رد: الدولار الأميركي: تسارع الدولار الصعودي على شفير الوقوع في الهاوية ووحده نفور المخاطر
الآفاق الأساسية للدولار الأميركي:حيادية
* تهيمن أزمة الديون الأوروبية التي تنتشر خارج ايرلندا، الى جانب الإضطرابات الكورية على استقرار الدولار
* جاء تقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي بعيدًا للغاية عن التوقّعات، ما قوّض اتّجاهات شهية المخاطر والدولار
* هل يعتبر هبوط الدولار بمثابة إعادة إحياء للإتّجاه الذي دام على مدى ستّة أشهر متتالية أم هو تصحيح مندرج ضمن مسار جديد؟
شهد الدولار الأميركي في الأسبوع الأخير انعكاسًا حادًا للمكاسب التي حقّقها في السابق- ويمثّل هذا التحوّل الذي طرأ على الأداء انعكاسًا في الأساسيات الذي أدّى بدوره الى تسجيل العملة أرباحًا طائلة. إذا ما قيّمنا الأخضر على صعيد الأجل البعيد والسمات الأساسية الكامنة التي تميّزه؛ ليس من الصعب ملاحظة وجود جهود كثيرة تهدف للتنويع عن المعايير التي تصنّف الأخضر كعملة احتياطية وحيدة، الى جانب مساعي بنك الاحتياطي الفدرالي لتعزيز المعروض النقدي وبالتالي تخفيض قيمة العملة. تفرض هذه المخاوف ضغوطات مباشرة على الدولار؛ بيد أنّها لا تتحمّل على عاتقها تحرّكات العملة على صعيد يومي وأسبوعي. من المرجّح أن يزول هذا السيناريو أو أن يتطوّر أكثر وفقًا للتغييرات التي ستطرأ. علاوة على ذلك، قد يكون الدعم المتين الذي تلقّاه الدولار في الأشهر الستّة الماضية في صدد التلاشي.
من أجل مواجهة خطر التنوّع والتراجع الطبيعي لتوسّع الدولار في النظام، يحتاج الأخضر لمحرّك قوّي يشجّع أوامر الطلب في أسواق الفوركس. خلال شهر نوفمبر، وجدت العملات مصدر القوّة هذا على مرحلتين: أوّلاً، يرجّح اختبار العملة تصحيحًا بعد أن بدت التقديرات التي أحاطت بمساعي بنك الاحتياطي الفدرالي التي بذلها مطلع هذا الشهر مبالغ فيها؛ وبالتالي قد تتيح الاضطرابات النابعة عن الأسواق المالية الأوروبية المجال أمام تدفق رؤوس الأموال الأوروبية نحو الولايات المتّحدة؛ بيد أنّ الرياح المعاكسة جعلت الآثار المترتّبة على الأسهم محدودة (المقياس التقليدي للمخاطر). مع ذلك، يتبلور العنصر الأكثر أهمّية لهذه المعادلة بأنّ رؤوس الأموال الإستثمارية ستؤدّي الى تفادي هيمنة الغموض وستساهم في توافر السيولة والاستقرار على حدّ سواء.
من المحتمل أن يقود هذا المزيج رؤوس الأموال نحو الدولار في النصف الثاني من نوفمبر. مع ذلك، في غياب أي تدهور مستمرّ للصحّة الأوروبية، سيطغى التوازن. وهذا ما تجلّى في الأسبوع السابق. بالإضافة الى ذلك، دفعت المخاوف ايرلندا الى التماس حزمة إنقاذ؛ وفي حين يخيّم الغموض على مستقبل البرتغال وأسبانيا، لا يبدو أنّ هنالك إجماع على مشاركة ايراندا المصير عينه. وفي ظلّ شراء البنك المركزي الأوروبي للسندات الحكومية، تسعى السلطات لإحتواء الأزمة، وبالتالي حرمان الدولار من محفز رئيسي.
تستطيع التدفقات المعادية للدولار مساعدة هذا الأخير على توسيع دائرة أرباحه؛ غير أنّ تعزيز مصالح مماثلة من شأنه أن يشكّل حدثًا ملحوظًا. في المقابل، تشكّل شهية المخاطر المحرّك المحتمل للدولار في المستقبل (سواء أكان سلبيًا أو ايجابيًا). وفي الأسابيع السابقة، بقي مؤشر S&P500 وغيره من المعايير مرتفعًا للغاية على الرغم من الإضطرابات المالية، والبيانات الاقتصادية المثيرة للشكوك والمسائل الجيوسياسية. يعتبر ذلك بمثابة تأثير مباشر للحوافز الحكومية وضمانات لأسواق رؤوس الأموال؛ بيد أنّ هذا الإنتعاش لا يمكن أن يدوم الى الأبد. ستتدهور رؤوس الأموال على الأرجح؛ ولكن ما هو المصير النهائي؟
Daily FX 
المواضيع المتشابهه 
