الدولار الأميركي: يشارف تدهور الدولار الأميركي على دخول مرحلته السلبية الثانية، ولكن ننصح

الدولار الأميركي: يشارف تدهور الدولار الأميركي على دخول مرحلته السلبية الثانية، ولكن ننصح التّجار بعدم دخول مواقع البيع حاليًا
كان من الصعب للغاية بالنسبة الى التّجار أن يعوّلوا على ارتفاع الدولار- يبدو أنّ المضاربين وهؤلاء الذين يتّبعون الأساسيات هم من واصلوا التحيّز لهذا الإتّجاه المتدهور للغاية. الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: محايدة
* أظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي تنامي الشرخ أزاء المقاربة المعتمدة للسياسة النقدية
* ساهم رفع البنك المركزي الأوروبي لمعدّلات الفائدة في دفع الدولار الى التطلّع الى منحى العائدات مجدّدًا
* هوى الدولار الى أدنى مستوى له في ستّة عشر شهرًا مقابل اليورو وسجّل اخترقًا لمستوى دعم رئيسي
كان من الصعب للغاية بالنسبة الى التّجار أن يعوّلوا على ارتفاع الدولار- يبدو أنّ المضاربين وهؤلاء الذين يتّبعون الأساسيات هم من واصلوا التحيّز لهذا الإتّجاه المتدهور للغاية. ونظرًا الى شحّ السيولة غير الإعتيادي الذي لحظناه مع حلول عطلة نهاية الأسبوع، تمّت مضافرة الجهود للتصدّي لهذا الأمر، ما دفع بمؤشر الدولار الى بلوغ أدنى مستوى له في ستّة عشر شهرًا. مع ذلك، يتوجّب على التّجار الذين يعتبرون ذلك بمثابة دليل على دخول مواقع بيع الأخضر التريّث وإعادة النظر في الأساسيات الكامنة وراء هذا التحرّك. في هذا الإطار، تظهر العوامل التي أدّت الى بلوغ العملة قيعها الحالية، الى جانب إجمالي المخاطر المستقبلية، أنّ فرص نشوء انعكاس (صعودي) تفوق تلك التي يبيّنها التحليل السطحي.
أوّلاً، من الضروي إدراك الأساسيات الكامنة وراء أداء الدولار هذا بغية معرفة ما هو هامّ بالنسبة الى السوق. ثمّة سلّة من المخاوف الثانوية التي إمّا ضيّقة من ناحية النطاق (ارتفاع معدّلات البطالة، احتمال بروز أزمة حكومية) أو واسعة النطاق من ناحية الجودة (تناقص جاذبية الأخضر كعملة احتياطية عالمية) لتشكّل تهديدًا مباشرًا لمصالح المضاربة. علاوة على ذلك، تتمثّل أبرز مخاوف التجار في الوقت الراهن بإحتمال موازنة العائدات مقابل المخاطر المحيطة بالإستقرار المالي- وهو اتّزان تحوّل بشكل واضح لصالح العائدات. في هذا الإطار، هوى الدولار الأميركي للغاية.
في الآونة الأخيرة، يبدو أنّ البراهين الكامنة وراء هذا التحوّل المحتمل في السياسة النقدية تكتسب الزخم. لقد أشار بعض المسؤولين في الإحتياطي الفدرالي كفيشر- حاكم بنك الاحتياطي في ولاية دالاس- ، وبلوسر - حاكم بنك الاحتياطي في ولاية فيلادلفيا-، وكوشيرلاكوتا- حاكم بنك الاحتياطي في ولاية مينيابوليس- الى تنامي الخلاف الحاصل أزاء إنهاء السياسة النقدية الفضفاضة للغاية. كما عمد بنك الاحتياطي الفدرالي الى تقليص القيود المفروضة على المصارف المستفيدة من برنامج إغاثة الأصول المتعثّرة، في وقت تختبر الأطراف الثلاثة التي تعقد اتفاقيات إعادة الشراء العكسي قدرة الأسواق على تحمّل سحب الحوافز. مع ذلك، وفي الوقت الراهن، يعزّز ذلك فرص رفع مجلس الاحتياطي الفدرالي لمعدّلات الفائدة في الفصل الرابع من هذا العام. وفي أعتاب قرار البنك المركزي الأوروبي بزيادة المعدّلات هذا الخميس الفائت، قد يعتبر المضاربون ذلك الموعد متأخّرًا للغاية.
من المرجّح أن يوسّع الدولار الأميركي تراجعه مقابل اليورو (نظيره الأساسي)، في وقت تتوقّع الأسواق بنسبة 60% رفع البنك المركزي الأوروبي لمعدّلات الفائدة بمقدار 100 نقطة أساسية مع حلول العام المقبل. يولّد هذا التباعد الكائن بين توقعات معدّلات اليورو والدولار ضغوطات حادّة ومستمرّة (راقب أداء الدولار الأسترالي مقابل نظيره ذات العائدات المتدنّية عندما كان بنك الاحتياطي الأسترالي في منتصف برنامجه المتفائل). مع ذلك، هذا المحفز غير مضمون؛ وفي الواقع، من المحتمل أن يواجه مخاطر ملحوظة في المستقبل.
يتبلور الخطر المباشر بتوقعات إضفاء البنك المركزي الأوروبي التغييرات. لماذا يركّز التّجار على البنك المركزي الأوروبي أكثر من بنك الاحتياطي الفدرالي؟ من المرجّح أن تبقي سلطات السياسة الأميركية على نهجها الثابت بإتّجاه التطبيع؛ بيد انّه يرجّح تراجع التقديرات المتزايدة أزاء البنك المركزي الأوروبي في حال تدهورت ثقة المستثمرين. لربّما قد تساهم قراءة مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مارس- التي يتوقع أن تبلغ 2.6% على أساس سنوي- في تسارع هذا التحوّل. مع ذلك، تتجسّد المخاطر الأكبر التي تهدّد اتّجاه زوج اليورو/دولار السائد على طول هذا العام بمسارات المخاطر. إذا ما تبدّد التفاؤل، ستتقلّص تقديرات رفع المعدّلات، وستعكس طلبات الملاذ الآمن أموال التجارات المبنيّة على فروقات الفوائد.