اضرابات فرنسا تتحدى ساركوزي بشأن مشروع اصلاح نظام المعاشات
توقفت رحلات الطيران والقطارات وتعطلت المدارس واحتجبت احدى أكبر الصحف عن الظهور في شوارع فرنسا يوم الخميس عندما شارك العمال في اضراب لمدة 24 ساعة احتجاجا على اصلاح لا يحظى بشعبية لنظام المعاشات.
ونزل مئات الالاف الى الشوارع في انحاء البلاد للاحتجاج على خطة الرئيس نيكولا ساركوزي لرفع سن التقاعد الى 62 عاما من 60 عاما. وقالت نقابات العمال ان ما يصل الى ثلاثة ملايين شاركوا في المسيرات بينما قالت الشرطة ان عدد المشاركين بلغ 997 ألفا.
والرقم الذي ذكرته نقابات العمال كان أكثر قليلا من المظاهرات الاخيرة في السابع من سبتمبر ايلول. وكان الرقم الذي ذكرته الشرطة أقل قليلا.
وألغت شركات الطيران بين 40 و50 في المئة من الرحلات بينما خفضت السكك الحديدية رحلاتها بين المدن بمقدار النصف.
وشاهد مراسلو تلفزيون رويترز مشاحنات بين الشرطة والمحتجين بالقرب من مقر اتحاد أصحاب العمل الفرنسيين في باريس.
وكانت نقابات العمال تأمل ان يجبر الاقبال على المشاركة الحكومة على التراجع عن خطة الاصلاح التي اقترحها ساركوزي ومدتها خمس سنوات والتي ترفع الحد الادنى لسن التقاعد الى 62 عاما من 60 والسن الذي يحصل فيه الذين يتقاعدون على معاش كامل الى 67 عاما من 65 عاما.
وقال برنار تيبو رئيس الاتحاد العام للعمال "اذا لم تغير الحكومة موقفها المتعنت فانها سيكون واجبنا ومسؤوليتنا بالطبع كنقابات التفكير في مبادرات اخرى."
وأدى الاضراب الجزئي الى تعطيل برامج في محطات الاذاعة العامة فرانس انفو وفرانس انتير ولم تظهر النسخة المطبوعة من صحيفة لو موند.
وتقول الحكومة ان التشريع الجديد ضروري لخفض العجز المتنامي في نظام المعاشات وتقليص الدين العام والحفاظ
ووعد وزير العمل ايريك ويرت المسؤول عن توجيه مشروع القانون في البرلمان بالمضي قدما رغم كل شيء.
وقال في قناة التلفزيون فرانس 2 "هناك انخفاض واضح في حركة الاحتجاج" مضيفا انه "سيتم التصويت على الاصلاح وسينفذ."
وتعكس هذه الاضرابات اجراءات مماثلة في اماكن اخرى في اوروبا حيث قامت حكومات مدينة بخفض الانفاق ولاسيما في اليونان واسبانيا حيث تلوح مزيد من الاحتجاجات في الافق في الاسبوعين القادمين ردا على بعض الاجراءات القاسية في منطقة اليورو.
وفي اليونان قام ستة الاف محتج بمسيرة الى البرلمان مساء يوم الخميس وهم يقرعون الطبول ويرفعون لافتات كتب عليها "لا تضحية من اجل حكومة الاغنياء وطبقة الاثرياء" و"طاقة رخيصة للجميع على تصنيف فرنسا الاتئماني (AAA) والذي يمكنها من الاقتراض بأقل سعر فائدة في السوق