابع وراء الساعات المقبلة...تمنت لو ان يدي رادولفالجبارتينتلتفان حول عنقها الغض و تعصران منه اخر نقطة حيا...
انصرف رادولف الىالحديث طويل مع الرجل الكهل سمعتهما لين يتلفظان ببعضالاسماء اولا بوريل ووغيرها و فهمت ان الكهل هو اولاف و انه و رادولفيتحدقان عن بوريل و لكنها لاتعلم ما اذا كان بوريل اسما لامراه او لرجل حدقتالفتاه في وجه رادولف لتجدالاضطراب و القلق الشديدين باديين عليه في حين كاناولاف يتنهد من وقت الى اخرو يزم شفتيه بامتعاض ما هو الحديث المهم الدائربين الرجلين؟؟ سؤال لا يمكنهاان تجيب عليه قبل ان تفهم هؤلاء القوم.
بعد ذلك بدا القوم يوجهون الاسئلةالى رادولف فيجيب عليها باقتضاب و الاولادالحفاة ذو الثياب البالية يحملقون فيثيابه النظيفة و الانيقة بانبهار.
نظر رادولف الى لين فعاد الى عينية لمعانالشر و بلمح البصر حملها بين يديهوسط ضحكات الجميع الى عربه ارشده اليها اولافصاحت لين في الغجر:
- هذا الرجل خطفني!! ستحاكمون جميعكم ان لمتساعدوني!
نظرت حولها تبحث عن احدهم يتعاطف معها فلم تقع الا على وجوه ضاحكةو نظراتساخرة لا امل اذن بان يساعدها احدهم فالجميع وحده متماسكة و الافراديتعاونونحتى على اعمال الشر0ادخلها رادولف إلى العربة ثم خرج بسرعة بعد اناغلق الباب بعنف. في هذهالعربة لن يتدخل احد لانقاذها. عليها ان تواجه وحدهاالرجل الذي يبدو زعيمااو ملكا على قومه يذعنون لمشيئته بدون نقاش اغرورقتعيناها بالدموع فساعةالعقاب حلت شرعت تبحث في العربة عن وسيلة للخروج من سجنهاالصغير مكان قذزفيه اريكة و طاولة مستديرة مع بعض الكراسي العتيقة في الطرفالاخر سرير ضيق وعلى الخزانة كتب قديمة ووضع مصباح زيتي يغطيه غبار سميك كأناحدا لم يشغل هذهالعربة منذ وقت طويل فالقذارة المنتشرة في ارضها و علىمحتوياتها لا توصف.
في خلدها تدور اسئلة كثيرة من هو رادولف بالحقيقة؟؟ من هو بوريل الذي تحدثرادولف و اولاف عنه بكثير من الجدية؟؟ لكن السؤال الاكثر اهمية و الحاحايبقى: ماذا سيكون مصيرها؟؟
- امرأة في شرك
دخلت لين الى زاوية صغيرة في العربة يفترض انها مطبخ كانت فيه مغسلة قذرة و
فرن صدئ يعمل على الغاز لم تتمكن الفتاه من تحمل الرائحة التي تدعو الى
الغثيان و لما همت بالخروج سمعت اصواتا قريبة في الخارج اطلت من النافذة
الضيقة فرات رادولف و اولاف يتحدثان وحيدين بالانجليزية فربضت لين تحت
النافذة من دون ان تدع راسها يطل و اخذت تسترق السمع.
- اعرف ان الامر يقلقك يا رادولف لكنه حر في اختيار طريق حياته
- لا تقنعني انه محق في سلوك هذا الطريق!!
- اوافق معك و الدليل اني بحثت عنه كثيرا كما طلبت مني لكنه مراوغ كبير و لا
يهدا في مكان.
- اعلم ذلك يا اولاف والا لما كنت رايتني هنا فقد اخبرني ايفور انه في هذا
المخيم.
- كنت قادما هنا اذن عندما خطفت الفتاه
- بالطبع و الا لما...
- مذا تنوي ان تفعل بها يا رادولف؟؟
- ساجعلها تدفع الثمن غاليا لضربي بالسوط و لوصفها اياي بالغجري المتشرد
حثالة المجتمع.
- اعذرها يا رادولف فالناس يملكون افكارا خاطئة عن الغجر
- انا لا اعذر احدا يجرؤ على اهانتي!!
- لكنها تبدو فتاه طيبة فلا تحطم حياتها
تكلم الغجري الشاب بكل صميم و جدية:
- اسمع يا صديقي انا انوي ان انال منها التعويض المناسب عن اهانتي فاذا لم
تتمكن من تحمل ذلك لن يكون الذنب ذنبي0
ادركت لين من لهجته القاسية ان الرجل ليس مستعدا للعودة عن قراره و انه ينصاع
لغرائزه ضاربا عرض الحائط كل الاعتبارات حاول اولاف من جديد ان يثنيه عن
عزمه:
- انت تعلم ان الاختطاف جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون بصرامة عليك ان تفكر
بوضعك الخاص يا صديقي فنحن بغنى عن المشاكل ظننت ان الايام كنت كفيلة بتهدئة
طباعك الحادة بعض الشي و بتعليمك كيف تكبح جماح اعصابك.
تساءلت لين عن الوضع الخاص الذي تكلم عنه الغجري الكهل ايعني به ان رادولف هو
(( ملك)) الغجر في كل ايرلندا؟؟ تفسير معقول قد يوضح كلمة الوضع الخاص و
الاحترام الذي اظهره هؤلاء القوم للرجل كما يوضح عدم استقراره في مخيم واحد و
تنقله المستمر من منطقة الى اخرة.
- اتعتقد اني خائف من العقاب يا اولاف.. الا تعلم اني لا احسب حساب النتائج
عندما اقرر الاقدام على خطوة انا مقتنع بها..
فهمت الفتاة من كلماته انه معتاد على هذه الاعمال و ان خبرته فيها طويلة بحيث
لا يخاف الوقوع في ايدي العدالة لكن اولاف ما يزال قلقا و لم يشارك صديقه
مرحه اذ قال بكل جدية:
- احس بنفسي مسؤولا لاني كنت اعلم منذ البدء...
قاطعه رادولف مطيبا خاطره:
- اشكر تفهمك
صمت الكهل قليلا ثم واصل محاولا اقناع صديقه الشاب:
- ولكني اسف للفتاه المسكينة
- لا داعي للاسف لانها اوصلت نفسها الى هنا بحماقتها!!!
- هي انجليزية اليس كذلك؟؟
- تماما
- اذن لابد ان يكون احدا ما قد بدا البحث عنها عائلتها ربما...
- غير ممكن يا اولاف الفتاة وحيدة هنا.
- من قال ذلك؟؟
- قالت لي بانها تمضي اجازتها في ايرلندا و تجوب البلاد وحيدة بسيارتها
- اسمع يا رادولف تبريراتك لا تقنعني بصحة عملك.
- لن اتراجع عن خطوتي ابدا!!
- ولكنك ستوقع نفسك في مشكلة كبيرة
- لا تقلق يا صديقي لن يبحث عنها احد اذ يفترض انها تركت الفندق الذي كانت
تقيم فيه و اتجهت الى منطقة جديدة
- و لكن اين السيارة التي تكلمت عنها؟؟
اخبره رادولف بكل التفاصيل و بان السيارة مفتوحة و المفاتيح ما تزال بداخلها
عندها فقط ادركت لين انها اخطات عندها صرحت للرجل بحماقة لا مثيل لها بكل ما
يسهل له اتمام جريمته
ابتعد الرجلان قليلا فلم تعد الفتاه تتمكن من سماع بقية الحديث ولكنها
استطاعت التقاط جوهره
- عليك احضار سيارتها باسرع ما يمكن يا رادولف كي لا تبدا الشكوك تحوم حول
وجودها في الموقف
- لا ارتاح لعملك يا صديقي هذا ليس من طبيعتك بل...
تلاشت الاصوات اذ ابتعدا كثيرا عن النافذة ففشلت لين من جديد في اكتشاف اللغز
الذي بدات تشعر بوجوده في حياة هذا الغجري الذي ظهر من العدم ليقلب حياتها.
ماذا سيفعل الان بالسيارة لكم كانت غبية عندما اطلعته على كل شي لو لم تفعل
لكان احدهم لاحظ بقاءها الطويل في الموقف و لابلغ الشرطة بالامر و لكن لا
يمكن ان تضيع اثار لين لمدة طويلة فمن المحتم ان يفتقدها زملاؤها عندما تنتهي
اجازتها و تقتضي عودتها الى العمل كان يفتقدها صاحب البيت عن استحقاق ايجار
شقتها الشهري سياتي من ينقذها من قبضة الغجري عاجلا ام اجلا لكن المقلق ان
هذا الرجل يملك ثقة كبيرة بنفسه تجعلها تخاف من ان يتدبر الامر بشكل محكم
ينجو فيه من أي عقاب على جريمته النكراء
أي هو الان؟؟ غيابه يريد من قلقها و توترها كم يمارس هذا الرجل لعبة الحرب
النفسية ببراعه!! اه لو يستطيع اولاف من اقناعه بالافراج عنها!! امنية بددتها
اصوات ثرثرة في الخارج باللغة الغجرية شعرت لين من دون ان تفهم شيئا انها
موجهه اليها بدا قلبها يخفق بقوة و احست بان جسمها مشلول و عقلها لا يفكر صار
كل كيانها كنصبا على اللحظات الزاحفة ببطء تحمل في كل ثانية جبالا من القلق و
الخوف متى سياتي رادولف؟؟ و ماذا سيفعل عندها؟؟ كم كانت متهورة عندما ضربته
بالسوط!! لكن الطريقة الهادئة التي حياها بها في الغابة و كانه يراها للمرة
الاولى اججت في صدرها نار الغضب كيف استطاع مواجهتها بكل هذا الهدوء بعد
الحادثة الاولى قرب المخيم؟؟ استحق الضرب و ان تكن النتيجة وجودها هنا سجينة
رجل شرير ينوي ايذائها و بين اناس لم يسمعوا بالشفقة ووخز الضمير من سينقذها
من المصير الذي اعده و يعده لها خاطفها؟؟
جن جنونها بعد تحليلها للموقف فحاولت فتح الباب ثم اخذت تدق بيديها عليه و هي
تعلم ان عملها لن يجدي نفعا لكن احساس دفعها الى هذه المحاولة الفاشلة انهارت
و سقطت على الارض تجهش بالبكاء في حين تعالت في الخارج قهقهات الغجر
المتلذذين بعذابها و معاناتها
اخذت لين تدور في الغرفة تقيسها طولا وو عرضا تجلس على كنبة تنهض لترتمي على
السرير...تسمرت السجينة في مكانها اذ سمعت وقع خطوات قريبة استقرت عيناها على
مقبض الباب تنتظر في هلع ادير المفتاح في القفل و دخل رادولف رماها نظرة عدم
اكتراث و اقفل الباب وراءه.
- حسنا يا صغيرتي وصلنا الان الى ختام المسرحية.
ابتسم هازئا و تحسس الجرح في خده ارتجفت لين عندما رات عمق الجرح الذي سببته
للرجل لانها لم تؤذ احدا في حياتها من قبل لكن وقاحة الغجري دفعتها الى
اللجوء الى العنف معه.
اصبحت لهجة رادولف امره عندما تكلم من جديد:
- تعالي الى هنا لتنفذي العقاب على وصفك بحثالة المجتمع
و صاح فيها بعنف:-
- تعالي الى هنا!!
زاد الجرح احمرارا بسبب الغضب و لم تجد لين بدا من الاذعان لمشيئته خوفا من
بطشه امسك بمعصمها و شدها اليه بقوه بالغة حتى كاد ان يحطم عظامها لم تستسلم
الفتاة له بل اخذت تقاوم بكل ما اوتيت من قوه فيما هو يقهقه عاليا ساخرا من
مقاومتها صرخت لين من الالم عندما اطبق بيده الفولاذية على شعرها و ارغمها
على رفع وجهها الى عينيه الغامضتين و بوحشية فائقة اخذ رادولف يهزها بقوه في
غضب فيما الدموع تنهمر من عينيها سيولا حتى انها عندما نظرت اليه رات الصورة
مشوشة كانها امام شبح لا امام انسان من لحم و دم و مما زادها حيرة و تعجبا
اخراجه منديلا من جيبه ليمسح دموعها بكل رقة و حنان!!
- لقد اصبحت الان اكثر وداعة و اقل اهانة و وحشية.
نظرت الى الرجل بارتباك وجه جامد كانه محفور في الصخر نظرات باردة لا تنم على
أي احساس ماذا يدور في خلده؟؟ ماذا وراء هذه الملامح الهادئة؟؟
- اعندك شي تقولينه قبل ان انفذ انتقامي منك كاملا؟؟ كنت انوي ان استعمل
السلاح نفسه0
اشار رادولف الى السوط المرمي على الارض و تابع:
- لكن اثار الجروح تفسد جمال وجهك لذلك طرحت فكرة جلدك جانبا و استعضت عنها
بطريقة انتقامية اخرة ممتعة0
رات لين في ابتسامته سخرية لا متناهية و في عينية علامة الانتصار وفي الوقت
نفسه ادركت انه اخطات عندما اهانته و انه لم يغفر لها ذلك لقد وصف الغجر
بحثالة المجتمع و رعاع القوم و رادولف مصمم على جعلها تدفع ثمن ذلك غاليا
كرر الغجري سؤاله:
- اعندك شي تقولينه قبل ان انفذ انتقامي كاملا؟؟
وجدت الفتاة صعوبة في نطق الكلمات:
- اتريدني ان اطلب الرحمة؟؟
- مع الاسف الشديد لن يجدي استجداؤك نفعا لاني لست ذلك الشخص المتسامح
ابتعدت لين الى الوراء و نظرت من النافذة فرات اولاف يبتعد على الحصان و معه
يتلاشى املها في المساعدة... قالت لمختطفها بصوت متهدج تخنقه الدموع:
- لن تنجو بفعلتك عندما اخرج من هنا ساذهب فورا الى الشرطة
علق رادولف و هو ينظر الى وجج المجروح في المرآه:
- الحديث عن الخروج سابق لاوانه يا عزيزتي فانت جميلة جدا و لن اتركك تفلتين0
تبسم هازئا و اضاف:
- ربما لن تخرجي من هنا ابدا.
لم تتمكن لين من استيعاب هذه الفكرة و تصورت نفسها سجينة هذه العربة بقية
حياتها...
- ماذا.... ماذا تنوي ان تفعل لي؟؟
رفع حاجبيه و اجاب:
- لا تتظاهري بالبراءه و تدعي انك لا تعلمين ماذا سافعل بك!!!
علت حمرة وجه الفتاة خجلا فاوضحت:
- اعني ماذا ستفعل بعد ان تنتقم مني كما تريد؟؟
توقف ووضعت يدها على قلبها الخافق بشدة ثم اضافت بهلع:
- هل تنوي ان تقتلني؟؟
هز رادولف راسه ضاحكا:
- اقتلك؟؟ خسارة ان يموت الجمال لا لن اقتلك لاني لا اريدك جثة هامدة بل
امراة تضج بالحياة.
قراءة روايات عبير كاملة بدون تحميل
التوقيع
توقيع