ذكرت تقارير صحفية أن الصين تدخلت في سوق الصرف اليوم الأربعاء، لكبح جماح الهبوط الكبير في قيمة اليوان، مع اتجاه البلاد للاعتماد على السوق لتحديد سعر الصرف.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر قريبة الصلة بالأمر، أن السلطات الصينية تدخلت في الدقائق الأخيرة من التداولات لدعم اليوان، بعد الخسائر التي سجلها منذ الأمس.
وفقد اليوان نحو 2.8% من قيمته منذ إغلاق جلسة الإثنين الماضي، بعد قرار بنك الشعب في الصين بخفض السعر المرجعي للعملة بنسبة 1.6% اليوم، بعد أن قلص السعر بحوالي 1.9% بالأمس.
وأشار البنك المركزي الصيني عبر بيان أصدره اليوم إلى عدم وجود "أساس اقتصادي" لتراجع قيمة اليوان، إلا أن هذا التأكيد لم يمنع المبيعات القوية للعملة.
وهبط اليوان الصيني أمام الدولار بنسبة 0.9%، لترتفع العملة الأمريكية إلى مستوى 6.3858 يوان في الساعة 11:29 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، بعد أن فقد نحو 2% خلال التداولات.
اليوان يرتفع لليوم الثالث على التوالي ليمدد انتعاشه بعد التراجع القياسي
ارتفع اليوان لليوم الثالث على التوالي، ليمدد انتعاشه بعد تراجع قياسي حيث ساعد البنك المركزي الصيني في استقرار العملة عقب أكبر خفض لها في عقدين.
وارتفعت العملة الصينية خلال تداولات اليوم في هونج كونح بحوالي 0.2% مقابل الدولار، بعدما تراجعت 3.6% في الأسبوع الماضي.
وقال كبير الاقتصاديين في بنك الشعب الصيني “ما جون”: إن سعر الصرف ربما يتحرك في كل من الاتجاهين مع استقرار الاقتصاد، وإن أي تدخل من قبل السلطات “قد يكون في أي من الاتجاهين”.
وصرح الإستراتيجي لدى “ستاندرد تشارترد” “إيدي تشيونغ” قائلاً: “إن تصريحات السيد “ما” بالتدخل في اتجاهين قد أعادت بعض الثقة في السوق”، وفقاً لما ذكرته وكالة “بلومبرج”.
وحدد بنك الشعب الصيني السعر المرجعي اليومي عند 6.3969 مقابل الدولار، أي يختلف 0.1% عن سعر إغلاق يوم الجمعة في شنغهاي.
تقرير: قرارات الصين ترفع عبء الدين بالنسبة للدول الأخرى منفول
بين تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" أن الخطوة المفاجئة التي اتخذتها الصين لإضعاف اليوان سيكون لها تداعيات أبعد من الاضطرابات التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي، من بينها أن الحكومات والشركات في الأسواق الناشئة ستجد صعوبة في سداد الديون المقيمة بالدولار.
[IMG][عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ][/IMG]
وقد أدى تراجع قيمة اليوان بحوالي 3% مقابل الدولار الأمريكي إلى تعزيز عدم الاستقرار وانخفاض في أسعار الصرف عبر الأسواق الناشئة، حيث تراجع الرينجت الماليزي، الليرة التركي، البيزو المكسيكي، والروبل الروسي.
وقد يساعد ذلك الخفض صادرات الدول لتظل قادرة على المنافسة، ولكنه أيضاً يمثل مشكلة: لأن على مدار السنوات العديدة الماضية، أصبح لدى المقترضين في الأسواق الناشئة أكثر من 2 تريليون دولار من الديون المقومة بالعملة الأمريكية.
وعندما أبقى الاحتياطي الفيدرالي على معدلات الفائدة بالقرب من الصفر، وكانت العملة الأمريكية رخيصة فإن تلك الديون تكثل فرصة كبيرة، ولكن الآن وفي ظل ارتفاع قيمة الدولار وبدء البنك المركزي التفكير في رفع المعدلات فإن عبء الدين يزداد.
ويوضح الرسم التالي الديون من سندات الحكومات والشركات المقومة بالدولار في مجموعة من أسواق الدول الناشئة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.
[IMG][عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ][/IMG]
عزز البنك المركزي الصيني دعمه للاقتصاد الذي يمر بمرحلة من التباطؤ الشهر الماضي عن طريق ضخ 93 مليار دولار ببنكين رئيسيين من بنوك التنمية في مسعى لتدعيم قاعدة رأس المال وزيادة التمويل المقدم إلى القطاعات الحيوية.
وقال بنك الشعب الصيني إنه ضخ 48 مليار دولار في بنك التنمية الصيني و45 مليار دولار في بنك الصادرات والواردات الصيني الشهر الماضي.
كانت تقارير إعلامية سابقة قالت إن البنكين تلقيا بالفعل تمويلا جديدا.
وقال البنك المركزي ردا على أسئلة من رويترز إن السيولة الجديدة سترفع نسبة كفاية رأس المال للبنكين كي تصل إلى ما بين 11.4 و12.8 بالمئة.
وستدعم الأموال مشاريع مثل إعادة بناء المناطق الفقيرة وتطوير اقتصادات بكين وتيانجين.