رد: زاوية التحليل الاساسي
الصين كانت مركز الحدث المفاجئ للكثيرين بتداولات الأسبوع الماضي ,فخلال 72ساعة فقط قامت بتخفيض قيمة عملتها ثلاثة مرات متتالية , مسببه هزات قوية طالت جميع الأسواق العالمية تقريبا .
ولا يخفى على احد أن السبب الرئيسي وراء قرار الصين خفض قيمة اليوان إلى أدنى مستوياته منذ عقدين( 6.3905سعر الإغلاق مقابل الدولار للأسبوع الماضي ) هو إنعاش الاقتصاد الصيني، وخاصة قطاع الصادرات التي تباطأت إلى حد كبير في الشهور الماضية.
الأسواق كانت متطيرة ومتناقضة ناحية التعامل مع هذه الخطوات الصينية سواء أسواق العملات او أسواق الأسهم .
ففي أسواق العملات ومن ناحية أساسية يعتبر القرار داعما للدولار الأمريكي بشكل عام ،ولكن نتيجة ربط هذه الخطوات بكونها قد تؤدي إلى تأجيل اتخاذ الفدرالي الأمريكي لقراره المنتظر في شهر سبتمبر القادم بالبدء برفع أسعار الفائدة فسرت مجموعه من المحللين والمتداولين الأمر بأنه سلبيا ,ومن هنا كانت الردود المتناقضة عقب كل قرار تخفيض .
أسواق الأسهم هي الأخرى اختلفت تفسيرات القرارات ناحية أثرها عليها ،حيث اعتبرت بعض التفسيرات بأن القرار يشكل دعما لشركات التصدير وبالتالي دعما للأسهم ،تجد التفسيرات الأخرى بأنها أخذت بان سبب التراجع الكبير للصادرات هو ما اجبر الصين على التحرك ,ولهذا فالأسواق تحتاج لفترة طويلة قبل أن تتشجع وتعود الشراء الأسهم بقوة .
أسواق الأسهم الأمريكية لم تكن بعدية هي الأخرى عن حالة التذبذب نتيجة التفسيرات المختلفة لآثر للقرار عليها ،ففي حين فسر البعض القرار بأنه داعم لأسواق الأسهم العالمية حيث ستجد من الأموال الصينية التي ستتسرب إلى الأسواق الأمريكية الوقود المطلوب لعودة الانتعاشة للأسهم ،كانت النظرة المعاكسة بالمرصاد والتي قالت بان دعم الصادرات الصينية سيكون على حساب المنتجات الأمريكية داخل الولايات المتحدة الأمريكية ,وان هذه القرارات ستؤثر سلبا وبقوة على المنتج الأمريكي .
مع بداية الأسبوع الحالي قد تزداد حرارة الأسواق نتيجة للبيانات الاقتصادية المنتظرة والتي تحمل الكثير من الأهمية بداخلها .
ولعل السؤال المطروح هل القرارات الصينية ومع عودة الهدوء واستيعاب الأسواق لها ستضر او ستفيد الدولار الأمريكي ؟
سنتوقف قليلا مع نتائج البيانات الأمريكية والتي صدرت الأسبوع الماضي .
فقد انتعشت مبيعات التجزئة في يوليو بإشارة إلى عودت معدل نمو إيجابي في الربعين الثاني والثالث. حيث ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.6٪، وذلك تمشيا مع التوقعات ، في حين أن مبيعات الأساسية،ارتفعت بنسبة 0.4٪. ،كما مؤشر أسعار المنتجين ارتفع الى 0.2% وأفضل من المتوقع على 0.1%،وقبل ذلك كانت تكاليف وحدة لعمل قد صدرت على 0.5%وعكس المتوقع بصدورها على 0.0%، أما مؤشر ثقة المستهلك من ميشيغان والذي صدر على 92.9ودون المتوقع 93.5فهذه النتيجة لا تعتبر سلبية في اي حال فصدور النتيجة فوق مستويات 90.0تعبر عن حالة تفاؤل بالاقتصاد.
سؤلنا وقبل الوصول ليوم الأربعاء حيث محضر الفدرالي الأمريكي هل سيتحرك الدولار بايجابية ؟ الأسواق من تحمل الإجابة .
إما أهم البيانات المنتظرة فتشمل من اليابان الناتج المحلي الإجمالي، والتضخم لكل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، ومحضر اجتماع الفدرالي الأمريكي الذي انعقد يومي 28 و29 يوليو/تموز الماضي للوقوف على أي إشارات بشأن توقيت قرار رفع معدل الفائدة.