حملة "تمام"

تَمَــــــــــام
هي أربع حلقات مسلسلة:
تخطيط: العلم، الممارسة، الهدف
مـــــرونة
التزام
مـــــثابرة



الممارسة:

بعد العلم يأتي التطبيق ، والتطبيق يعني العمل على الحسابات التجريبية ، وقد اختار المتاجر في مرحلة "التعلم" أسلوب العمل الذي يريد تنفيذه ، سواء أكان اختيار المتاجر هو التحليل الأساسي أو الفني ، أو استراتيجية بعينها.

وقد مر علينا كثيراً من يهونون من أهمية الحساب التجريبي ، ومنهم من يضنون بالوقت والجهد المبذولين فيه ، بادعاء أن السوق بانتظار إنجازاتهم ، لكن الإنجاز لا يكون أبداً إلا بالتخطيط السليم ، وخير للمتاجر أن يرى مواطيء قدميه ، خاصة وهو مقدم على تجارة ليست سهلة ، والربح المستمر فيها ليس بالهين.

حين نتكلم عن الحسابات التجريبية نجد من يرى أن الأفضل من الحساب التجريبي هو الحساب الحقيقي المتواضع ، لأن عامل الضغط النفسي قد لا يظهر بوضوح في الحسابات التجريبية ، لكن هذه النظرة - في ظني - قاصرة ، لأن المتاجر إذا وطن نفسه على العمل على التجريبي كما لو كان حساباً حقيقياً استطاع أن يستفيد منه علماً وخبرة ومهارة تساعده حين ينتقل للحساب الحقيقي. كذلك فإن بعض الناس حين يعملون على حسابات حقيقية ضئيلة كبديل للحساب التجريبي ، تعتبر الحساب كأنه حساباً لا قيمة له ، لأنه حضر نفسه - نفسياً - أنه حساب تجربة ، والمبلغ المدفوع فيه مفقود ، ففقد الحساب بالتالي أهميته كحساب حقيقي ، كذلك هناك من الناس من لا يتأثرون بخسارة ألف أو ألفي دولار ، على عكس من يحلمون طوال عمرهم بتوفير حساب بمائة دولار.

أما عن المدة التي تحتاجها للعمل على التجريبي فغير محددة ، وتعتمد على عناصر كثيرة ، منها مدى تفرغك ، ومقدار استيعابك ، وطريقة المتاجرة المختارة . من الناس من يكفيهم ثلاثة شهور ، ومنهم من يحتاجون لعام كامل ، قبل أن يكون جاهزاً للانتقال للحساب الحقيقي. المسألة إذاً نسبية تختلف من شخص لآخر ، وعلى كل متاجر أن يكون صادقاً مع نفسه ، وألا يتعجل .

بقي أن نقترح على المتاجر التدرج: فلتبدأ بحساب تجريبي ، فحساب آخر ، فثالث ، ... حتى تتقن طريقة العمل إتقاناً تاماً ، في كل ظروف السوق ، ثم اعمل بحساب حقيقي متواضع - مهما كانت إمكانياتك - ثم ضاعف الحساب تدريجياً ، لتصير المئات ألفاً ، فآلاف ، حتى تصل للمبلغ الذي تريد العمل عليه في السوق.

سلم الله عمرك.

وإياك أخي الكريم.

وإياك أخي الكريم.
وأرجو أن يفيد عملي كل من يقرؤه.

تَمَــــــــــام
هي أربع حلقات مسلسلة:
تخطيط: العلم، الممارسة، الهدف
مـــــرونة
التزام
مـــــثابرة



الهدف:

إذا سألنا مائة متاجر عن هدف كل منهم من العمل في الفوركس ، قد يجيب واحد أو اثنان بأهداف واضحة محددة ، بينما يعجز الباقون عن تبيان الغرض من دخولهم لهذا العالم المبهم. ولعل السبب وراء ذلك هو الإشاعات الكثيرة عن أرباح الفوركس ومكاسبه ، مع أقل القليل من المال والجهد. ويزيد من صعوبة الموقف الأرباح العشوائية لبعض الذين دخلوا السوق بدون التسلح بالعلم والخبرة. فإذا صادف ربحاً لشهر أو شهرين ملأ الدنيا صياحاً ودعاية لمغارة علاء الدين.

أما لماذا لم نبدأ "التخطيط" بالكلام عن الهدف ، وهو منطقياً يسبق العلم والممارسة ، فلأن كلاً منا يدخل الفوركس بهدف أو أهداف سرعان ما تتغير بفعل القراءة والتعلم ، والاحتكاك بالسوق ، والتأثر بمواضيع المنتديات ، وخبرات الناس. وقد كتبنا كثيراً عن نماذج من المتاجرين ، وخصصت الخاسرين لأخذ العبرة. وقد وجدنا منها من دخل الفوركس بسبب جار له أو قريب يربح ، فكانت هذه هي فقط مؤهلاته. وقد يأتي آخر ليمتهن الفوركس لأنه تخرج في الجامعة ، وينتظر التوظيف ، وثالث يريد تشغيل أمواله في تجارة ذات عائد مرتفع ، فأخبروه أن أرباح الفوركس أكبر من مكاسب المخدرات وتجارة السلاح !

ولاشك أن من يعتمد على مثل هذه الأهداف قد كتب لنفسه الفشل من البداية. بينما الهدف لابد أن يكون واضحاً ومنطقياً. أذكر هنا مثالاً لتاجر ناجح عاد لبلده من الخليج ببدل تصفية حقوقه ، ولزم منزله يتاجر بحيث يخرج بعد ربح مائة دولار في اليوم ، ولا يستمر مهما كان الإغراء. ولننظر لذاك الآخر الذي أرسل لي رسالة على الخاص منذ سنتين يسألني عن رأيي في إيداع ألفي دولار للعمل عليها ، بحيث يستطيع بها بعد ستة شهور بناء بيت من طابقين "فقط" ، بجانب تخصيص 10 آلاف دولار شهرياً كراتب لأبيه !

لن يختلف اثنان أن الأول نجح لأنه كان واضحاً في هدفه ، وقد عمل له بإيداع مبلغ مناسب ، ونفذ الخطة التي ارتضاها لنفسه . بينما يفشل الآخر لأنه كان خيالياً في هدفه.

وحين نتكلم عن الهدف لا نعني ألا يحلم أحدنا بالملايين ، فمن حقك أن تحلم ، وبدون حدود ، لكن حين يأتي وقت التخطيط ، فلتكن الخطة موافقة للواقع وللمعطيات المادية. وبإمكان وضع خطة منهجية طموح لعشر سنوات أو عشرين ، بينما تكون المراحل القريبة من الخطة قابلة للتحقق. أما أن أضع خطة طويلة الأجل بدون وضع خطط مرحلية قصيرة الأجل ، فقد يفضي هذا للملل أو الاستعجال ، مما يفشل الخطة كلها. احلم بعد عشر سنوات بتحقيق المليون ، بينما ابدأ بحسابك ذي الألف دولار بتقدير مضاعفة رأس المال خلال 6 شهور مثلاً ، وهكذا ...

أما عن تقديري الشخصي للخطة فأرى أن يوضع هدف لمضاعفة رأس المال مفتوح المدة ، ثم بعد تحقيق المضاعفة الأولى أقوم بسحب نسبة محددة من رأس المال ، وأكمل للمضاعفة التالية ، وهكذا ... ، ولا أضع أمامي أي هدف أعلى ، لا مليون ولا مليار. بل أجعل هدفي الأعلى هو إكمال عملي في الفوركس على هذه الخطة المرحلية حتى النهاية.